أمراض الجهاز التنفسي

تشخيص مرض الربو

تشخيص مرض الربو

من الجدير بالذكر أنّه لا توجد طريقة تشخيصية مُحددة واحدة يتمّ من خلالها تشخيص الإصابة بالربو (بالإنجليزية: Asthma) أو كما يُسمى بالحساسية الصدرية، أو حساسية الصدر بشكلٍ قطعيّ، ولأجل ذلك قد يتطلّب التشخيص المناسب والدقيق للربو إجراء عدّة اختبارات لتأكيد الإصابة بالحالة أو استبعادها، وفي العديد من الحالات قد يصعب تشخيص الربو لدى صغار السّن، وسيتمّ بيان النّهج المُتّبع في تشخيص مرض الربو بشيءٍ من التفصيل كما يلي:[١]

التاريخ الشخصي والطبي

في أولى الخطوات التشخيصية لمرض الربو، يقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة المُرتبطة بالتاريخ الشخصي والعائلي الصّحي للشخص؛ بالإضافة إلى استفساره حول ماهية الأمراض المُصاب بها الشخص أو التي عانى منها في السابق، فمن شأن الإصابة ببعض الحالات المرضية أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بها التسبّب بزيادة خطر الإصابة بالربو؛ تحديدًا الحساسية والإكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، كما تتضمّن هذه الخطوة من التشخيص الاستفسار حول نمط الحياة، والأدوية والمكمّلات التي يستخدمها الشخص، وتكوين صورةٍ واضحةٍ عن الأعراض التي يشكو منها الربو؛ فقد يُسبّب الربو سعال وضيق في الصدر والتنفس، وصوت أزيز عند التنفس (بالإنجليزية: Wheezing)، وبالإضافة لما سبق قد يقوم الطبيب المُعالج بالاستفسار عن مُسبب الحالة وما إذا كان الشخص قد تعرّض بشكلٍ مباشر للعوامل البيئية؛ مثل حبوب اللقاح، ودخان التبغ، والغبار، ووبر الحيوانات الأليفة التي قد تُفاقم من أعراض الربو، بالإضافة لبعض الاستفسارات الأخرى التي تهدف إلى تشكيل صورةٍ شاملةٍ للحالة الصحيّة للمصاب لدى الطبيب، ومن هذه الأسئلة ما يأتي:[٢][٣]

  • متى تحدث الأعراض؟ وما أهم العوامل التي تحّفز ظهورها إن وُجدت؟ ومدى تعرّض الشخص لمُحفّزات الربو؟
  • هل يُعاني أحد أقارب الشخص من الربو، حمّى القش (بالإنجليزية: Hay fever)، أو أيّ نوعٍ آخر من الحساسية؟
  • هل يعاني الشخص من الربو، أيّ مشاكل صحية أخرى، أو أعراض في الصدر عند الإصابة بنزلات البرد؟
  • ما هي مهنة المُصاب؟
  • هل يملك المُصاب أي حيوانات أليفة أو طيور؟

الفحص البدنيّ

يقوم الطبيب أثناء الفحص البدني (بالإنجليزية: Physical exam) بفحص الأنف، والحلق، ومجرى التنفس العلويّ، في سبيل الكشف عن أيّ علامات تُشير إلى الإصابة بالحساسية أو الربو؛ مثل الأزيز أو الصفير أثناء التنفس والذي يُعّد أحد أهم الأعراض الرئيسية للربو وغالبًا يتم الكشف عنه باستخدام سماعات الطبيب، إضافةً إلى الكشف عمّا إذا كان الشخص يُعاني من انتفاخ الممرات الأنفية وسيلان الأنف، كما يتمّ إجراء فحص الجلد لملاحظة وجود علامات للحساسية الجلدية؛ مثل الأكزيما، أو الشرى (بالإنجليزية: Hives) المزمن.[٤][٣]

