التاريخ
الكثير مِنّا ما تجول بخاطره تعريفات عديدة لهذا المُصطلح أو حتى يُحجّم “التاريخ” بمصطلح بسيط، ويعتمد في ذلك على ما قرأه في المؤلفات التاريخيّة من قتلٍ وحروبٍ وما شابه ذلك، إلًا أنَّ التاريخ ليس مُجرّد سُلالات حاكمة قامت ولا حتى سُلالات سقطت وإنمّا هو مشروع حضاري للتعامل مع البشريّة أجمع.
يُعرّف هذ المصطلح العديد من المؤرخين أو الباحثين على أنّه سجل للإنسان السابق أو القديم، ففي الحقيقية إنَّ الأمس نعتبره تاريخ. قال ابن خلدون عن التاريخ: “التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأُول تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال، وتطرف فيها الأندية إذا غصَّها الاحتفال، وتؤدي شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال” وهذا يدُلنا على أنَّ التاريخ ليس فقط تاريخ الحُكّام والسلاطين وإنمّا هو بذاته الحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة والزراعيّة السائدة في ذاك الزمان .
التاريخ والمرأة
لا بُدّ لنا أنْ نلقي نظرة على تعريف التاريخ للمرأة أو تعريف المرأة للتاريخ من خلال الحياة السياسيّة والوضع الاجتماعي للمرأة في ذاك الزمان والّذي يتعارض مع حقوق المرأة حاليًا، وسنأخذ في هذا الباب نموذج المرأة السلجوقيّة والتي ساست الديوان الخاتوني حينها؛ إذ كانت المرأة السلجوقيّة زوجة السلطان والمُقرّبة منه والتي أُطلق عليها لقب “الخاتون” أي المرأة الشريفة والمقرّبة من السلطان.
كانت المرأة السلوجقيّة تُدير الديوان الخاتوني والذي غيّر الكثير في تفاصيل الحياة السياسيّة في الدولة حينها؛ إذ كان الملوك وأبرزهم البيزنطيون يراسلون هذا الديوان راجين من الخاتون أنْ تتوسط لهم عند السلطان، وغير ذلك فقد لعب الديوان دورًا عسكريًا هاماً مُتمثّلاً بالقوات العسكريّة الخاصة به، ويصل عدد هذه القوة مئة ألف جندي أو عسكري، وقد برز دورهم ودور الخاتون في نصرة السلاطين.
التاريخ والوقت
مدى ارتباط التاريخ بالوقت كبير جدًا؛ إذ رَبط العلماء التاريخ بالوقت أو حتى تمّ تعريف التاريخ على أنّه الوقت الذي مضى، وإن حلّلنا ذلك منطقيًا نجده أقرب وصف أو تعريف صريح للتاريخ؛ إذ يعتمد على الوقت الماضي من حياة البشريّة، وتأتي رؤية التاريخ بالخبر عن الإنسان الماضي، ويُصنّف ابن خلدون أنَّ عناصر التاريخ الأساسيّة هي: الإنسان، والماضي، والمكان، فأيّ شيء قديم يمكن أنْ يدلّنا على الماضي نعتبره تاريخ، فإذا وجدنا نقشاً أو مخطوطة وتمّ ذكر تاريخٍ مُعيّن ويشير إلى الماضي فنعتبره تاريخ بالتمحيص في هذا النقش أو المخطوط، وذلك لنتيقّن بعدم نحلِ هذا المخطوط أو ما شابه ذلك.