محتويات
'); }
آداب دخول المسجد
حثّ الإسلام المسلم على التحلّي بآدابٍ وفضائل؛ لاتباعها عند دخول المسجد، ومنها: النهي عن الذهاب إلى المساجد لمن أكل الثوم أو البصل، مع عدم ترتّب الإثم عليه بسبب ترك الجماعة؛ لأنّ في ذلك إلحاقٌ للأذى والضرر بالمصلّين في المسجد، كما يقاس على الثوم والبصل كلّ رائحةٍ كريهةٍ تسبّب الضرر للمصلّين، مثل: رائحة الدخان، ومن الآداب كذلك؛ الذهاب إلى المسجد مبكراً مع مسارعة الخطوات إليه؛ لما لذلك من أجرٍ وثوابٍ عظيمٍ من الله تعالى، كما يستحبّ المشي بطمأنينةٍ وسكونٍ في الطريق إلى المسجد؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى الخشوع في الصلاة والإقبال عليها، مع ترديد الأدعية المأثورة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عند المشي إلى الصلاة وعند الدخول إلى المسجد والخروج منه، مع استحباب الدخول بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى، ومن السنن المؤكّدة التي وردت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يتعلّق بآداب دخول المسجد؛ أداء تحيّة المسجد، وذلك بصلاة ركعتين، كما أنّ للجلوس في انتظار الصلاة فضلاً عظيماً.[١]
تحيّة المسجد أثناء خطبة الجمعة
اختلف العلماء في حكم صلاة ركعتي تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة، وذهبوا في ذلك إلى قولين، هما:[٢]
'); }
- ذهب المالكيّة إلى أنّ أداء تحيّة المسجد أثناء الخطبة غير جائزٍ.
- ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز أداء ركعتي تحيّة المسجد والإمام يخطب.
واستند كلّ مذهبٍ في القول الذي ذهب إليه إلى عدّة أدلّةٍ من السنّة النبويّة، منها:[٢]
- أدلّة القول الأول: استدلّ المالكيّة بما رواه الصحابي عبد الله بن بسر، أنّه كان جالساً في خطبة الجمعة، وكان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يخطب على المنبر، وجاء رجلٌ يتجاوز رقاب الناس أثناء الخطبة، فقال له الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (اجلِسْ فقد آذَيْتَ وآنَيْتَ)،[٣] فأمر الرسول للرجل بالجلوس؛ يدلّ على أنّ ما يضادّه منهيٌّ عنه، وقال المالكيّة عن دليل الفريق الثاني، أنّه قد يكون منسوخاً بحديث عبد الله بن بسر، وإن لم يكن منسوخاً، فهو الدليل الأولى؛ لأنّه متّصلٌ بعمل أهل المدينة المنوّرة.
- أدلة القول الثاني: استندت المذاهب الأخرى إلى حديث جابر بن عبد الله الذي رواه الإمام مسلم، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (جاء سليكٌ الغطفانيُّ يومَ الجمعةِ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخطبُ، فجلس، فقال لهُ: يا سليكُ، قم فاركع ركعتينِ، وتجوَّزْ فيهما، ثم قال: إذا جاء أحدكم، يومَ الجمعةِ، والإمامُ يخطبُ، فليركع ركعتينِ، وليتجوَّزْ فيهما).[٤]
إلا أنّه يمكن الجمع بين أدلة الفريقين، والقول بأنّ ركعتي تحيّة المسجد مشروعةٌ، كما أنّ حكمها مستحبٌّ، إنّما الفعل الممنوع؛ هو تجاوز رقاب الناس والمشي بينهم والإمام يخطب.
خطبة الجمعة
أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على أنّ الخطبة يوم الجمعة تعدّ شرط صحّةٍ لصلاة الجمعة، حيث أمر الله تعالى بالسعي إليها، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ)،[٥] كما أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- داوم على خطبة الجمعة بشكلٍ دائمٍ، وورد عن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- أنّ خطبة الجمعة تعدّ بدل ركعتين من صلاة الظهر، كما اتّفق الفقهاء على شرطين لصحّة خطبة الجمعة، وهما: أن تكون بعد دخول وقت صلاة الجمعة، وأن تكون قبل الصلاة وليس بعدها، دون أن يُفصل بين الخطبة والصلاة بوقتٍ طويلٍ، حيث يجب الموالاة بينهما، واختلف الفقهاء في الشروط الأخرى لخطبة الجمعة، وهي: اشتراط النيّة؛ بأن ينوي الخطيب خطبة الجمعة، وهذا الشرط قال به فقهاء الحنابلة وبعض فقهاء الشافعيّة، واشتراط الجهر بالخطبة؛ ليتحقّق المقصود من الخطبة، وهذا شرطٌ عند عامّة الفقهاء، ما عدا فقهاء المذهب الحنفي، كما اشترط بعض العلماء عدداً معيّناً من المصلّين لإقامة صلاة الجمعة، كما اشترطوا أن تكون الخطبة باللغة العربية.[٦]
ويستحبّ في خطبة الجمعة أن يكون الإمام طاهراً من النجاسة ومن الحدث الأصغر والحدث الأكبر، ومرتدياً أحسن وأفضل اللباس، كما يستحبّ له أن يسلّم على الناس، ويخطب على المنبر؛ بحيث يكون مقابلاً للمصلّين، ويَعِظَهم ويرشدهم ويذكّرهم، مستعملاً الأسلوب الصادق الواضح المختصر، وأن تكون الخطبة قصيرةً، ويستحسن أن يجعلها خطبتين، ويجب على الخطيب أن يراعي أحوال وظروف الناس والمصلّين الذين يذكّرهم ويَعِظَهم، بحيث لا يحدّثهم بأمورٍ لا تُهمّهم وليست من شأنهم، ودلّت أقوال بعض أهل العلم أنّ المطلوب من الخطيب أن يعظ الناس بما يرقّق ويليّن قلوبهم، وأن تتحصّل لهم الفائدة، كما أنّ ممّا يضيف الكمال إلى الخطبة؛ حمد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقراءة آيةٍ من آيات القرآن الكريم.[٦]
شروط خطيب الجمعة
يُشترط في خطيب الجمعة أن يكون عالماً بأحكام الصلاة، ومتقناً لقدرٍ من القرآن الكريم؛ ليقرأه في إمامته للمصلّين، وأن يكون مشهوراً بحسن سيرته وباستقامة أخلاقه، ولا بأس إنّ كان يخطب بالناس من ورقةٍ أو من كتابٍ عند الحاجة، كما في حال عدم وجود الإمام الراتب؛ إذ إنّ ذلك أفضل من ترك الخطبة وأداء الصلاة صلاة ظهرٍ، ومن خطب بالناس؛ لظرفٍ طارىءٍ دون أن يكون على سبيل الدوام، فيشترط فيه سلامة لغته العربية، وأن يكون حافظاً لسورة الفاتحة وبعض السور القصيرة، والعلم بأحكام الصلاة، حيث أجاز المذهب الشافعي للإمام أن يكون حافظاً لسورة الفاتحة فقط.[٧]
المراجع
- ↑ “آداب حضور المساجد”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب “مذهب المالكية في تحية المسجد وقت خطبة الجمعة”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم: 2790، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 875، صحيح.
- ↑ سورة الجمعة، آية: 9.
- ^ أ ب “شروط وأركان وسنن خطبة الجمعة”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2018. بتصرّف.
- ↑ “شروط خطيب الجمعة”، fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2018. بتصرّف.