اختبارات وظائف الرئة

تُعدّ اختبارات وظائف الرئة (بالإنجليزية: Lung Function Tests) والتي تُعرف أيضًا باختبارات التنفس، أحد الفحوصات الهامة لتأكيد الإصابة بالربو، فغالباً ما يتم إجراء هذه الاختبارات قبل وبعد أخذ دواء موسّع للقصبات الهوائية (بالإنجليزية: Bronchodilator) والذي يعمل على فتح المجاري التنفسيّة، فإذا تحسّن أداء الرئة بعد تناوله فمن المحتمل أن المُصاب يُعاني من الربو، وحينها قد يصِف الطبيب علاجًا للربو وتتمّ مراقبة الحالة ومعرفة ما إن كان هذا العلاج مفيداً للحالة أم لا، وسيتمّ بيان اختبارات وظائف الرئة بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي.[٢]

قياس التنفس

يُعد اختبار قياس التنفس (بالإنجليزية: Spirometry) الاختبار المفضل لتشخيص ومراقبة حالة الربو، فهو يتميز بكونه فحص سهل الإجراء، واقتصادي، ويُعطي معلومات موثوقة وفورية عن وظائف الرئة، ويتمّ اجراؤه عن طريق قيام المُصاب باستنشاق الهواء بصورةٍ قويّة وعميقة إلى حين امتلاء الرئتين وانتفاخهما عبر أنبوب متصل بجهاز قياس التنفس، وذلك من أجل تقييم مدى ودرجة انسداد المسالك الهوائية فانسدادها يجعل الهواء يستغرق وقتاً أطول للخروج، كما يُمكّن هذا الاختبار من قياس سعة الرئة الحيوية الزفيرية القسرية (بالإنجليزية: Forced Vital Capacity) واختصارًا (FVC)، والحجم الزفيري القسري خلال الثانية الأولى (بالإنجليزية: Forced expiratory volume in one second) واختصارًا (FEV-1)، ويتمّ احتساب النتيجة عن طريق قسمة كمية الهواء الزفيريّ في الثانية الواحدة على إجمالي كمية الهواء المنفوثة في النّفس الواحد أيّ (FEV1 على FVC)، ويتمّ مقارنة القيمة الناتجة مع القيم الطبيعية مع مراعاة العمر، والجنس، والوزن، والطول لكل حالة، حيث تُشير القيم المنخفضة إلى حدوث تضييق في المسالك الهوائية والتي تُعد عرض هام من أعراض الربو، وبالرغم من ذلك فقد تكون ناتجة عن الإصابة بحالاتٍ مرضيةٍ أخرى أيضاً، ويمكن إعادة الفحص بعد استخدام علاجات الربو، فإذا ما تحسّنت القراءات فقد تكون إشارة على الإصابة بالربو، وتجدر الإشارة إلا أنّ هناك العديد من المصابين بالربو قد يحصلون على نتيجة طبيعية عند إجراء هذا الاختبار ولا تظهر لديهم أيّ أعراض دالّة على الإصابة بهذا المرض، فأعراض الربو قد تظهر وتختفي باستمرار، لأجل ذلك من الأفضل أن يتم تكرار الفحص عند ظهور الأعراض للحصول على نتيجة أكثر دقة.[٥][٦]

أمّا المرضى الذين ثبت انسداد المسالك التنفسية لديهم أثناء إجراء قياس التنفس، فعادةً ما تكون الخطوة التالية هي إجراء اختبار العكوسية (بالإنجليزية: Reversibility test) باستخدام موسع القصبات الاستنشاقي؛ فوجود انعكاسية تًعد دلالة تشخيصية داعمة للإصابة بالربو،[٧] ويتمّ إجراؤه قبل وبعد استنشاق دواء قصير المفعول يُسمى موسع قصبيّ، مثل دواء ألبوتيرول (بالإنجليزية: Albuterol)، حيث يعمل على توسيع المجاري الهوائية والسماح لحركة الهواء بحرية وسهولةٍ، وسيكرر الطبيب إجراء قياس التنفس بعد 10-15 دقيقة من استخدام موسع القصبات، وتُعدّ الزيادة في تدفق الهواء بنسبة 12% إيجابية وتُساعد على تشخيص مرض الربو، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الاختبار قد يتم إجراؤه لغايات مراقبة التقدم في الحالة وتحديد مدى نجاح الخطة العلاجية المُتبّعة وإمكانية التعديل عليها،[٨][٩] ومن الضروري التنويه إلى أنّ هذا الاختبار قد لا يكون مناسباً للأطفال بأعمار صغيرة، لأجل ذلك قد يكون البديل المناسب وصف أدوية الربو لمدة 4-6 أسابيع ومراقبة التغييرات التي قد تطرأ على الأعراض الظاهرة لديهم.[١٠]

