تحاليل طبية

تحليل جرثومة المعدة

تحليل جرثومة المعدة

تحليل جرثومة المعدة ودواعي إجرائه

يُقصد بتحليل جرثومة المعدة أي تحليل مُستخدم للكشف عن وجود هذه البكتيريا في المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة الذي يُعرف بالاثني عشر،[١] وفي الواقع يطلب الطبيب إجراء تحليل جرثومة المعدة في بعض الحالات، ويمكن تلخيص أهمها فيما يأتي:[٢][٣]

  • يُوصى بالتحليل في حال ظهور أعراض مرتبطة بجرثومة المعدة أو القرحة: فبالاستناد إلى التوصيات العالمية؛ فإنّ تحليل جرثومة المعدة الذي يهدف إلى تشخيص الإصابة بها مطلوب في حال وجود تاريخ مُسبق للإصابة بالقرحة المعدية أو قرحة الاثني عشر، أو في حال المعاناة من أي من القرحتين في الوقت الحالي، وأمّا بالنسبة للرابط بين جرثومة المعدة وقرحة المعدة فيمكن تلخيصه بقولنا إنّ جرثومة المعدة هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بقرحة المعدة على الإطلاق، ومع ذلك فإنّ هناك عدد من الحالات التي يكون الشخص فيها مصابًا بالقرحة دون الجرثومة، ويُعزى السبب آنذاك في الغالب إلى أخذ بعض أنواع الأدوية مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وأمّا بالنسبة لطبيعة الأعراض التي قد ترتبط بقرحة المعدة أو الاثني عشر فيمكن تلخيصها أدناه:
    • الشعور بألم حارق في المعدة.
    • حرقة في المعدة.
    • الغثيان.
    • انتفاخ البطن وكثرة التجشؤ.
    • الشعور بالامتلاء بشكل يفوق الحدّ المعتاد.
  • قد يُوصى به في حال عدم ظهور أعراض: في العادة لا يُوصى بإجراء تحليل لجرثومة المعدة إذا لم تظهر أي أعراض على الشخص وإذا لم يكن لديه أي تاريخ مسبق للإصابة بأي شكل من أشكال القرحة الهضمية، ولكن قد يُوصى بإجراء هذا التحليل في مثل هذه الحالات لدى أشخاص معينين، من بينهم الأفراد الذين لديهم تاريخ عائليّ للإصابة بسرطان المعدة أو في حال الشك بإصابتهم بسرطان المعدة خاصة إذا كانوا من العرق الصيني أو الكوريّ أو اليابانيّ أو أمريكا الوسطى؛ فمثل هؤلاء الأفراد لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان المعدة مقارنة بالأفراد الآخرين من الأعراق الأخرى.[٢]
  • يُوصى بإجرائه بعد الخضوع للعلاج: في حال كان الشخص قد عُولج من مشكلة جرثومة المعدة؛ فإنّه يُوصى بالخضوع لتحليل هذه الجرثومة من أجل الكشف عن مدى نجاح العلاج وفيما إن تمّ التخلص من البكتيريا على الوجه الأكيد.[٤]
  • يُوصى بإجرائه في حالات أخرى: من دواعي إجراء هذا التحليل أيضًا نذكر الآتي:[٤]
    • في حال الحاجة لأخذ الآيبوبروفين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs) الأخرى لفترة طويلة من الزمن.
    • في حال المعاناة من مشكلة عسر الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia)، وهي من المشاكل المرتبطة بالجهاز الهضميّ العلويّ، وتتمثل بالشعور بانزعاج وعدم راحة في الجزء العلوي من البطن، بحيث يُرافقها أعراض، مثل: الشعور بالامتلاء أو الحرارة في البطن، والشعور بألم بين الحبل السريّ والجزء السفليّ من عظام القص خلال أو بعد تناول الطعام.

التحاليل الخاصة بجرثومة المعدة

توجد العديد من التحاليل التي تُعنى بالكشف عن جرثومة المعدة، وقد يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من هذه الفحوصات، وفيما يأتي بيان أهمها.[٥]

اختبار التنفس أو فحص الزفير

يُعرف هذا الفحص أيضًا باسم فحص الزفير باليوريا (بالإنجليزية: Urea breath test)، ويمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن جميع حالات جرثومة المعدة، كما يُفيد هذا الفحص في التأكد من أنّ العلاج تمّ على الوجه الصحيح،[٦][٧] والجدير ذكره أنّ هذا الفحص متوفر وممكن الاستخدام للبالغين واليافعين،[٨] ويجدر التنويه إلى أنّ هناك مجموعة من التعليمات التي يجب الالتزام بها قبل إجراء هذا الفحص، منها: عدم أخذ أي نوع من أنواع المضادات الحيوية لمدة أربعة أسابيع قبل إجراء الفحص، وعدم أخذ مثبطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitor) واختصارًا PPI أو حاصرات مستقبلات الهيستامين-2 (بالإنجليزية: H2-receptor antagonist) لمدة أسبوعين على الأقل، وعدم أخذ بسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate) لأسبوع أو أسبوعين قبل إجراء الفحص؛ إذ يؤثر في دقة الاختبار، وأخيرًا يجدر الامتناع عن تناول أي طعام قبل إجراء الفحص بست ساعات، وإنّ هذه التوصيات جاءت من معلومة مفادها أنّ الأدوية والأطعمة قد تؤثر في نتيجة التحليل.[٩][٨] وأمّا بالنسبة لعيوب اختبار التنفس فتتمثل بالوقت الذي تحتاجه مقارنة بالفحوصات الأخرى، فضلًا عن أنّه لا يعطي معلومات عن مدى شدة الحالة، ولا يمكن إجراؤه للأطفال الصغار.[١٠]

يتم إجراء هذا الفحص باتباع مجموعة من الخطوات يمكن إجمالها أدناه:[١١]

  • يأخذ مقدم الرعاية الصحية المختص عينة أولية من نفَس المصاب، وذلك عن طريق جمع النفَس في كيس.
  • يُطلب من الشخص المعنيّ شرب مشروب يحتوي على اليوريا مخصص لهذا الغرض، ثم يتم الانتظار لمدة خمس عشرة دقيقة، والهدف من هذه الخطوة هو أنّه في حال وجود بكتيريا أو جرثومة المعدة؛ فإنّها ستُحطّم اليوريا التي تم تناولها إلى غاز ثاني أكسد الكربون، ثمّ سرعان ما ينطلق هذا الغاز خارج الجسم عند الزفير، حيث يتم جمعه. ومن الجدير بالبيان أنّ غاز ثاني أكسيد الكربون يُطلَق بشكل طبيعي خلال عمليات الزفير دون وجود البكتيريا الملوية البوابية، ولكنّ كميته في حال وجود هذه البكتيريا تكون مرتفعة عن الحدّ الطبيعيّ.
  • يتم جمع العينة الثانية من الزفير.
  • يتم إرسال العينة الأولى (التي تم جمعها دون إعطاء اليوريا والتي تدل على مستوى ثاني أكسيد الكربون الطبيعيّ) والعينة الثانية (التي جُمعت بعد أخذ اليوريا والتي يكون فيها غاز ثاني أكسيد الكربون ناجمًا عن الزفير الطبيعيّ وتحطيم البكتيريا لليوريا إن وجدت) إلى المختبر من أجل تحليلها.
  • إذا كانت كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في العينة الثانية أعلى من العينة الأولى فذلك يدل على وجود جرثومة المعدة.

فحص الدم

يُعنى فحص الدم في الكشف عن الأجسام المضادة الخاصة بجرثومة المعدة التي يُكونها الجسم كردّ فعل للإصابة بهذه البكتيريا، وفي حال كانت نتيجة الفحص إيجابية؛ فقد يدل ذلك على الإصابة بالبكتيريا في الوقت الحالي أو الإصابة بها مُسبقًا،[١٢] إذ إنّ نتيجة الفحص تُصبح سلبية بعد مرور سنة على الإصابة بالبكتيريا وتلقي العلاج، وعليه يمكن الاستنتاج أنّه لا يمكن الاعتماد على فحص الدم لمعرفة مدى كفاءة العلاج.[٩]

ولمعرفة المزيد عن تحليل جرثومة المعدة بالدم يمكن قراءة المقال الآتي: (تحليل جرثومة المعدة بالدم).

فحوصات البراز

ويُعرف أيضًا باسم فحص مستضد البراز (بالإنجليزية: Stool antigen test)، ويُفيد في تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة وكذلك التأكد فيما إن كان العلاج قد نجح، ولفهم فكرة هذا الفحص لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هناك مواد تُحفّز الجهاز المناعي لمقاومة عدوى جرثومة المعدة، وإنّ هذه المواد تظهر في البراز، وعليه فإنّ هذا الفحص يكشف عن وجود هذه المواد في البراز،[١٢] ويتم هذا الفحص بجمع عينة من براز الشخص المعني وإرسالها للمختبر، ثمّ الحصول على النتيجة خلال يومين أو ثلاثة أيام، ومن الجدير بالعلم أنّ هذا الفحص يمكن من خلاله الكشف عن أي بكتيريا غير طبيعية في الجهاز الهضميّ تُسبب المرض أو الإسهال أو أي مشكلة أخرى، وليس فقط جرثومة المعدة،[١٣] ومن التوصيات التي يجب الالتزام بها قبل الخضوع لهذا الفحص: عدم أخذ المضادات الحيوية لأربعة أسابيع قبل الفحص، وعدم أخذ مثبطات مضخة البروتون وحاصرات مستقبلات الهيستامين وبسموث سبساليسيلات لأسبوعين،[٩][٨] وإنّ هذا الفحص لا يُعطي أية معلومات عن شدة الحالة كما هو الحال في فحص التنفس أو الزفير.[١٠]

ولمعرفة المزيد عن تحليل جرثومة المعدة بالبراز يمكن قراءة المقال الآتي: (تحليل جرثومة المعدة بالبراز).

اختبار المنظار

يقوم مبدأ هذا الاختبار على إدخال أنبوب رفيع أو منظار خاص توجد كاميرا في إحدى نهاياته، بحيث يتم إدخاله عن طريق الفم إلى الحلق، ليمرّ عبر المريء، ومن هناك إلى المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة الذي يُسمّى الاثني عشر، ممّا يسمح لمقدم الرعاية الصحية بالكشف عن هذه الأعضاء ورؤيتها من الداخل، كما يُمكن خلال هذا الإجراء أخذ عينة من نسيج المعدة ضمن ما يُعرف بالخُزعة (بالإنجليزية: Biopsy).[١٣] ويُعرف هذا الاختبار أيضًا باسم اختبار التنظير العلوي (بالإنجليزية: Upper endoscopy exam) ويتطلب إجراؤه إعطاء مُهدّئ، والجدير البيان أنّ هذا الفحص اجتياحيّ نوعًا ما مقارنة بفحص التنفس وفحص البراز، ولذلك لا يُوصى بإجرائه لفحص جرثومة المعدة في الحالات غير المصحوبة بالقرحة، وعليه يمكن القول إنّ هذا الفحص مُوصىً به في حالات الجرثومة المصحوبة بالقرحة أو لاستبعاد الإصابة بأمراض ومشاكل الجهاز الهضميّ الأخرى،[١٤] ومن التوصيات الخاصة بهذا الفحص الصوم لاثنتي عشر ساعة قبل إجراء الفحص.[٥]

