فن الكتابة والتعبير

جديد تعبير عن طلب العلم

مفهوم العلم

العلم لغة: مصدر عَلِم، وهو: إدراك الشيء بحقيقته،[١] أمّا اصطلاحاً، فيُعرَّف بأنّه: مجموعة من الحقائق، والمفاهيم، والمبادئ، والنظريّات التي نشأت من خلال معرفة وشرح الظواهر التي يمرُّ بها الإنسان؛ حيث إنّ العِلم هو الأسلوب، وطريقة البحث التي تُساعد الباحث على الوصول إلى معرفة أسباب نشوء هذه الظواهر بعد البحث عنها، وجمع الملاحظات، والفرضيّات، وتفسيرها؛ للوصول إلى نتائج عِلميّة، كما يمكننا تعريف العِلم بأنّه: عبارة عن خليط من المعرفة، والمنهج العِلمي الذي يُساعدنا على الوصول إلى هذه المعرفة.[٢]

طلب العِلم

كيفية طلب العِلم

يُنصَح طالب العلم بأن يأخذ العِلم بتأنٍّ وتدرُّج؛ أي خطوة خطوة، يُقال: “من رام العِلم جملةً، ذهب عنه جملةً”، أمّا كيفيّة طلب العِلم، وتلقّيه، فتكون على النحو الآتي:[٣]

  • حفظ المُختصَرات العِلميّة.
  • أَخْذ العِلم من مراجعه، ومصادره الموثوقة.
  • تجنُّب الانشغال بالعلوم التي لم يُعرَف مصدرها، أو لم يتمّ عليها أيّ تعديل من التعديلات الضرورية، أو الضبط اللازم.
  • تجنُّب الانتقال من موضوع إلى آخر بدون فائدة؛ ممّا يشير إلى أنّ السبب في ذلك هو الملل والضجر.
  • الاهتمام بالفوائد، والتفاصيل العِلميّة الدقيقة.
  • تشجيع النفس، وتصبيرها على طلب العِلم، والاهتمام بطلب العِلم، وتوثيقه، وتحصيله.

وأمّا عن طرق طلب العلم، فإنّ له طريقتان، وذلك بحسب مقدرة الناس:[٤]

  • تلقّي العلم على يد أحد الشيوخ الثقات، ودراسة العلوم عليهم (إذا تيسّر ذلك).
  • التعلُّم بطريقة السؤال؛ وهي أن يسأل عن الأمور التي لا يصحّ إيمانه إلّا بها.

فضل طلب العِلم

من أعظم ثمرات طلب العِلم، وفضائله ما يلي:[٥]

  • يُعَدُّ العلم إرث الأنبياء للعلماء.
  • يُعتبَر العِلم باقياً إلى يوم الدين، وذِكر أهل العِلم باقٍ إلى يوم القيامة، “يقول الخطيب: أنشدني أبو يعلى بن الفراء، أنشدنا عيسى بن علي لنفسه:

ربَّ ميت قد صار بالعلم حيّاً ومُبقى قد حاز جهلاً وغيّاً

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً لا تعدُّوا الحياة في الجهلِ شيّاً”

  • يُعَدُّ العلم نوراً يهتدي ويستدلّ به صاحبه.
  • يُوصي السلف الصالح بالعلم ويُرغِّبون به.
  • يُعتبَر العِلم أنيساً لصاحبه في وحشته.
  • يُعَدُّ صاحب العِلم قويّاً بالحق، وهو يدعو إليه.
  • يُعتبَر أهل العلم وأصحابه أكثر مَن يلتزم بأوامر الله تعالى، ويجتنبُ نواهيه.
  • يتضمّن العلم والتعلُّم الخير الكثير للناس.
  • يُعَدُّ العلم الدرب الصحيح، والنور الذي يُهتدى به.
  • يرفعُ الله العلماء، وأهل العلم إلى أعلى الدرجات، في الدنيا، والآخرة.

محاذير في طلب العلم

بعض الأمور التي يجب أن يحذر طالب العلم من الوقوع بها:[٦]

  • أحلام اليقظة، كأن يدّعي إتقانه، و معرفته بأمور لا يعلمها.
  • حرمان نفسه من أن ينهل من بحر العلم، ظنّاً منه أنّه قد تعلَّم كلّ شيء؛ فالعلم ثلاثة أقسام: من تعلَّم أوّله، تكبَّر، ومن تعلَّم الثاني، تواضع، أمّا من تعلَّم الثالث، فقد علم أنّه لم يتعلَّم من العلم شيئاً.
  • التصدُّّر في الإجابة عن بعض الأسئلة، والمناقشات دون أن يكون أهلاً لذلك.
  • استخدام العلم كأسلوب لإظهار النفس، والشهرة في مجالس العلم، والعلماء.
  • تأليف الكُتُب الخالية من الفائدة، والإبداع، أو مقاصد التأليف.
  • إظهار الفرح، والسرور عند اكتشاف خطأ لأحد العلماء، وتصحيحه لهذا الخطأ، إذ إنّه من الطبيعيّ أن يخطئ العلماء أيضاً في بعض الأحيان.
  • إثارة الشُّبهات حول النفس، أو حول الآخرين.
  • اللحن عند قراءة الألفاظ، والكُتُب.
  • التكلُّم عن الأفكار، وإظهارها قَبل إتمامها فكريّاً، أو عمليّاً.
  • الحذر من الأفكار الدخيلة الخاطئة لبعض المُستشرِقين، وخاصّة الجدد منهم.
  • تجنُّب الوقوع في الجدال (الجدال العقيم)، والنقاشات التي لا فائدة منها، والتي قد تؤدّي إلى الخصام بين طلّاب العِلم.

