اضطرابات النوم وحلولها

جديد تعريف اضطرابات النوم

تعريف اضطرابات النوم

يُعتبَر النوم من العمليّات المُعقَّدة والمهمَّة في ترميم وتجديد الجسم، كما يُعَدُّ أمراً ضروريّاً لبعض العمليّات الفسيولوجيّة، كتنظيم ومعالجة الخبرات، ودمج الذكريّات، وتظهر أهمِّية النوم من خلال الآثار السلبيّة التي يُعاني منها المرضى، كالمشاكل الجسديّة والنفسيّة الناجمة عن حدوث خللٍ في عمليّة النوم، وفي الحقيقة يتأثَّر النوم من خلال تغيُّرات الجسم اليوميّة، كتغيُّرات الجسم الجسديّة، والعقليّة التي تحصل خلال 24 ساعة، ويتمّ تنظيم هذه التغيُّرات من خلال الأعصاب التي تستجيب للضوء، والهرمونات، والحرارة، وتُعَدُّ هذه العناصر أيضاً من مُكوِّنات الساعة البيولوجيّة، والتي من شأنها تنظيم مراحل النوم والاستيقاظ بشكلٍ طبيعي،[١] وتُعرَّف اضطرابات النوم (بالإنجليزيّة: Sleep disorders) على أنَّها حدوث اضطراب في نوعيّة النوم، أو موعده، أو المُدَّة الزمنيّة المستغرقة فيه، ممَّا ينجم عن ذلك معاناة المريض من مشاكل في آداء الأعمال والمهام المُوكَّلة إليه خلال النهار، ويُقدَّر عدد المُصابين باضطرابات النوم في وحدة العناية الصحِّية الأوَّلية بما نسبته 10-20% من المرضى، ومن الجدير بالذكر أنَّ اضطرابات النوم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكلٍّ من المشاكل الجسديّة والنفسيّة، فقد تكون اضطرابات النوم كأحد أعراض الأمراض النفسيّة، وقد تُعَدُّ أحد أسباب الإصابة ببعض الحالات النفسيّة، أو التسبُّب في زيادة حِدَّتها.[٢]

أنواع اضطرابات النوم

يُمكن ذكر بعض أنواع اضطرابات النوم على النحو الآتي:[٣]

  • الأرق: (بالإنجليزيّة: Insomnia) يُعرَّف الأرق على أنَّه مواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستمرار في النوم، فمن أعراض الأرق: الاستيقاظ مُبكِّراً جدّاً، والاستيقاظ خلال الليل، ومواجهة صعوبة في الرجوع إلى النوم، والشعور بالتعب عند الاستيقاظ.
  • فرط النوم: (بالإنجليزيّة: Hypersomnia) يُمكن تعريف داء فرط النوم على أنَّه الاستغراق في النوم لمُدَّة زمنيّة طويلة، أو النوم المفرط خلال النهار، حيث يُعاني المريض من مشكلة في البقاء مستيقظاً خلال آداء عمله، أو حتى أثناء القيادة، كما يُعاني المريض من آثار وأعراض أخرى لهذه المشكلة، كمواجهة صعوبة في التفكير، والتركيز، والشعور بنقصٍ في طاقة الجسم.[٤]
  • الخطل النومي: (بالإنجليزيّة: Parasomnia) يتضمن تعريف الخطل النومي الأحداث الغريبة التي قد تحصل أثناء النوم بعيداً عن اضطراب انقطاع النفس أثناء النوم (بالإنجليزيّة: Sleep apnea)، كالمشي أثناء النوم، والكوابيس، وشلل النوم، واضطرابات الطعام المُتعلِّقة بالنوم، والعدوان أثناء النوم.[٥]
  • اضطرابات الحركة أثناء النوم: يتضمن هذا الاضطراب عِدَّة اضطرابات تتسبِّب بحركة الجسم قبل النوم، أو أثناءه، ممَّا ينجم عنها مواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستمرار في النوم، أو التمتُّع بنوم مريح، ومن اضطرابات الحركة أثناء النوم ما يأتي:[٦]
    • متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزيّة: Restless legs syndrome).
    • حركة الأطراف المُتكرِّرة.
    • تشنُّج الساق أثناء النوم.
    • اضطراب الحركة النظميّة (بالإنجليزيّة: Sleep rhythmic movement).
    • صرير الأسنان (بالإنجليزيّة: Bruxism).
  • اضطرابات التوتر اليومي: تتضمَّن هذه الاضطرابات حصول ارتباك في موعد وأوقات النوم، ويُمكن إجمال هذه الاضطرابات فيما يأتي:[٧]
    • اضطراب طور النوم المُتأخِّر (بالإنجليزيّة: Delayed sleep awake phase).
    • اضطراب طور النوم المُتقدِّم.
    • اضطراب نظم النوم والاستيقاظ.
    • اضطراب الرحلات الجوِّية الطويلة (بالإنجليزيّة: Jet lag).
    • اضطراب العمل بنظام الدوريّات.
  • اضطرابات التنفُّس المرتبطة بالنوم: تُؤدِّي هذه الاضطرابات إلى حصول مشاكل في عمليّة التنفُّس أثناء النوم، وفي غالب الأحيان يرتبط سبب هذه الاضطرابات بسبب وجود انسداد، أو تضيُّق في الجزء العلوي من الجهاز التنفُّسي، وتتنوَّع هذه الاضطرابات في كيفيّة تأثيرها في كلٍّ من عمليتي التنفُّس والنوم، فقد يظهر بعضها كانسداد جزئي ومُتقطِّع لمجرى الهواء أثناء النوم، ممَّا يُسبِّب الشخير دون التأثير في نوعيّة النوم، وفي حالات أخرى قد يظهر كانقطاع مُتكرِّر في النفس مصحوب بنقص في الأكسجين، ممَّا يُسبِّب حصول اضطراب في النوم، وينجم عن ذلك الشعور بالنعاس أثناء النهار.[٨]