الاختبار المعوي أو اختبار السلسلة

يُعدّ الاختبار المعوي (بالإنجليزية: Entero-Test) أو اختبار السلسلة (بالإنجليزية: String test) من الفحوصات غير الاجتياحية كثيرًا، ويقوم مبدؤه على بلع الشخص المعنيّ لكبسولة متصلة بسلسلة من الخيوط، بحيث تذوب الكبسولة في عصارة المعدة، بينما يُجمع السائل المعديّ في سلسلة الخيوط، ثمّ يُعنى الطبيب المختص بجمع عينة من عصارة المعدة المتجمعة على هذه الخيوط بهدف تحليلها مخبريًا لمعرفة الإصابة بجرثومة المعدة، كما يمكن الحصول على سائل المعدة باستخدام أنبوب أنفي معدي، أو باستخدام فرشاة فموية معدية بحيث يتم إدخالها عن طريق الفم وصولًا إلى المعدة، حيث تلامس الفرشاة بطانة المعدة ثلاث إلى أربع مرات، ثمّ يتم سحبها وتحليلها بالطرق المخبرية الصحيحة.[١٥]

اختبارات أخرى

من اختبارات وتحاليل جرثومة المعدة الأخرى ما يأتي:[١٦]

  • اختبارات الجهاز الهضميّ العلويّ: يتم إجراء هذا الفحص في المستشفى، حيث يُطلب من الشخص المعنيّ شرب سائل يحتوي على الباريوم، حيث يُغطي هذا السائل الحلق والمعدة بحيث يسمح بالحصول على صورة واضحة لهما، ثم يُجرى التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير الطبقي المحوري: (بالإنجليزية: Computed tomography (CT) scan)، وهو أحد أنواع التصوير بالأشعة السينية التي تُعرف بأشعة إكس، ويُعطي صورة تفصيلية عن داخل الجسم.

التحضير لتحليل جرثومة المعدة

تختلف طريقة التحضير لتحليل جرثومة المعدة اعتمادًا على نوع الاختبار المستخدم للكشف عنها، فعادةً لا يحتاج فحص الدم للتحضير أو الاستعداد، أما بالنسبة لاختبارات الآخرى مثل اختبار التنفس، أو اختبار البراز، أو التنظير فقد يُوصى الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية لمدةٍ تتراوح من أسبوعين إلى شهر قبل الاختبار، بالإضافة إلى الحاجة إلى الامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات لمدة 12 ساعة قبل إجراء فحص التنظير للكشف عن جرثومة المعدة.[٥]

ولمعرفة المزيد عن التحضير لتحيل جرثومة المعدة ومعرفة ما إن كان يتطلب صيامًا يمكن قراءة المقال الآتي: (هل تحليل جرثومة المعدة يحتاج إلى صيام ).

فيديو عن جرثومة المعدة

للتعرف على المزيد من المعلومات حول جرثومة المعدة شاهد الفيديو.

المراجع

  1. “Helicobacter Pylori Tests”, myhealth.alberta.ca/, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Patient education: Helicobacter pylori infection and treatment (Beyond the Basics)”, www.uptodate.com, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  3. “Peptic ulcer”, www.drugs.com, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Tests for H. pylori”, account.allinahealth.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Helicobacter Pylori (H. Pylori) Tests”, medlineplus.gov, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  6. “Tests for H. Pylori”, www.ucsfbenioffchildrens.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  7. “Tests for H. pylori”, www.mountsinai.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت “Helicobacter pylori (H. pylori) infection”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت “Helicobacter Pylori”, patient.info, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  10. ^ أ ب “Helicobacter Pylori”, kidshealth.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  11. “Helicobacter pylori (H. pylori) Testing”, labtestsonline.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  12. ^ أ ب “Helicobacter Pylori Tests”, www.healthlinkbc.ca, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  13. ^ أ ب “Helicobacter Pylori”, www.cedars-sinai.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  14. “Helicobacter pylori (H. pylori) infection”, middlesexhealth.org, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  15. “Helicobacter Pylori Tests”, www.news-medical.net, Retrieved June 6, 2020. Edited.
  16. “What Is H. pylori?”, www.webmd.com, Retrieved June 6, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى