محتويات
'); }
المقدمة: الجزائر مهد الحضارات
الجزائر بلدٌ عربي جميل، عُرف باسم بلد المليون شهيد، وهي من البلاد التي تزخر بالحضارات الكثيرة التي تعاقبت عليها وتركت خلفها إرثًا ثقافيًا ومعماريًا هائلًا، ففي كلّ زاوية في الجزائر تاريخٌ يُروى بأجمل القصص التي سطّرها الجزائريون القدماء.
فظلت الآثار التاريخية شاهدة على أعظم الحضارات التي استطونت أرضها منذ العصر الحجري إلى اليوم، ونشأت فيها حضارات كثيرة منذ فجر التاريخ على يد الرومان والوندال والبيزنطيين وغيرهم، وقامت فيها حضارة الفينيقيين والممالك النوميدية والحضارة الإسلامية.
العرض: الجزائر أرض الطبيعة الخلابة
تحظى الجزائر بتنوع طبيعي هائل في أراضيها، وهذا يجعلنا ننبهر فيها ونتمنى لو نمكث فيها أطول فترة ممكنة، ويعود الفضل في هذا إلى موقعها الاستراتيجي الذي جاء جعل أراضيها تضم الجبال والسهول والصحراء والبحار والشواطئ الساحرة.
'); }
كما أنّ مناخها جميل ومتنوّع، وفيه الكثير من المميزات التي تجعل من الجزائر وجهة سياحية في جميع أوقات العام، ويجد الزائر إليها فسحة رائعة للاطلاع على هذا الجمال، ولأنّ الجزائر في موقع متوسط ما بين المغرب وتونس.
فهي تتنوع في التضاريس من شمالها إلى جنوبها، ولديها شريط ساحلي يضم سهولًا وهضاب وصحراء، كما يوجد فيها حاجز جبلي مميز ومزدوج وهو الصحراء والأطلس التلي، وسلاسل جبال عديدة مثل سلسلة جبال الأوراس، كما فيها الكثير من الغابات الخضراء.
تمتدّ جبال الأطلس على شواطئ البحر المتوسط، وهي من الأماكن الطبيعية الملفتة في الجزائر، أما الهضاب الداخلية الخضراء فتشكل جزءًا مهمًا من طبيعة هذا البلد الخلابة، وتستقطب الكثير من السياح للاستمتاع بالطقس الرائع والمناظر المدهشة، وتمتدّ الغابات الخضراء المليئة بالشجر المتنوع مثل: أشجار الخروب والسنديان والسرو والفلين.
إضافة إلى تنوع النباتات الخضراء المختلفة المناسبة لمناخ البحر الأبيض المتوسط، والمفارقة العجيبة هو وجود الصحراء الكبرى أيضًا ليجد كلّ من يزور الجزائر نفسه وسط تنوعٍ طيعي فريد، فيستطيع أن يستمتع بأجواء البحر والشواطئ والصحراء والغابات وهو في نفس البلد.
لا تخلو صحراء الجزائر من مناظر جميلة ونباتات شوكية وتنوع حيوي جميل، كما أنّها تمتلك الكثير من الثروات الطبيعية مثل: الغاز الطبيعي والبترول، كما تملك الجزائر ثروة مائية ملائمة لطبيعة الحياة فيها، إذ يوجد فيها الكثير من الأودية التي تجري فيها المياه، وفي فصل الشتاء تكتسي جبالها بالثلوج البيضاء الساحرة، وأعلى قمة فيها يبلغ ارتفاعها أكثر من 3000 آلاف متر.
وممّا يجرد ذكره أنّ غالبية الأراضي الجزائرية هي أراضٍ خصبة تصلح للزراعة، كما يوجد في الصحراء الجزائرية العديد من الواحات الخضراء، ومزارع النخيل الممتدة، ويوجد فيها جبال مكونة من الصخور البركانية التي تشكل قممًا تُعرف باسم الإبر البركانية، وبالتأكيد نرغب جميعًا برؤية هذا الجمال المتفرد.
