الاجتهاد
الاجتهاد لغةً: هو بذل قُصارى الجهد لتأدية فعل شاقٍ، وتفريغ الطّاقات والسّعي في إنجاز أمرٍ ما. الاجتهاد اصطلاحاً: له عدّة تعريفاتٍ منها: هو بذلُ أو توجيه الجهود المبذولة لتأدية عمل علميّ، ويجب أن تتوافرَ شروط الاجتهادِ بالمجتهد حتّى يتمكّن من البحث والاستدلال، وبالتّالي استنباط الأحكام الشّرعية للوصول إليها من خلال أدلّتها. ولا يقتصر الاجتهاد فقط على الأحكام الشّرعية، بل يمتدّ إلى الاجتهاد في العمل والاجتهاد في الدّراسة، ويعني ذلك أن يعملَ الإنسان بكلٍّ جِدٍّ ونشاطٍ ومثابرةٍ للوصول إلى غايةٍ مُعيّنة كالتّرقية الوظيفية أو النّجاح في الدّراسة والانتقال إلى مراحل دراسيّةٍ أُخرى.
مشروعيّة الاجتهاد
تضمّنت آيات القرآن الكريم الكثير من الأدلّة على إقرار الاجتهاد كونه قياسيّاً، بما معناه أنّ الاجتهاد يعتمد بالدّرجة الأولى على العقلانيّة والتّفكير المُطلق والتّدبر، لذلك، مَن أراد استنباط الأحكام الشّرعية من القرآن الكريم فعليه تدبّر الآيات الكريمة والتّفكر بها ومن ثم استخراج الأحكام الشّرعية منها، قال تعالى: “إن في ذلك لآياتٍ لقوم يعقلون”، كما قال تعالى: “كتابٌ أنزلناه إليك مباركاً ليدّبروا آياته وليتذكر أولو الألباب”.
حكم الاجتهاد
يندرج الاجتهاد ضمن حكمين شرعييّن هما:
- فرض عين: ويدخل الاجتهاد ضمن الحكم الشرعي “فرض عين” نظراً لنوع الاجتهاد والأهميّة التي يتّخذها هذا النوع من الاجتهاد، فمثلاً إذا تعرّض شخصٌ لحادثة أو مسألةٍ ما يكون حكم الاجتهاد له فرض عينٍ، وقد يدخل في حكم الكفاية أو المندوب، وقد يصل إلى حكم الحرام.
- فرض كفاية: إذا خاف أن يلتبسَ في اجتهاده في مسألةٍ ما وكان يوجد غيره من المجتهدين، فيجوز له تركه، ويصبح فرض كفاية، أي إذا قام به غيره سقط عن الآخرين، وإن لم يجتهد به أحدٌ وتركوه فقد أثموا جميعاً.
شروط الاجتهاد
حتى يتمكن الفرد من الاجتهاد يجب أن تتوافر فيه مجموعةٌ من الشّروط تؤهّله لاستنباط الأحكام الشّرعية التي لم يسبق إصدار الحكم حولها، ومن شروط المجتهد:
- الأهليّة: وهي أن يكون المجتهد مُسلماً بالغاً عاقلاً عادلاً تقيّاً مدركاً للشرع إدراكاً تامّاً.
- المعرفة والعلم: أن يكون ذا علم في القرآن الكريم وعلومه والسّنة النّبوية واللّغة العربيّة ومعاقد الإجماع وأصول الفقه ووجوه القياس والنّاسخ والمنسوخ من القرآن الكريم.
أهمّية الاجتهاد
- وسيلةٌ في غاية الأهميّة لاستنباط الأحكام الشّرعية من الأدلّة الشّرعية.
- إيجادُ الحلول للمسائل المُستجدّة في الحياة اليّومية للأفراد.
- تعريف الأفراد بأحكامٍ خاصّةٍ بحياتهم.
- إرشادُ النّاس إلى السّلوك القويم والعمل السّليم.
- مواكبةُ التّغيرات التي تطرأ على حياة الأفراد في مختلف الأزمان.