محتويات
'); }
أهل الكتاب
أهل الكتاب هم اليهود والنصارى كما جاء في القرآن الكريم، وقد سماهم الله بالكتابيين؛ لأنه أنزل إليهم كتابَين ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، فقد أنزل التوراة على سيدنا موسى عليه السلام، وأنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام، وقد بيّنت الشريعة الإسلامية أن لهم أحكاماً تخصهم تختلف عن أحكام المشركين، ومنها حل الزواج من نسائهم المحصنات العفيفات والطاهرات، كما أنّه يجوز الأكل من ذبائحهم.
تعامل النبي الكريم مع أهل الكتاب في المدينة
لقد تعامل النبي مع أهل الكتاب بطريقةٍ حسنةٍ، فلم يتوانَ عن دعوتهم إلى دين التوحيد دين الله، فلم يعتقد بما يعتقدون ودعاهم بجميع الطرق، كما كان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يظلمهم ولا يسلب منهم حقوقهم، بل على العكس عندما وصل المدينة المنورة مهاجراً نظّم علاقة المسلمين باليهود الموجدين فيها وبيّن حدود كل طرفٍ منهم، فكان من بنود الوثيقة:
'); }
- الحق في الحياة، فلم يقم النبي ولا الصحابة بقتل يهودي من دون ذنبٍ، وإنما من خان وغدر كان العقاب جزاءه.
- الحق في اختيار الدين: لم يحاول النبي إكراه اليهود على اعتناق الإسلام.
- الحق في التملّك: أقر النبي حق اليهود في امتلاك أي شيءٍ يريدونه ولم يحاول مصادرة ممتلكاتهم.
- حق الحماية والدفاع: فقد تكفّل الرسول بحماية اليهود الموجودين شأنهم شأن المسلمين، وبأنهم يتعاونون معاً على الأعداء الخارجيين.
- حق العدل في المعاملة ورفع الظلم: فقد تعامل النبي صلى الله عليه وسلّم مع اليهود على أساس المساواة ورفع الظلم عنهم ولو وقع الظلم عليهم من قِبل المسلمين، فلم يتوانَ عن الحكم لصالح يهودي إنْ كان على حقٍ.
تعامل النبي عليه السلام مع اليهود
- كان يزور مريضهم، فقد روي عن أنسٍ بن مالك أن غلاماً يهودياً كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلّم أصابه مرض، فعاده النبي وجلس عند رأسه وقال له أسلِم، فنظر الغلام إلى أبيه، فقال له أبوه أن يطيع أبا القاسم فأسلم الغلام، فحمِد النبي الله تعالى على أنه أنقذه من النار.
- كان يقبل الهدية منهم ولا يردهم، فكما ورد عن أنسٍ بن مالك بأن امرأةً يهوديةً أحضرت شاةً للنبي صلى الله عليه وسلّم مسمومةً فأكل منها ولم يردها.
- كان يعفو ويصفح عنهم، فعندما قدّمت المرأة اليهودية الشاة المسمومة لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بقتلها ولم ينتقم منها.
- كان يتعامل معهم بالأمور المالية فكان لا يرفض أن يشتري منهم.
- كان يتواضع في محاورتهم فلم يتكبّر عنهم بل كان يرد على جميع تساؤلاتهم.
تعامل النبي عليه السلام مع النصارى
كان للنصارى أيضاً الحق في ممارسة شعائرهم الدينية وعدم إكراههم على الدخول في الدين الإسلامي، وعقد المعاهدات معهم مثل المعاهدات مع نصارى نجران، ومع نصارى جرباء وأذرح حيث يأمنون فيها على أنفسهم وأموالهم من الاعتداء.
وقد كان عليه الصلاة والسلام يعترف بالصفات الحسنة التي عند بعضهم مثل النجاشي ملك الحبشة، فقد طلب عليه الصلاة والسلام من أصحابه طلب النصرة واللجوء إليه وهو نصراني، وأخبرهم بأنّه ملكٌ عادلٌ.