تتنوع الأقاليم المناخية في الجزائر بشكلٍ كبير؛ إذ يسود في بعض المناطق مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بأنه معتدل رطب ما بين شهر تشرين أول وشهر أيار، وفصل جاف في باقي شهور العام، والجزائر من الدول التي تتذبذب فيها كميات سقوط الأمطار، إذ يوجد فيها مناطق رطبة يسقط فيها المطر بغزارة، ومناطق جافة تسقط فيها كميات قليلة من الأمطار بالنسبة إلى مجموع التساقط السنوي.
أما المناخ الصحراوي في المناطق الصحراوية منها، فيتميز بأنه مرتفع درجات الحرارة وجاف ويندر تساقط الأمطار فيه، وعلى الشريط الساحلي تكون درجة الحرارة معتدلة في فصل الصيف والشتاء، مع وجود ارتفاعات في درجات الحرارة في المناطق الداخلية.
من المناطق الطبيعية اللافتة في الجزائر منطقة تنس، والتي تقع في ولاية الشلف التي تبعد ما يقارب 200 كيلو متر غرب العاصمة، ويوجد فيها بناء فينيقي قديم، وهذه المنطقة من المدن السياحية التي تضم العديد من المواقع الأثرية والمقابر الرومانية والفينيقية، كما يوجد فيها كهوف قديمة منذ عصور ما قبل التاريخ، وفيها مشاهد طبيعية تمتد ما بين الجبال والسهول.
ومن الأماكن التي تستحق الزيارة أيضًا الجسور المعلقة التي تُعدّ من أهم الأماكن المميزة في الجزائر ومن بينها جسر سيدي المعلق، وهو من جسور قسنطينة القديمة والمميزة ويبلغ ارتفاعه 175 مترًا، وهو مطل على وادٍ رملي تحفه الأشجار، ليثظهر منظرًا طبيعيًا لا مثيل له.
أمّا منطقة أفلو فتقع في ولاية الأغواط، وهي من المدن المرتفعة في الجزائر، ومناخها معتدل في الصيف وبارد في الشتاء، ولها تاريخٌ عريق جدًا، وتُطل جبالها على سفوح طبيعية مميزة، وفيها الكثير من النباتات النادرة التي تستهوي محبي الطبيعة، أما منطقة دائرة سلالة العذاروة فهي من المناطق ذات الطبيعة الساحرة والتي يوجد فيها العديد من البيوت الأثرية القديمة من الحضارة اليونانية والحضارة العثمانية.
أما مدينة المدية فيوجد فيها الكثير من المراعي وينابيع الماء، مما يُضفي عليها طبيعة ريفية هادئة وجميلة في الوقت نفسه لمن يريد الاستمتاع بالطبيعة بعيدًا عن الضوضاء، أما منطقة الكاف لخضر فتشتهر بالصخور المنحوتة رائعة الجمال وذات المنظر الملفت.
الجزائر من الدول ذات الطابع الجميل الذي يجعل الزائر لها يقع في حبها، فهي دولة متجددة بكلّ ما فيها من طبيعة خلابة، لهذا ليتنا جميعًا نحظى برحلة رائعة إلى الجزائر.
الخاتمة: الجزائر وجهةٌ لكل سائح
أختم موضوعي بالحديث عن الدهشة والمتعة الكبيرة التي يجدها السائح عند ذهابه إلى الجزائر، هذا البلد الذي يجمع التاريخ بين جنباته، ويأخذ العقول بجمال كل بقعةٍ فيه، ويترك انطباعًا جميلًا في نفس كلّ زائر، ويشعر أنّه في بلده وبين أهله؛ إذ يستقبله شعب الجزائر المضياف.
ولا بدّ للسائح أن يوثق زيارته هذه بأبهى الصور التي يلتقطها في الأماكن الأثرية المميزة، وخاصة الجسور المعلقة التي لا يوجد مثلها في أيّ مكان، فالجزائر مكانٌ مثالي للسائح كي يقضي فيه أجمل الأوقات، إنه بلدٌ مدهش.