يعتبر الإنترنت شبكة عالميّة أصبحت تُسيطر على شبكة المعلومات في جميع أنحاء العالم، كما أصبح استخدامها ضرورة لا مفرّ منها، خصوصًا في ظل التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع الذي وصل إليه العالم اليوم، وعلى الرغم من أنّ اختراع هذه الشبكة كان في وقتٍ سابق من القرن المنصرم، إلّا أنّ وجودها بهذه الكثافة والاعتماد الهائل عليها من قبل المؤسسات والحكومات والأشخاص ازداد بشكلٍ ملحوظ خلال القرن الحالي، وتطورت الخدمات التي تقدّمها هذه الشبكة، ولم تعد تقتصر على كونها شبكة معلومات واتصال داخلي، بل ظهرت آلاف التطبيقات التي تعتمد عليها وتستعين بها بشكلٍ أساسي.
عند ذكر فوائد الإنترنت فإنّ أول ما يتبادر إلى الذهن قدرة هذه الشبكة على اختصار الوقت وتقليصه إلى حدٍ كبيرٍ جدًا، فتبادل المعلومات والرسائل الذي كان يستهلك أيامًا وأسابيعًا، أصبح بفضل الإنترنت يتم خلال ثوانٍ معدودة وبشكلٍ سهلٍ وبسيط ودون تكاليف، كما أنّ من أبرز فوائد الإنترنت ظهور شبكات التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية صغيرة، وأصبح بإمكان أي شخص في العالم أن يرى ويسمع الشخص الآخر مهما كان بعيدًا عنه، وهذا ساهم في تبادل الثقافات ونشر المعرفة بشكلٍ كبير.
ساهم الإنترنت في تطوير مختلف المجالات في الحياة ومنها: التطور في المجال الطبي، حيث أصبح من الممكن بفضل الإنترنت تبادل الخبرات الطبية وإجراء العمليات الكبرى وتقديم الاستشارات الطبية على الهواء مباشرةً، كما ساهم في تطوير التعليم بشكلٍ مذهل، كما تطوّرت بفضله الصناعة والخدمات التجارية والمصرفية والخدمات المختلفة التي تُقدّم للناس.
في الوقت نفسه الذي ساهم فيه الإنترنت بتطوير مجالات عدة، لم يخلُ من السلبيات والأضرار، فقد أتاح للبعض نشر الحقد والفتن والمعلومات الخاطئة والآراء المتطرفة، كما منع الخصوصية، وأصبحت معلومات الأفراد متاحة من قبل الآخرين، وبالإضافة إلى أنّه يُساهم بشكلٍ كبير في إضاعة وقت البعض ممن لا يُحسنون استخدامه، كما خفف من العلاقات الاجتماعية، وتحولّت المشاعر والعواطف إلى مجرد أصوات وصور تنطلق عبر الشاشات، وهذا جعل حياة الأشخاص باردة بشكلٍ أو بآخر، وحوّل حياة الإنسان إلى حياة آلية نوعًا ما.