المقدمة: النجاح يبدأ بالحلم
النجاح أجمل شعورٍ بالحياة، وهو البداية التي يُحقّق فيها الإنسان طموحه ليصل إلى مستقبلٍ مشرق، ويبدأ النجاح بحلمٍ محفوفٍ بالأمل، لكنّ هذا الحلم يلزمه العمل والسعي والشغف والطموح الكبير ليُحقّق الإنسان ما يُريد، فالنجاح ليس مجرّد رغبة وإنما هو سعيٌ وأحلام يتم ترجمتها إلى واقعٍ رائع ليُصبح الشخص ناجحًا يُشار إليه بالبنان.
ولا يكفي الإنسان أن يحلم فقط بالنجاح، بل عليه أن يحرص على أن يكون على قدر المسؤولية تجاه أحلامه ليصل إلى النجاح ويتحدّى جميع الظروف، والشخص الناجح هو الذي يُحارب لأجل حلمه ويحققه.
العرض: طريق النجاح الوعر
النجاح ليس سهلًا وطريقه ليست معبدة بالورود، بل إنّ طريق النجاح صعبٌ يحتاج إلى شخصٍ إرادته قوية، ويحبّ أن ينجح ويصل إلى ما يُريد بكل ما أوتي من قوة وصبر وعزيمة، كما أنّ الإنسان الذي يرغب في أن يكون ناجحًا سيمرّ بالكثير من العقبات والمطبات، وأحيانًا قد يشعر أنّ نجاحه شيئًا صعب المنال، خاصة إذا مرّ بلحظاتٍ من الفشل أو السقوط، لكن هذا لا يعني ألّا يُواصل الشخص سعيه نحو النجاح.
فالنجاح سلعة غالية تحتاج إلى شخصٍ واثقٍ بقدراته وطموحه، ومصمم على أن يكون ناجحًا ومتميزًا مهما حصل من ظروف، فالإرادة هي الأساس فيه، فالكثير من الأِشخاص العظماء الذين حقّقوا النجاح الكبير في حياتهم وأعمالهم والمهن التي امتهنوها لم يصلوا إلى النجاح بسهولة أو صدفة، لأنّ النجاح لا يمكن أن يأتي بالصدفة بل يحتاج إلى تدريبٍ وتخطيط وتفكيرٍ عميق، كما يحتاج أن يضع الإنسان كلّ قدراته ويتحدى ظروفه ليحققه.
فالأشخاص الذين يسرقون نجاحات الآخرين أو يصلوا للنجاح بالواسطة لا يستمرّ نجاحهم لأنهم لم يكونوا يستحقونه من الأساس، لهذا على الشخص الذي يريد النجاح فيجب أن يستحقه، ومن الأشياء التي تحفّز الشخص على النجاح أن يُحب الشيء الذي يقوم به، فهذا يُسهل عليه تحقيق ما يريد ويفتح أمامه مجالًا للإبداع، وبعض الأشخاص لا يعجبهم النجاح العادي الذي يستطيع الجميع تحقيقه، بل يسعون إلى التميز.
وهؤلاء هم الذين يتركون بصمة في عالم النجاح ويحقّقون أحلامهم ويبهروا الجميع بقوة إرادتهم، وهؤلاء أيضًا هم قدوة لنجاح الآخرين الذين يعتبرونهم مثلًا أعلى لهم، وربما يسألونهم عن طريقتهم التي اتبعوها ليحققوا الهدف المنشود، ومن أهم أسرار النجاح أن يكون للشخص هدفٌ معين، وأن يحافظ على ثبات الهدف حتى يتحقق، ومن ثمّ يسعى إلى الهدف الذي يليه كي يصعد سلم النجاح دون مساعدة من أحد.
والنجاح أيضًا يتطلب الجرأة وروح المغامرة والتقدّم مهما كانت الظروف مَن أراد أن يصل إلى النجاح ويُحقّق الدافع الأكبر له فعليه أن يكون قريبًا من الأشخاص الناجحين والأشخاص الذين لديهم طاقة إيجابية يمنحونها للآخرين، وأن يبتعد عن الأشخاص السلبيين فهؤلاء هم أعداء النجاح، لهذا كلّ شخص مسؤول عن نفسه وإن كان يسعى للنجاح فيجب ألّا يسمح لأي شخصٍ أن يضلله ويصوّر له بأن النجاح مستحيل.
فالنجاح يُعطي للإنسان قيمة ويجعل له تقديرًا واحترامًا بين الناس بدلًا من أن يكون شخصًا فاشلًا لا يأبه به أحد ومهمشًا لا ينظر إليه أيّ شخص ولا يثق به لأنّ النجاح يضع حول الشخص هالة كبيرة من المهابة والجمال، خاصة أن النجاح الكبير يبدأ بخطوة بسيطة ومسافة الألف ميل تبدأ أيضًا بخطوة واحدة.
لهذا مَن أراد أن يُحقّق النجاح عليه أن يبدأ فورًا وألّا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، وأن يكون شعلة نشاطٍ وسعي دائم، وأن يُواصل الليل مع النهار كي ينجح بذكاء وحكمة، بعيدًا عن الطرق الملتوية ويكون هذا بتحديد الهدف وتجديد النية والانطلاق وتوقّع أيّة معوقات أو فشل لكنّ النجاح الحقيقي هو ألّا ييأس الإنسان من فشله بل يعتبره درسًا له في المرات القادمة كي يبدأ من جديد.
فمع كل تجربة يتعلّم خبرة جديدة ويُحقّق هدفًا جديدًا ويُصبح أقرب إلى النجاح من المرة الماضية، وبعد أن يُحقّق ما يريد يحقّ له أن يفرح بنفسه وألّا يسمح لأي شخص بأن يُقلّل من قيمة نجاحه الذي تعب من أجله وسعى بكلّ قوته لتحقيقه، فالنجاح سرٌ من أسرار الفرح والبهجة في الحياة، وهو أعظم فرحة يُحقّقها الإنسان مهما مرّت عليه من أفراح، خاصة أنّ النجاح يأتي بمجهود الشخص نفسه وينبع من ذاته.
الخاتمة: النجاح تحقيق المراد
ختامًا، إنّ الهدف من النجاح هو تحقيق المراد الذي يسعى إليه الشخص؛ لهذا فإنّ النجاح أمرٌ نسبيّ يختلف من شخصٍ إلى آخر باختلاف الأهداف التي وضعوها لأنفسهم، فالبعض يرى نجاحه في تحقيق درجة علمية معينة، والبعض يراها في الزواج من شخصٍ يُحبّه، والبعض يراه في امتلاك منزل فخم، والبعض يرى نجاحه في جمع الأموال.
لهذا يجب ألّا يستخفّ أحدٌ بنجاح الآخر أو أن يُقلّل منه، لأن لكلّ شخص وجهة نظر خاصة به وفرحًا مقترنًا بتحقيق ما يُريد، فالنجاح هبة من الله تعالى لكلّ شخصٍ مجتهد يتعب على نفسه لتحقيق النجاح.