آداب طالب العِلم

من أهم الآداب التي يجب على طالب العلم، أن يتحلّى بها في حياته:[٣]

  • الاتّصاف بالهمّة العالية في طلب العلم.
  • بذل الجهد في سبيل طلب العلم، وتحصيله مهما بلغ من علم، ومكانة علميّة.
  • حفظ العلم وتقييده بالكتابة، والتدوين؛ لحفظه من الضياع، والتحريف.
  • مراجعة طالب العلم لحفظه من وقت إلى آخر.
  • اللجوء إلى الله تعالى، والدعاء بأن يُسهّل عليه حفظه، وتعلُّمه.
  • التحلّي بالأمانة العلميّة عند طلب العلم، وتعليمه، ونقله.
  • التحلّي بالصدق.
  • الالتزام بقول (لا أدري) حينما تواجهه مسائل لا يعرفها؛ حيث إنّ “لا أدري” في هذه الحالة تُعَدُّ نصف العلم.
  • إدارة الوقت، وتنظيمه، واغتنامه، والحفاظ عليه من الضياع.
  • أخذ العلم من مصادره الموثوقة؛ وذلك لتجنُّب المعلومات المغلوطة، والمُحرَّفة.
  • اختيار الأسئلة الجيّدة، وإلقاؤها على المُعلِّم، وحُسن الاستماع إلى الإجابة.
  • المشاركة في المناظرات العِلميّة المفيدة.
  • المُداوَمة على القراءة، والمذاكرة، والمطالعة؛ لما لها من فائدة في شَحْذ الهمّة للتعلُّم، وتقوية الذاكرة.

ومن آداب طالب العلم:[٥]

  • إخلاص النيّة لله تعالى في طلب العِلم.
  • إخلاص النيّة من التعلُّم في رفع الجهل عن نفسه، وعن الآخرين.
  • رحابة الصدر عند اختلاف الآراء، وتقبُّل آراء الآخرين.
  • التحلّي بالصّبر عند طلب العلم.
  • التحلّي بالحكمة.
  • احترامه المُعلِّمين، والزملاء.
  • الاهتمام بالعلم، والعبادة على حدٍّ سواء.
  • التواضُع، والتحلّي بالأخلاق الحَسَنة.
  • تنبادل النصائح المُتعلِّقة بالعلم مع طلّاب العلم.
  • التحلّي بالكرم.

نواقض حلية طالب العلم

يجب أن يتحلّى طالب العلم بالأخلاق الحميدة، أمّا فيما يتعلّق بالصفات التي يجب أن يبتعد عنها طالب العلم، فهي:[٦]

  • الخيانة، وإفشاء السرّ.
  • الفتنة، ونَقل الكلام من شخصٍ إلى آخر.
  • التطاول باللسان على الآخرين.
  • الإكثار من المزاح الذي يُذهب من هيبة، ووقار طالب العلم.
  • التدخُّل في أمور الآخرين، وحديثهم.
  • الحقد.
  • الحسد.
  • ظنّ السوء بالآخرين.
  • مجالسة أهل البِدَع.
  • المشي إلى المُحرَّمات.

المراجع

  1. “تعريف و معنى علم”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-9-2018.
  2. سلمان قديح عبد السلام شحادة (1429 هـ- 2008م )، مفاھیم طبیعة العلم وعملیاتھ المتضمنة في كتاب العلوم للصف التاسع ومدى اكتساب الطلبة لھا، -: -، صفحة 13-14. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان (1428هـ)، مختصر حلية طالب العلم للشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد، صفحة 6، 12-16. بتصرّف.
  4. محمد حسين يعقوب (1422-2002)، منطلقات طالب العلم (الطبعة الثانية)، القاهرة : المكتبة الاسلامية، صفحة 76-77. بتصرّف.
  5. ^ أ ب خليل بن محمد العربي (1431-2010)، طلب العلم فوائد ونصائح وحكم (الطبعة الاولى)، الدوحة-قطر: دار الامام البخاري، صفحة 20-29، 33-113. بتصرّف.
  6. ^ أ ب د.بكر بن عبدالله أبو زيد (1434هـ)، شرح حلية طالب العلم (الطبعة الاولى)، السعودية- القصيم: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية، صفحة 291-316، 336-348. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى