محتويات
'); }
تدريبات على أسلوب التعجب القياسي
التعجب هو أن تستعظم فعلًا له مزيّة ظاهرة، والنُحاة يجعلون له أسلوبين، أحدهما هو المنصوص عليه في كتب النحو من القواعد والأصول والأمثلة، وهو أسلوب التعجب القياسي، وسُمِّي قياسيًا لإمكانية القياس عليه، وهو باستعمال أحد صيغتين، وهما: “ما أفعل زيدًا! ” و”أفعِلْ بزيد! “، وأما الأسلوب الثاني فهو أسلوب التعجب غير القياسي، وهذا له ألفاظ كثيرة غيرُ مُبَوَّبٍ لها في النحو كما عبر ابن هشام الأنصاري.[١] وسنذكر في ما يأتي تدريبات متنوعة ومختلفة ونافعة لضبط هذا الباب.
تدريبات على إنشاء جملة بأسلوب تعجب قياسي
أنشئ جملًا مفيدة من صياغتك تتضمن أسلوب التعجب القياسي:
'); }
- حينما رأيت الكعبة المشرفة قلت: ما أعظمَك!
- أكرم برجال يُقدِّرون أزواجهم!
- رأيت الطير ما أجملَه!
- جاءني رجل أبلِغْ بعَوَرهِ!
- قدمت لي جدتي طعامًا ما أبردَهُ!
- ساءني طبيب أقبِحْ بجهله!
- يا خالد أكرِمْ بسلمى!
تدريبات على استخراج أسلوب تعجب قياسي
استخرج أسلوب التعجب القياسي من الجمل الآتية:
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}[٢]. (أسلوب التعجب: “ما أكفره”).
- قال الشاعر أبو دُلامة:
ما أحسَنَ الدِّينَ والدُّنيا إذا اجتَمَعا
:::وأقبَحَ الكُفرَ والإفلاسَ بالرَّجُلِ[٣]
(أسلوب التعجب: “ما أحسن الدين”).
- قال علي بن أبي طالب:
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم
:::وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ[٤]
(أسلوب التعجب: “ما أكثر الإخوان”).
- قال ابن زمرك:
لهِ مَا أَجْمَلَ رَوْضَ الشبابْ
:::من قَبْلِ أن يُفْتَح زهر المشيبْ[٥]
(أسلوب التعجب: ” ما أجمل روض الشباب”).
- قال الشاعر محمود سامي البارودي:
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلا أَنَّهُ فَانِي
:::تَبْلَى النُّفُوسُ وَلا يَبْلَى الْجَدِيدَانِ[٦]
(أسلوب التعجب: ” ما أطيب العيش”).
- أتعس بقوم ساءت أخلاقهم. (أسلوب التعجب: “أتعس بقوم“).
- أسعد بامرأة يزينها الصلاح والعفة والستر. (أسلوب التعجب: ” أسعد بامرأة“).
تدريبات على إعراب أسلوب تعجب قياسي
إن أسلوب التعجب القياسي إن كان على صيغة “ما أفعل زيدًا”، فإن الاسم الذي يلي فعل التعجب يكون دائمًا منصوبًا على أنه مفعول به، وأما ما كان على صيغة “أفعل بزيد”، فإن الاسم الذي يلي فعل التعجب دائمًا ما يكون مجرورًا لفظًا ومرفوعًا محلًا. ولعل الأمثلة الآتية توضح المراد.[٧]
أعرب أسلوب التعجب في الجمل الآتية إعرابًا تامًا:
- ما أطيب الجَدَّ: ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أطيب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجد: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر جرمانوس:
ما أحسنَ الروضَ في الروابي
:::مكفكفًا دمعة الربابِ[٨]
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أحسن: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، الروض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر ابن الوردي:
سلامٌ عليكمْ ما ألذَّ وصالَكُمْ
:::وغايةُ مجهودِ المقلِ سلامُ[٩]
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، ألذ: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وصالكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، وكم: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}[٢]. ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أكفره: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- قال تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}[١٠]. ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أصبرهم: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- قال الشاعر المتنبي:
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
:::أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ[١١]
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أبعد: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، العيب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- قال الشاعر ابن عبد ربه:
مَا أَقْرَبَ اليَأسَ مِنْ رَجائي
:::وَأبعدَ الصَّبرَ مِنْ بُكائي[١٢]
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أقرب: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، اليأس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- أعظِمْ بخالدٍ: أعظم: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر، بخالد: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، خالد: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل.
- أتعس بقوم ساءت أخلاقهم: أتعس: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر، بقوم: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، قوم: اسم مجرور لفظا مرفوع محلًا على أنه فاعل.
- أسعد بامرأة يزينها الصلاح والعفة والستر: أسعد: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المقدر على آخره، وحُرِّكَ بالسكون لمناسبة صيغة الأمر، بامرأة: الباء حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، امرأة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنه فاعل.
تدريبات على تحديد الصيغة القياسية لأسلوب التعجب
حدد الصيغة القياسية لأسلوب التعجب فيما يأتي:
- ما أسوأَ الرجل إذا بخل على زوجته: (ما أفعَلَ)
- أسرعْ بمحمد حيث رأيته: (أفعِلْ)
- ما أكرمَ حاتما: (ما أفعَلَ)
تدريبات على أسلوب التعجب غير القياسي
وهو ما يعبرعنه العلماء بأنه لا وزن ولا قاعدة له، وإنما له ألفاظ تعرض لها العرب فيها كلامهم، وسندرج فيما يأتي تدريبات متنوعة ومختلفة ونافعة لضبط هذا الباب[١].
تدريبات على إنشاء جملة بأسلوب تعجب غير القياسي
أنشئ جملًا مفيدة من صياغتك تتضمن أسلوب التعجب غير القياسي:
- كيف تضربه وكنت صديقا له!
- سبحانك ربي الرحيم الكريم!
- أتشتري اللحم وقد منعك الطبيب!
- لله درُّ الشعراء!
تدريبات على استخراج أسلوب تعجب غير القياسي
استخرج أسلوب التعجب القياسي من الجمل الآتية:
- قال صلى الله عليه وسلم: {سُبحانَ اللهِ إنّ المُؤْمِنَ لا ينجُسُ}[١٣]. (أسلوب التعجب هنا: “سبحان الله”).
- قال أبنس بن مالك رضي الله عنه: {فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بدَتْ نواجذُه ثم قال لله درُّ أبي طالبٍ لو كان حيًّا قرَّت عيناه}[١٤]. (أسلوب التعجب هنا: “لله در أبي طالب”).
- قابلت طالبًا نادرًا اليوم فقلت له: يا لك من طالب ذكي! (أسلوب التعجب هنا: “يا لك من طالب ذكي”).
- كان محمد رجلًا شجاعًا، فحسبك به خليلا! (أسلوب التعجب هنا: “حسبك به خليلا”).
تدريبات على إعراب أسلوب تعجب غير القياسي
إن أسلوب التعجب غير القياسي يُعرَب حسب موقعه في الكلام، فليس ثمة قاعدة مطردة له، وما يأتي بيان لذلك.
أعرب أسلوب التعجب في الجمل التالية إعرابًا تامًا:
- قال تعالى: { قالَت يا وَيلَتى أَأَلِدُ وَأَنا عَجوزٌ وَهـذا بَعلي شَيخًا إِنَّ هـذا لَشَيءٌ عَجيبٌ}[١٥]. (الهمزة: حرف استفهام مبني لا محل له من الإعراب، ألد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، الواو: واو الحال، أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ، عجوز: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والجملة الاسمية “أنا عجوز” في محل نصب حال).
- قال تعالى: { قُل سُبحانَ رَبّي هَل كُنتُ إِلّا بَشَرًا رَسولًا }[١٦]. (سبحان: نائب عن المفعول المطلق منصوب بفعل محذوف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، ربي: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه).
- قال تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}[١٧]. (إن: حرف مصدري ونصب لا محل له من الإعراب، نا: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن، سمعنا: فعل ماض مبني على السكون، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر إن، قرآنا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، عجبا: نعب منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره).
تدريبات متنوعة على أساليب التعجب
ميز صيغ التعجب التالية بالحكم عليها إن كانت قياسية أو غير قياسية:
- ما أنقى قلب الأم! (قياسي).
- كيف تدخل بيته وقد أخرجك منه! (غير قياسي).
- أكرمْ بأبيك سيدا! (قياسي).
- لله در العلماء! (غير قياسي).
- سبحان القوي العزيز قصم الجبابرة! (غير قياسي).
- إذا دخلت المدينة المنورة تعجبت من نورها! (غير قياسي).
- أبعدْ بالصين بلدا! (قياسي).
حدد الفعل الذي صيغ منه التعجب فيما يأتي:
- جاءني رجل أبلِغْ بعَوَرهِ!
- حينما رأيت الكعبة المشرفة قلت: ما أعظمَك!
- قال الشاعر المتنبي:
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
:::أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ[١١].
- أتعس بقوم ساءت أخلاقهم!
- قال تعالى: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}[٢].
- أسعد بامرأة يزينها الصلاح والعفة والستر!
- قال تعالى: {قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع}[١٨].
تعجب مما يأتي بإحدى صيغ التعجب:
- جمال الربيع: ما أجمل الربيع!
- كرم ليلى: أكرم بليلى زوجة!
- شراء خبز فاسد: كيف تشتري الخبز وهو فاسد!
- اتساع المزرعة: سبحان الله إنها مزرعة متسعة!
- طريق طويل: ما أطول هذه الطريق!
- الرسوب في الرياضيات: كيف ترسب في الرياضيات وأنت حاذق فيه!
- رقة صوت أمي: ما أرقّ صوت أمي!
وعليه نجد أن العرب استعملوا في كلامهم أسلوبين للتعجب، الأول هو القياسي الذي له قواعد وصيغ معروفة، والآخر غير القياسي، وهو ما ليس منضبطًا بقاعدة محددة، وقد ذكرنا سابقًا أمثلة وتدريبات على كل منهما.
المراجع
- ^ أ ب ابن هشام الأنصاري، حاشية السجاعي على قطر الندى وبل الصدى، صفحة 591. بتصرّف.
- ^ أ ب ت سورة عبس، آية:17
- ↑ “ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ “صن النفس واحملها على ما يزينها”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ “له ما أجمل روض الشباب”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ “ما أطيب العيش لولا أنه فاني”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، صفحة 226-3. بتصرّف.
- ↑ “ما أحسن الروض في الروابي”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ “بأيمن جرعاء الكثيب خيام”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ سورة البقرة، آية:175
- ^ أ ب “واحر قلباه ممن قلبه شبم”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ “ما أقرب اليأس من رجائي”، ديوان، اطّلع عليه بتاريخ 10/9/2021.
- ↑ رواه النسائي، في سنن النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1/69.
- ↑ رواه ابن كثير، في البداية والنهاية، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6/93.
- ↑ سورة هود، آية:72
- ↑ سورة الإسراء، آية:93
- ↑ سورة الجن، آية:1
- ↑ سورة الكهف، آية:26