محتويات
مقدمة
كثيراً ما نقابل في حياتنا بعض الأشخاص الذين يعانون من خلل في طريقة الكلام، فنجد أنّ مخارج الحروف لديهم غير صحيحة، وقد نالت هذه الحالة نصيب الأسد من بين الحالات التي يدرسها اختصاصيو النطق، حيث إنّ هناك العديد من المقترحات حول هذا الأمر، ولكن لم يثبت سبب معيّن، وقد أطلق العلماء والمختصّون على هذه الحالة اسم اضطراب التعبير اللغوي، وسنتكلم حول تعريف اضطراب اللغة، وأشكال اضطراب اللغة.
تعريف اضطراب اللغة
اضطراب اللغة، أو اضطراب التعبير اللغوي هو الحالة التي تطلق على ضعف قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين بشكل سليم، فلا يكون قادراً على إيصال فكرته إلى الآخرين بوضوح، ويكون الاضطراب على شكل أخطاء في نطق بعض المخارج من الحروف، كما يمكن وصف حالة الاضطراب اللغوي على أنها، حالة أو طريقة من الكلام التي لا تتماشى مع سن الشخص المتكلم، فلنفرض أن الشخص الذي يعاني من اضطراب اللغة، يملك من العمر حوالي 10 أعوام، تجد أنّ طريقة كلامه تتماشى مع شخص يملك من العمر فقط 5 أعوام، أو أقل، أي أن الشخص المريض باضطراب اللغة يكون دون مستواه العمري الطبيعي.
وتكثر الأخطاء لدى المصابين باضطراب اللغة في الكلمات المركبة، أكثر من تلك الكلمات المفردة، كما أنّ الاضطراب يكون أكثر وضوحاً في حالة التكلم بسرعة وقراءة جمل متواصلة، كما أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، نجدهم يعانون من صعوبة تذكر الأمور التي تحدث معهم، كما أنّ هناك اختلاف واضح ما بين الاضطراب اللغوي وما بين المشاكل النفسية الأخرى، حيث إنّ هناك مشاكل نفسية تؤثر على طريقة النطق.
علم أمراض اللغة
هو العلم الذي أنشأه العلماء واختصاصيو النطق من أجل معالجة ودراسة الحالات التي تعاني من أمراض اضطراب اللغة التعبيري، ويختص هذا العلم أيضاً بطرق التواصل البشري، وكيفية التواصل بين البشر، وطريقة التفاهم مع الآخرين، كما أنّ الاختصاصيون في هذا المجال يقوم بمساعدة الأشخاص المصابين. كما أنّ علم أمراض اللغة هو واحداً من أشهر العلوم حالياً، وهو علم حديث، وأصبح منتشراً بصورة كبيرة على مدار العالم، كما أنّ هذا العلم أصبح تخصصاً محدداً يدرس في الجامعات، وأصبح اختصاصيو النطق يحصلون على شهادة بكالوريوس من أرقى جامعات العالم، كما أنّ هناك مجال لدراسة الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.
أقسام أمراض اللغة
تقسم أمراض اللغة إلى عدة أقسام، والتي من أهمها، ما يلي:
اضطرابات اللغة
وهذا النوع من أمراض اللغة، يشمل الاضطرابات النمائية، واضطرابات اللغة المكتسبة، والتي يكتسبها الفرد من المجتمع والبيئة التي يعيش فيها، واضطرابات اللغة المحددة، كما أنّ العلماء شخّصوا الحالة على أنّها اضطرابات مرتبطة ببعض الأمراض التي تصيب الإنسان مثل متلازمة داون أو الطيف التوحّدي وغيرها من الأمراض الأخرى.
اضطرابات النطق
ويختص هذا النوع من اضطرابات اللغة باضطرابات مخارج الحروف، ويتمثل في التأتأة في الكلام، أو التلعثم، وهذا النوع يعمل على تشويه الكلمات التي ينطقها الشخص المصاب، كما أنّ الإنسان السليم قد يسيء فهم الشخص المصاب بالمرض، وذلك نتيجة حدوث إبدال في بعض الأحرف، أو تشويه لبعض الكلمات.
كما يمكن القول عن مثل هذه الاضطرابات اسم الاضطرابات الفسيولوجية، حيث إنّ مثل هذه الاضطرابات تكون على شكل خلل في النظام اللفظي للإنسان، حيث إنّه يقلب الحروف بصورة تامة، فقد يلفظ حرف على أنه حرف آخر، وقد يصعب عليه أن يلفظ حرف ما، أو أن يلفظ حرف مجهور على شكل حرف مهموس، وتكثر هذه الحالات بين الناس بصورة كبيرة، كما أنّها لا ترتبط بعمر معين، حيث إنّها تلازم الإنسان منذ بداية حياته إلى نهايتها، كما أنّ العلم الحديث تمكن من معالجة هذه المشاكل في يومنا هذا.
اضطرابات التواصل ذات المنشأ العصبي
ويكون سبب الاضطراب في اللفظ في مثل هذه الحالة، حدوث خلل ما، أو مشكلة معينة في الجهاز العصبي، والتي تؤثر على مراكز النطق في الدماغ، والتي تتمثل في حدوث الجلطات، فنجد أن من أصيب بجلطة لا يستطيع التكلم بطريقة صحيحة، وذلك لأن مراكز النطق في الدماغ أصبحت مصابة نتيجة الإصابة بالجلطة، ويتميز الشخص المصاب بمثل هذا النوع من الاضطراب بأنه لديه طاقة على الكلام، ولكنّه لا يملك القدرة على التحدث بوضوح، كما أنّه إذا تحدّث يقول عبارات غير مفهومة وغير واضحة على الآخرين.
وتختلف القدرة على التواصل في مثل هذه الحالة، وتعتمد على مدى الإصابة التي أصيب بها الشخص، فقد تكون الإصابة طفيفة وبالتالي يكون التواصل أوضح قليلاً من أن تكون الإصابة أكبر، كما قد يكون سبب هذه الاضطرابات هي إصابة الجهاز العصبي، الأمر الذي يؤدي إلى ارتخاء عضلات الفم واللسان، وبالتالي يصبح الكلام غير واضحاً، وغير مفهوماً.
أشكال اضطرابات اللغة
تكون عيوب اللغة، أو عيوب النطق عند الشخص المصاب مرتبطة بثلاثة أشكال، فقد تكون هذه العيوب على شكل حذف أو إبدال، أو تحريف، وسنتحدث عن كل شكل على حدة.
الحذف
يكثر هذا الشكل من عيوب النطق على الأطفال الصغار، كما أنّه يتمثل في أن طريقة الكلام تكون على شك حذف بعض الأحرف من الكلمة، وهي عادةً تبدأ مع الطفل الصغير في بداية كلامه، حيث إنّ الكلمات تكون غير مفهومة، ولا يستطيع الكبار تمييز ما يقول الطفل الصغير، ويقوم الطفل بحذ الجزء الأول من الكلمة أو المنتصف أو الجزء الأخير.
الإبدال
وهذا الشكل من عيوب النطق يكون على شكل أن يستبدل الطفل حرفاً بآخر، مثل أن ينطق اللام بدل الراء، أو أن ينطق الشين بدل السين، وهذا النوع هو الأكثر انتشاراً بين الأطفال، كما أنّ هذا النوع من الاضطراب قادر على التغيير بسهولة، من خلال تدريب الطفل على النطق بشكل أفضل من قبل الأم، أو الأب، أو قد يحتاج إلى اختصاصي للنطق.
التحريف
هو حدوث اختلاف بسيط بين طريقة لفظ الحرف في حالة الاضطراب مع طريقة لفظه الأصلية، أي أن الشخص المصاب قام بتحريف بسيط للحرف عن موضعه، ولكن يبقى الحرف قريباً من الحرف الأصلي، أي أن التغيير لا يكون كبيراً كما في الحالات الأخرى، لذلك فإن اختصاصيو اللغة اختلفوا في إدراج هذا النوع تحت مسميات اضطراب اللغة، حيث إنّ التغيير الحاصل على طريقة النطق لا يختلف كثيراً عن طريقة النطق الأصلية.
الإضافة
هذا النوع من اضطرابات اللغة غير منتشر بصورة كبيرة، حيث إنّ هذا النوع يتمثل في إضافة حرف أو أكثر على الكلمة المراد النطق بها، ولكن يعتبر عيب من عيوب النطق.
لا يحتاج اضطراب اللغة إلى الكثير من الخوف، حيث إنّ الفرصة في تغيير هذا الاضطراب ومعالجته أصبحت متاحة وبأقل تكلفة وتحت جميع الظروف، فقد باتت طريقة معالة مشاكل النطق سهلة جداً، وكل ما تحتاج إليه هو اختصاصي من أجل معالجة طريقة كلام الشخص المصاب، أو إن كان السبب متعلقاً بأحد المشاكل العضوية، فكل ما يجب القيام به هو معالجة المشاكل العضوية.