'); }
تعريف الحاجة
الحاجة مظهرٌ من مظاهر الافتقار للشيء؛ فالحاجة في اللُّغة من الفِعل احتاج أيّ افتقر ونَقُص عليه أمرٌ ما، وفي الاصطلاح الحاجة هي الشُّعور بالفقد والنَّقص والحرمان من شيءٍ ما عاطفيًّا أو معنويًّا أو ماديًّا أو اجتماعيًّا، ويسعى الإنسان بكافّة الطُّرق المشروعة وأحياناً غير المشروعة لتلبية حاجاته التي يفتقر إليها من وجهة نظره، والإنسان كلما زاد مستواه الاجتماعي والتعليمي والثقافي زادت حاجاته حتى تصبح بعض الكماليات من ضمن الحاجات الأساسية له. فالفقير على سبيل المثال هو في حاجةٍ ماسّةٍ للمال والغِنى، والمريض في حاجةٍ ماسّة للعِلاج والشِّفاء، واليتيم في حاجةٍ للشُّعور بالحنان والعطف والتعويض عن فقد الأبويّن، وهكذا.
أصناف الحاجة
تُصنّف الحاجة بحسب الشخص أو الأشخاص وبيئتهم على النَّحو التَّالي:
'); }
- الحاجة الفرديّة: هي حاجة الإنسان بمفرده وهو الذي يستطيع أنْ يُقيّم مدى أهميتها لديه، وهي تترواح ما بين حاجةٍ ماديّةٍ للفرد كالطَّعام والشَّراب والمسكن، وحاجةٍ معنويّةٍ كالزَّواج والحُب والأمان والأمومة والأُبوة.
- الحاجة الأوليّة: وهي متطلبات الحياة الكريمة لجميع النّاس والتي ضمنتها لهم منظّمات حقوق الإنسان العاملة في جميع أنحاء العالم خاصّةً في أماكن الحروب والنِّزاعات، وهي حق كلِّ إنسانٍ في الغذاء والملبس والمسكن والتَّعليم والحُريّة.
- الحاجة الجماعيّة: هي الحاجة الضَّروريّة لجميع أفراد المجتمع معًا كالتَّعليم وتوفير سُبل الحياة الكريمة، وفُرص العمل، والقضاء على الجريمة، ونشر الفضيلة.
صلاة الحاجة
من الصَّلوات النَّافلة المهمة في حياة الإنسان صلاة الحاجة أو ما تُعرف بصلاة المناسبات أو الظُّروف حسب ما يمرُّ به الإنسان؛ فالمسلم لا يصح له أنْ يذُّل نفسه للنّاس طالبًا المساعدة على تلبية حاجته، ويسألهم العون، وإنّما عليه بذل الأسباب المشروعة للحصول على حاجته المشروعة وبعد ذلك التّوجه لله بالتَّذلل والدُّعاء لتلبية حاجته؛ لذلك شُرعت صلاة الحاجة.
وصلاة الحاجة هي ركعتان من غير الفريضة في أيّ وقتٍ من اللَّيل أو النَّهار يؤديهما المسلم بعد الوضوء وعقد النِّية ثُمّ يصليهما كما تُصلَّى أيُّ صلاةٍ مكتوبةٍ، قال صلى الله عليه وسلم: “من توضأ فأسبغ الوضوء، ثُمّ صلّى ركعتين سأل الله فيهما ما يشاء إلا أعطاه الله ما سأله معجلًا أو مؤجلًا”.
وبعد الصَّلاة له أنْ يدعو بما يشاء من الدُّعاء ويذكر في دعائه حاجته ويلح في الطلب؛ فالله يحب العبد اللَّحوح، ويستحب أنْ يتحرّى أوقات إجابة الدُّعاء لأداء ركعتي صلاة الحاجة خاصّةً في جوف اللّيل؛ حيث السُّكون والهدوء وانصراف القلب عن الانشغال بشواغل الدُّنيا والبُعد عن ضجيج النّاس وإزعاجهم.