اختبارات التحدي

يتم إجراء اختبارات التحدي (بالإنجليزية: Challenge tests) أو كما تُسمى باختبارات تحدِّ التنفس (بالإنجليزية: Bronchoprovocation challenge test)،[٤] ويُجرى في حال عدم الوصول إلى تشخيصٍ نهائي مؤكد وواضح اعتماداً على تقييم الأعراض وقياس التنفس، وتشمل اختبارات التحدي الأكثر شيوعاً استنشاق مادة مثل الميثاكولين (بالإنجليزية: Methacholine)، وهنالك اختبارات أخرى تعتمد على استنشاق المانيتول (بالإنجليزية: Mannitol)، أو ممارسة التمرينات الرياضية كالجري على جهاز المشي، أو تنفس الهواء البارد، وجميعها قد تُسبب تضييق وتشنّج للشعب والمسالك الهوائية في حالة وجود الربو، ويُعطي الفحص النتيجة الإيجابية عند انخفاض وظيفة الرئة أثناء إجراء فحص التحدي، ويجب أن يتم إجراء هذا الفحص في المراكز المتخصصة والتي توفر الرعاية الطارئة والتدخل الطبي في حال لزم الأمر، كما ويتم وصف موسع للقصبات بعد الإنتهاء من الفحص لعكس آثار عوامل التضييق واستعادة الحالة الأصلية.[١١][٨]

اختبار ذروة التدفق الزفيريّ

يعمل اختبار ذروة التدفق الزفيري (بالإنجليزية: Peak Flow Test) على قياس مدى صعوبة إخراج الهواء أو الزفير، بواسطة جهاز بسيط يُحمل باليد يُسمى جهاز قياس تدفق الذروة (بالإنجليزية: Peak Flow Meter)، حيث تُشير النتائج إلى أنّ الوضع طبيعي أو تحت السّيطرة في حال بلغت القراءة 80% أو أكبر، أما إذا كانت النتيجة أقل فقد يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية مناسبة، كما يمكن أخذ القراءات في المنزل أو في عيادة الطبيب،[٩] ومن الجدير بالذكر أنّه وبسبب الاختلاف الكبير في ذروة التدفق الطبيعي فغالباً لا يتم إجراء هذا لتشخيص الربو؛ بل لمراقبة حالة المسالك الهوائية والتغيّرات التي تطرأ على المصابين بمرض الربو،[١٢] وعلى الرغم من أنّها الطريقة الأقل دقة مقارنةً بقياس التنفس إلا أنها طريقة جيدة لاختبار وظائف الرئة في المنزل حتّى قبل الشعور بأيّ عرض، وتحديد العوامل التي من شأنها جعل حالة الربو أسوء، بالإضافة لمعرفة مدى فعالية العلاج، ومدى الحاجة لإجراء التدخل الطبي الطارئ،[١٣] ولتقييم الربو المرتبط ببذل الجهد والعمل وفي هذا النطاق بالتحديد يمكن توجيه المُصاب لتسجيل ذروة تدفق الزفير لأربع مرات في اليوم، وذلك في أيام العمل مقسمّة قبل العمل وأثنائه وبعده وقبل النوم، وفي أيام الإجازة، وتسجيل جميع القراءات على مدى عدة أسابيع ومناقشتها مع الطبيب المختص للوصول لأفضل التفسيرات والخطط العلاجية والتشخيصية المُناسبة.[٧]

اختبار أكسيد النتريك

يتم إجراء اختبار أكسيد النيتريك (بالإنجليزية: Fractional Exhaled Nitric Oxide Test /FeNO test) بواسطة آلة صغيرة تُحمل باليد، بحيث يتمّ إخراج الزفير فيها لمدة 10 ثواني بسرعةٍ ثابتة، لتقوم هذه الآلة بحساب كمية أكسيد النتريك في نفس الشخص، وتُعد طريقةً جيدةً لتحديد مقدار الالتهاب الرئوي لدى المرضى المصابين بالربو التحسسي أو اليوزيني (بالإنجليزية: Eosinophilic asthma)، ومدى جودة الستيرودات المستنشقة في القضاء على الالتهاب، فأكسيد النيتيريك يتمّ إنتاجه بشكلٍ طبيعي في الجسم، كما أنّه مؤشر على وجود التهاب ما، وبما أنّ الربو عملية التهابية، فقد يكون زيادة إنتاج أكسيد النتريك علامة على الإصابة بالربو، ففي حالة الربو التحسسي أو الربو اليوزيني قد يشعر المصاب بأنّ تنفسه على ما يرام، ولكن قد يكون أكسيد النيتريك مرتفعاً لديه بشكلٍ ملحوظ، وبالتالي قد يكون من الأفضل استخدام كمياتٍ أكبر من الستيرويدات المستنشقة للسّيطرة على الالتهاب.[١٤][١٥]

التصوير الإشعاعي

يُظهر تصوير الصدر بالأشعة السينيّة (بالإنجليزية: Chest X-rays) مدى تمدد أو توسّع الرئتين (بالإنجليزية: Overinflated Lungs)، والذي يبدو مفرطًا بصورةٍ كبيرةٍ لدى مرضى الربو الذين لم تُشخّص حالتهم حتّى فتراتٍ طويلةٍ بعد إصابتهم بالربو، لأجل ذلك يلجأ الطبيب للصور الإشعاعيّة كطريقة تشخيصية لمرض الربو وخاصةً أولئك الذين يعانون من الأزيز لأول مرة، فالتصوير بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة (بالإنجليزية: High-resolution computer tomography) من شأنها الكشف عن أيّ اضطرابات هيكيلية، والتهابات وحالاتٍ أخرى تُصيب الرئتين.[١٦][١٧]

اختبارات الحساسية

تُحدد اختبارات الحساسية (بالإنجليزية: Allergy Tests) والتي يمكن إجرائها عن طريق الجلد أو فحوصات الدم، مد امتلاك الشخص حساسيةً تجاه الغبار، والعفن، وحبوب اللقاح، والحيوانات الأليفة، وتحديد المحُفز الرئيسي للحساسية لتجنبه والوصول لتوصية مناسبة للعلاج المناعي للحساسية.[١٨]

اختبارات الجلد للحساسية

تُجرى اختبارات حساسية الجلد (بالإنجليزية: Allergy Skin Tests) بتعريض الجلد لمسببات الحساسية المحتملة وتتبع استجابة وردة فعل الجسم تجاهها، ومراقبة مدى تكوين الجسم الجلوبيولين المناعي هـ (بالإنجليزية: Immunoglobulin E) والمعروف اختصارًا (IgE) والذي يُشير إلى الإصابة بالحساسية، ويتمّ اللجوء لهذه الاختبارات عند ورود احتمالات تسبّب حساسية ما بظهور أعراض الربو، وتتميز هذه الفحوصات بأنّها موثوقة نوعاً ما، وفعّالة، وذات تكلفةٍ منطقية، ويُمكن الحصول على نتائجها خلال ساعة من إجراء الاختبار،[١٩] ولكن يجب أن يتم إجراء هذا الفحص تحت إشراف الأخصائي نظرًا لاحتمالية ظهور أعراض الحساسية أثناء إجراء الاختبار، إضافةً إلى الآثار الجانبية التي قد تترتب على إجرائه والتي تتضمّن الحكّة وانتفاخ الجلد موضِع إجراء الاختبار،[٢٠] وفيما يلي تفصيل لطرق إجراء اختبارات حساسية الجلد:[٢١][٢٢]