أسباب اضطرابات النوم

تختلف أسباب اضطرابات النوم باختلاف نوع اضطراب النوم، وفي بعض الأحيان يُعَدُّ سبب الإصابة بهذه الاضطرابات أمراً مجهولاً، ويُمكن إجمال الأسباب العامَّة لهذه الاضطرابات كما يأتي:[٩]

  • الإصابة بإحدى الحالات الطبِّية، كأمراض القلب، أو الرئتين، أو الأعصاب.
  • الأمراض العقليّة، كالاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression).
  • بعض الخيارات الدوائيّة المُستخدَمة.
  • العوامل الوراثيّة.
  • عوامل أخرى، والتي تتضمن؛ تناول الكافيين، وشرب الكحول، والعمل بنظام الدوريّات، والتقدُّم بالعُمر.

العلاجات السلوكيّة لاضطرابات النوم

يُمكن ذكر بعض العلاجات السلوكيّة التي قد تُساعد على التخفيف من أعراض بعض اضطرابات النوم على النحو الآتي:[١٠]

  • ممارسة تمارين الراحة، والتي تتضمن استرخاء العضلات التدريجي (بالإنجليزيّة: Progressive muscle relaxation)، وتقنيات التنفُّس العميق، والتنويم الإيحائي الذاتي (بالإنجليزيّة: Self hypnosis).
  • العلاج المعرفي (بالإنجليزيّة: Cognitive therapy)؛ والذي يهدف إلى تعديل أفكار المريض الخاطئة، والتي قد تُؤدِّي إلى معاناته من الأرق.
  • النوم الصحِّي (بالإنجليزيّة: Sleep hygiene)، ويُشير النوم الصحِّي إلى مجموعة السلوكيّات، والعادات، والظروف البيئيّة الواجب مراعاتها عند النوم، والتي تتضمن أربعة عوامل رئيسيّة يُمكن تفصيلها كما يأتي:
    • التواتر اليومي، والذي يُؤثِّر في موعد النوم، وعدد ساعاته، ونوعيّته، وعادة ما يتأثَّر هذا العامل بالتمارين الرياضيّة، وموعد النوم، والقيلولة، والتعرُّض للضوء.
    • التقدُّم في العُمر، فمن الطبيعي تغيُّر نمط النوم بعد تجاوز سنِّ 40، حيث قد تبدأ المعاناة من الاستيقاظ بشكل مُتكرِّر أثناء الليل، ممَّا يُؤثِّر في نوعيّة النوم، والتفاعل مع الحالات الصحِّية الأخرى التي يُعاني منها المريض، والتي قد تكون بدورها أحد أسباب الاستقياظ ليلاً.
    • المُؤثِّرات النفسيّة، كالامتحانات، والأعمال، والواجبات التي قد تُؤثِّر في طبيعة النوم، لذا يُنصَح بممارسة طقوس مُعيَّنة تُساعد الشخص على فصل هذه المُؤثِّرات عن موعد النوم.
    • الكافيين، والكحول، والنيكوتين.
    • العوامل البيئيّة، من درجة حرارة الغرفة، والظلمة، والإزعاج.
  • السيطرة على مصدر التوتُّر، والظروف المُجهدة التي قد تتوفَّر في غرفة النوم.
  • علاج تقييد فترات النوم، فقد ينجم اضطراب النوم عن البقاء لفترات طويلة في الفراش.

المراجع

  1. William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR, “Sleep Disorders (How to Get a Good Night’s Sleep)”، www.medicinenet.com, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  2. Ranna Parekh, M.D., M.P.H., “What Are Sleep Disorders?”، www.psychiatry.org, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  3. Nayana Ambardekar, MD , “An Overview of Insomnia”، www.webmd.com, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  4. Carol DerSarkissian, “Sleep and Hypersomnia”، www.webmd.com, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  5. Carlos H. Schenck, MD, “Sleep and Parasomnias”، www.sleepfoundation.org, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  6. “Sleep Movement Disorders”, sleepeducation.org, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  7. “Circadian Rhythm Sleep-Wake Disorders”, sleepeducation.org, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  8. Hedner J, Grote L, Bonsignore M, et al., “Sleep breathing disorders”، www.erswhitebook.org, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  9. “Sleep Disorders”, medlineplus.gov, Retrieved 15/5/2019. Edited.
  10. “Lifestyle and Behavioral Treatments for Sleep Disorders”, my.clevelandclinic.org/, Retrieved 15/5/2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى