محتويات
'); }
ليبيا العظمى..مهد الحضارات
الجمهوريّة الليبيّة رابع أكبر الدُّول في إفريقيا، وتتميَّز بطول ساحلها الذي يُطلّ على البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تُطلّ عليه مُعظم المُدن الرئيسيّة في ليبيا، ومنها مدينة طرابلس” العاصمة”، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصحراء تُشكِّل نسبة 90% من مساحة البلاد، وقد توطَّنت المنطقة العديد من الحضارات قبل وصول العرب، والمُسلمين إليها كالحضارة الفارسيّة، والمصريّة، والإمبراطوريّة الرومانيّة؛ حيث كانت تُعَدُّ في ذلك الزمن من أقدم المراكز المسيحيّة.
تقع ليبيا ضمن منطقة المغرب العربي في شمال قارة إفريقيا، ويحدُّها من الشمال البحر الأبيض المُتوسِّط ومن الغرب تحدُّها الجزائر وتونس وتحدُّها النيجر وتشاد من الجنوب، ومصر من الشرق والسودان من الجنوب الشرقيّ.
تُعَدُّ ليبيا رابع أكبر دولة في أفريقيا، والدولة السابعة عشرة في العالم، حيث تبلغ مساحتها 1.759.540كم2 كما يُعَدُّ ساحلها من أطول سواحل الدُّول الأفريقيّة المُطلّة على البحر الأبيض المُتوسِّط جميعها حيث يبلغ طوله 1770كم.
'); }
ليبيا: فخر اللغة وسرّ التسمية
سُمِّيت ليبيا بهذا الاسم استناداً إلى قبيلة أمازيغيّة كانت تعيش غرب نهر النيل، وأُطلِق عليها اسم (Libu)، عِلمًا بأنَّ اليونانيّين كانوا يُطلقون هذا الاسم على رجال القبائل في المنطقة في العهد اليونانيّ؛ لذا أصبحت تُسمَّى بمنطقة (ليبيا)، إلّا أنَّ هذا الاسم لم يكن يُطلَق على ليبيا المعروفة حاليّاً فقط، وإنمَّا كان يُقصَد به شمال أفريقيا بالكامل، ما عدا مصر.
عندما احتلّت إيطاليا ليبيا عام 1911م، أطلقت عليها اسم (الشمال الأفريقيّ الإيطاليّ)، وبقيت على هذا الاسم إلى أن تمّ تقسيم المُستعمَرة إلى مُستعمرتَين؛ الأولى أُطلِق عليها اسم (برقة الإيطاليّة)، والثانية (طرابلس الإيطاليّة)، وفي عام 1934م اعتمدت إيطاليا الاسم التاريخيّ القديم للمنطقة (ليبيا)؛ ليكون الاسم الجديد للبلاد إلى هذا اليوم.
يتحدَّث مُعظم الليبيّين باللُّغة العربيّة؛ ويعود سبب ذلك بحسب ادِّعائهم إلى أنَّهم ينحدرون من إحدى القبائل العربيّة البدويّة، والتي غزت المغرب في القرن الحادي عشر؛ لذا فهي تُعَدُّ اللُّغة الرسميّة في البلاد، إلّا أنَّهم يستخدمون اللُّغة الإنجليزيّة على نطاق واسع في مجال الأعمال، والسياسة الدوليّة؛ حيث تُعَدُّ اللُّغة الثانية في المنطقة.
ليبيا والمناخ وفصول الجفاف
يُهيمن المناخ الصحراويّ الساخن على ليبيا، إلّا أنَّ الحرارة تكون مُعتدلةً على طول الساحل المُطلّ على البحر الأبيض المُتوسِّط، ولكن في فصل الصيف يكون التأثير الصحراويّ أكبر، وفي الفترة ما بين شهر أكتوبر حتى مارس تهبّ الأعاصير، والأمطار الإعصاريّة في شمال ليبيا؛ بسبب هبوب الرياح الغربيّة.
بالإضافة إلى الجفاف الدوريّ الذي يستمرّ غالباً عِدَّة سنوات، أمَّا في فصل الشتاء فيتميّز المناخ بموسم شتويّ بارد، ومُمطر على طول ساحل البحر الأبيض المُتوسِّط؛ حيث يُعَدُّ شهر يناير، وشهر فبراير في الشتاء من أروع شهور السنة، أمَّا يوليو، وأغسطس فيتميّزان بأنَّهما الأكثر دِفئاً.
إنَّ البيئة الصحراويّة جعلت من ليبيا بلداً فقيراً في الموارد الطبيعيّة قبل اكتشاف النفط في أواخر الخمسينيّات؛ حيث كانت تعتمد كُليًّا على المُساعَدات الخارجيّة؛ للحفاظ على اقتصادها، ثمّ بعد ذلك أدَّى اكتشاف النفط إلى تغيُّر هذا الوَضْع بشكلٍ كبير.
ليبيا..تاريخٌ وأمجاد
من أهم المعالم التاريخية في ليبيا “لبدة الكبرى” وهي من أشهر المُدن الرومانيّة، وتُعَدُّ أكبر مَعلَم سياحيّ في ليبيا، وتقع على بعد 130كم من مدينة طرابلس ، وشحات كذلك وهي مُستوطنة يونانيّة قديمة، أُنشئت في عام 630 قبل الميلاد، ومن أهمّ مَعالِمها (معبد زيوس).
ومن المعالم المهمة أيضًا متحف السرايا الحمراء في طرابلس الذي ينقل الفرد إلى 5000 سنة من تاريخ المنطقة، بما تحمله هذه السنوات من مَعالِم، وآثار خلَّفتها الحضارات المتعاقبة، بالإضافة إلى جبال أكاكوس وهي جبال صخريّة تشتهر بالنقوش التي تُوجَد في كهوفها؛ حيث تُظهِر هذه النقوش نشاطات البشر في ذلك الوقت، ولوحات للحيوانات، وتعود هذه النقوش إلى مُستوطنين سكنوا المنطقة مُنذ حوالي 12000 سنة.