  • اختبار وخزة الجلد: (بالإنجليزية: Skin prick test)، إذ يتمّ وضع بضع قطرات من مسبب الحساسية على ظهر المريض، وبعد ذلك يتم الوخز قليلاً بواسطة جهاز خاص، فإذا تشكّل في هذه المنطقة كتلة حمراء منتفخة ذات حافة بيضاء مرتفعة مُحيطة بالكتلة؛ فهذا مؤشر لإيجابية الفحص وامتلاك الشخص حساسية ضدّ هذا المُسبّب، ويتناسب حجم الكتلة ودرجة احمرارها وانتفاخها طرديًا مع شدّة معاناة المريض من الحساسية تجاه هذه المواد، وغالباً ما يحتاج الأمر ما يقرُب 15-20 دقيقة للوصول إلى أقصى حجم ممكن ومن ثم تبدأ بالتلاشي بعد مضي بضعة ساعات، وتُعد هذه طريقة مثالية للكشف عن حالات الحساسية الشديدة، وتُعاد الفحوصات السلبية بواسطة تقنيات داخل الأدمة والتي تُعطي نتائج أكثر دقة.
  • اختبار الحساسية داخل الأدمة: (بالإنجليزية: Intradermal allergy tests)، ويُعدّ طريقةً جيدةً لتحديد ما إذا كان الشخص مُصابًا بالحساسية تجاه مواد معينة أم لا، وفيهِ يتم حقن كمية صغيرة من مسببات الحساسية المتوقعة تحت سطح الجلد، والانتظار لمدة 20 دقيقة، ومن ثم فحص المنطقة والبحث عن أي علامات تدُل على وجود ردود فعل تحسسية؛ كظهور كتلةٍ حمراء منتفحة أو احمرار، ومن الجدير بالذكر بأنّ الفحص داخل الأدمة أكثر حساسية ودقة من اختبار وخز الجلد،[٢٣] إلّا أنها من الممكن أن تُعطي نتائج إيجابية خاطئة، أيّ أنها تُظهر لمن لا يعاني من الحساسية نتائج إيجابية تُشير إلى إصابتهم بالحالة بالرغم من أنّهم غير مُصابين بها في الواقع، ذلك بالإضافة إلى احتمالية التسبّب ببعض الآثار الجانبية؛ كحدوث رد فعل تحسسيّ يؤثر في كامل الجسم.[١٩]
  • اختبار الرقعة: (بالإنجليزية: Patch Test)، ويتمّ إجراؤه بوضع لصقات صغيرة تحتوي على مادة الاختبار والتي تكون على شكل أقراص تُلصق بشرائط مقاومة للحساسية على الظهر، ويستلزم الأمر الانتظار لمدة يومين إلى أربع أيام وقد تصل في بعض الأحيان إلى أسبوع، ومراقبة ظهور أيّ ردود فعل تحسسية، وهذا الفحص يتم دون استخدام وخز الإبر ويُفيد في اكتشاف التهاب الجلد التماسي التحسسيّ (بالإنجليزية: Allergic Contact Dermatitis) لشيء اتصل به الشخص في المنزل أو في العمل أو في أي مكان آخر.[٢٤]

اختبارات الدم للحساسية

تبحث اختبارات الدم للحساسية (بالإنجليزية: Allergy Blood Tests) عن الارتفاع في مستويات الأجسام المضادة المُسمّاة بالجلوبيولين المناعي هـ التي ينتجها الجسم عند الاستجابة لمُسببات التحسس، إلّا أنها ليست حساسة كاختبارات الجلد، كما أنها تستدعي إجرائها في المختبرات الطبية وإرسال النتيجة لعيادة الطبيب لقرائتها وتفسيرها على عكس بعض أنواع الاختبارات الأخرى التي تُمكّن الطبيب من رؤية النتيجة بشكلٍ فوري عند إجرائها في العيادة، وبشكلٍ عامّ، تُعتبر اختبارات الدم للحساسية هامّة في الحالات التي يصعُب إجراء اختبارات الجلد فيها؛ كما هو الحال لدى الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) وغير قادرين على التوقّف عن استخدامها، إذ تستلزم اختبارات الجلد إيقاف مضادات الهيستامين قبل إجرائها نظرًا لكونِها تؤثر في نتيجة الاختبار، وتشمل أنواع اختبارات الدم للحساسية: فحص الإليزا أو ما يُعرف بالمقايسة الامتصاصيَّة المناعيَّة للإنزيم المرتبط (بالإنجليزية:Enzyme-linked immunosorbent assay) واختصارًا (ELISA)، واختبار ماصّ الإشعاع المُؤرِّج (بالإنجليزية: Radioallergosorbent test) واختصارًا (RAST)، واختبار التقاط المُقايسة المناعيّة (بالإنجليزية: Immunoassay capture test).[٢٥]

الفحوصات المخبريّة

هُناك العديد من الفحوصات المخبريّة التي تُجرى لأهدافٍ عدّة؛ من بينها استبعاد الأمراض والحالات الأخرى التي قد تُسبّب أعراض مشابهة لأعراض الربو، ومعرفة وتشخيص الحساسية، وتحديد وتقييم المضاعفات الصحية التي قد تترتب على الإصابة بهذه الحالة، ففي حال نوبات الربو الحادّة قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات لمراقبة كلٍّ من مستويات الأكسجين، ووظائف الأعضاء، والتوازن الحمضيّ القاعديّ في الجسم، وفيما يأتي تفصيل لأهم هذه الفحوصات:[٢٦]

  • فحص تعداد الدم الكامل: (بالإنجليزية: Complete blood count) واختصارًا (CBC)، ويهدف إلى تقييم الوضع الصحي لخلايا الدم المختلفة، والوصول لمعلوماتٍ تدعم وجود عدوى أو التهابات في الجسم.
  • غازات الدم: (بالإنجليزية: Blood gases)، والتي تُستخدم لتحديد درجة الحموضة في الدم ونسب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون فيه، حيث يتم أخذ عينة من الدم الشرياني، وغالباً ما يُطلب الفحص أثناء نوبة ربو.
  • تحليل التمثيل الغذائي الشاملة: تُعرف أيضاً باسم تحليل الأيض الشامل (بالإنجليزية: Comprehensive Metabolic Panel) واختصارًا (CMP)، وتُستخدم لتقييم وظائف الأعضاء في الجسم.
  • مراقبة مستوى الأدوية العلاجية: (بالإنجليزية: Therapeutic Drug Monitoring)، ويتم إجراؤه في بعض الحالات المُصابة بالربو لمراقبة الأدوية العلاجية مثل دواء ثيوفيلين (بالإنجليزية: Theophylline).
  • فحص مستوى الحمضات في البلغم: (بالإنجليزية: Sputum Eosinophils)، ويُجرى هذا الاختبار على البلغم والمُتمثل بمزيج اللعاب والمُخاط الذي يتمّ إفرازه أثناء السّعال، ويُجرى هذا الاختبار بهدف الكشف عن نوعٍ معين من خلايا الدم البيضاء المعروفة بالحمضات، والتي قد تظهر عند ظهور بعض أعراض الربو.[١٧]

فحوصات لحالات أخرى

عند إجراء الفحوصات البدنية وأخذ التاريخ العائلي والمرضي، وعوامل الخطر لبعض الأمراض يتم بناء صورة واضحة نوعاً ما تدعم مدى الحاجة لإجراء بعض الفحوصات الإضافية للكشف عن حالاتٍ مرضية أخرى قد تكون ذات صلة بالربو أو الأمراض التنفسية، وفيما يأتي بعضاً منها:[٢٦][١١]

  • فحص زراعة البلغم (بالإنجليزية: Sputum Culture)، الذي يستخدم لتشخيص حالات التهابات الرئة الناتجة عن العدوى البكتيرية.
  • فحوصات تشخيص أو استبعاد الإصابة بالتليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic Fibrosis)، والذي يُعدّ مرض وراثي يؤدي إلى تراكم المخاط اللزج الذي من شأنه أن يُسبّب الضرر بالعديد من أعضاء الجسم؛[٢٧] ومن أهم الفحوصات المعنية بالكشف عنه أو استبعاد الإصابة به فحص العرق (بالإنجليزية: Sweat Test) أو التربسين- كيموتربسين (بالإنجليزية: Trypsin/Chymotrypsin).[٢٦]
  • فحوصات تشخيص أو استبعاد الإصابة بمرض السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) أو المتفطرات اللاسلية (بالإنجليزية: Nontuberculous mycobacteria)، والتي تتضمّن تحليل ألفا فيتو بروتين (بالإنجليزية: Alpha-fetoprotein)،[٢٦] وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ السّل يُمثل عدوى بكتيريّة تنتشر عن طريق رذاذ السُعال أو العطس لشخصٍ مُصاب بهذه العدوى.[٢٨]
  • خزعة الرئة (بالإنجليزية: Lung Biopsy) والتي توضح الحالة الصحية العامة للرئة وتقييم الأنسجة والكشف عن الإصابة بسرطان الرئة.[٢٦]
  • التنظير الداخلي للجهاز الهضمي العلوي، والذي قد يُجرى بهدف البحث في حالات الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal Reflux) التي لا تستجيب للعلاج.[١١]
  • اختبار ابتلاع الباريوم المعدّل (بالإنجليزية: Modified Barium Swallow).[١١]

كيفية تصنيف الربو

يتم تصنيف درجة أو شدّة الربو لدى المُصاب به اعتماداً على عواملٍ عدّة؛ من بينها: طبيعة الأعراض الناتجة عن الربو، وعدد مرات ظهورها، وشدّتها، وذلك إلى جانب نتائج الفحوصات التشخيصية والبدنية التي تم إجراؤها من قِبل الطبيب المختص، ويُساعد تصنيف درجة الربو في تحديد العلاج المناسب لكل حالة، وتجدر الإشارة إلى أنّه غالباً ما تتغير شدة الربو مع مرور الوقت، وعليه قد يختلف التصنيف مع مرور الوقت؛ ممّا يتطلب إجراء تعديلاتٍ علاجيةٍ مستمرة، وعادةً ما يُصنّف الربو إلى أربع فئات رئيسيّة، وهي كالتالي:[٢٩][٣٠]

  • ربو خفيف متقطّع: وفيه تكون الأعراض خفيفة، وغير مستمرة، بحيث تظهر وتختفي بشكلٍ متتابع، ويتضمّن ذلك ظهورها تتراوح ما بين ليلتين في الشهر الواحد ويومين في الأسبوع.
  • ربو خفيف مستمر: وفيه تظهر الأعراض لأكثر من مرتين في الأسبوع، ولكن ليس أكثر من مرة في اليوم الواحد.
  • ربو معتدل مستمر: وفيه تظهر الأعراض لمرة واحدة فقط في اليوم ولأكثر من ليلة واحدة خلال الأسبوع.
  • ربو شديد مستمر: وفيه تستمر الأعراض طوال اليوم وفي أغلب الأيام وبصورةٍ متكررةِ أثناء الليل.

المراجع

  1. ” Asthma Diagnosis”, www.babylonhealth.com. Edited.
  2. ^ أ ب “Asthma”, www.aafa.org, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Asthma: Steps in testing and diagnosis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ” Asthma Diagnosis”, www.news-medical.net, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  5. “Asthma “, www.clinicbarcelona.org, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  6. “Asthma”, patient.info, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  7. ^ أ ب “Work-related Asthma”, www.cdc.gov, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  8. ^ أ ب ” Asthma: Testing & Diagnosis: Test Details”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  9. ^ أ ب “How Asthma Is Diagnosed “, www.verywellhealth.com, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  10. “Types, causes, and diagnosis of asthma”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26/5/2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث “Patient education: Asthma symptoms and diagnosis in children “, www.uptodate.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  12. “Asthma diagnosis”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  13. ” Asthma Diagnosis and Tests”, www.webmd.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  14. ” Asthma”, www.aaaai.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  15. “www.everydayhealth.com”, www.everydayhealth.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  16. “Asthma Diagnosis: What to Expect, Pulmonary Function Tests, and Diagnosing Asthma in Kids”, www.verywellhealth.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  17. ^ أ ب “Diagnosis”, www.templehealth.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  18. ” Asthma “, www.nchmd.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  19. ^ أ ب ” Allergy Tests and Asthma”, www.webmd.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  20. “Allergy Testing”, acaai.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  21. “Allergy Tests (Allergy Skin Testing)”, www.asthmacenter.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  22. “Skin prick testing”, dermnetnz.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  23. “Intradermal allergy test reactions”, medlineplus.gov, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  24. “Allergy patch testing”, www.dermcoll.edu.au, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  25. “Allergy Tests for a Better Asthma Diagnosis”, www.everydayhealth.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج ” Asthma”, labtestsonline.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  27. ” Cystic fibrosis”, ghr.nlm.nih.gov, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  28. ” – Tuberculosis (TB) “, /www.nhs.uk, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  29. “Asthma”, www.drugs.com, Retrieved 27/5/2020. Edited.
  30. “Asthma”, www.stclair.org, Retrieved 27/5/2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى