محتويات
الكيمياء
الكيمياء هي علمٌ من علوم الطَّبيعة التي عرفها الإنسان منذ القدم، وهي تحديداً علم المادة الذي يهتمُّ بخواص المادَّة، وبنيتها، وتركيبها، وسلوكها، وتفاعلاتها، ويطلق على علم الكيمياء اسم العلم المركزيّ؛ وذلك لأنها تعتبر الرابط بين علم الفيزياء مع العلوم الطبيعيَّة الأخرى كعلم الفلك، والجيولوجيا، والأحياء.
علم الكيمياء علمٌ تجريبيٌّ يقوم على التجربة والمشاهدة، ويرى الكثير من النَّاس أنَّ الكيمياء علمٌ معقدٌ ومملٌ، ولتغيير هذه النظرة السلبيَّة سوف نذكر بهذا المقال بعضاً من التجارب الكيميائيَّة الغريبة، التي ستبيِّن جمال الكيمياء وروعتها، وتغيَّر فكرة الذين يظنون بأنَّها علمٌ مملٌ.
تجاربٌ كيميائيَّةٌ غريبةٌ
هناك تجارب كيميائية غريبة تدل على روعة الكيمياء وتجعل دراستها شيئاً ممتعاً، ومن هذه التجارب ما يلي:
النُّحاس وحمض النتريك
عند القيام بخلط حمض النُّحاس مع حمض النتريك يتشكَّل محلولٌ أخضر اللَّون، وعند إضافة الماء للمحلول الناتج سنلاحظ تغيَّر لون المحلول للَّون الأزرق؛ وذلك بسبب إزاحة الماء النترات من أنحاء النُّحاس.
تفاعل الصُّوديوم مع الماء بوجود غاز الكلور
الصُّوديوم عنصرٌ يتفاعل بشدةٍ مع الماء، وينتج من هذا التفاعل كمية كبيرةٌ من الحرارة، وفي هذه التجربة يتمُّ وضع رملٍ في الدورق الذي سيوضع فيه الصوديوم والماء؛ وذلك للحفاظ على الدورق من الكسر نتيجة الحرارة الشديدة.
في بداية عمل التفاعل سيوضع الصوديوم مع الكلور، ولكن لن يحدث أي تفاعلٍ إلا عند إضافة قطرةٍ من الماء، وستعمل هذه القطرة على إشعال التفاعل بلونٍ برتقاليٍّ وهَّاجٍ كاللَّون الذي ينتج عن المصابيح العاديَّة التي تعتمد في تشغيلها على بخار الصوديوم، وينتج من تفاعل الصوديوم مع الكلور بوجود الماء كلوريد الصُّوديوم، وهو ملح الطَّعام.
المغنيسيوم والثَّلج الجاف
المغنيسيوم عنصرٌ معروفٌ، ولا بدَّ أن أغلبنا رأى تفاعل احتراقه، إذ ينتج من احتراقه نصوعٌ شديدٌ كما هو الحال في التجارب التي نراها في صفوفنا الأولى من مادة العلوم، أو عند انفجار الألعاب الناريَّة، أو حتى في الفلاش المنبعث من الكاميرات القديمة.
المغنيسيوم لا ينتج عنه هذه التفاعلات فقط، بل يتفاعل أيضاً مع الثلج الجاف، وهو ثاني أكسيد الكربون في الحالة الصلبة، وينتج من هذا التفاعل نصوعٌ شديدٌ، ووهجٌ برتقاليُّ اللَّون؛ لينتج الفحم.
تفاعل إشارة المرور
سميُّ هذا التفاعل بهذا الاسم لأنه يمرُّ بمرحلةٍ خضراء، ثمَّ حمراء، وسرعان ما تصبح صفراء، ويحدث هذا التَّفاعل نتيجة أكسدة أو اختزال صبغةٍ لونها نيليٌ تعرف باسم “Indigo carmine”.
يتمُّ التَّفاعل باستخدام محلول الغلوكوز، أو الدكستروز وهو سكر العنب أو سكر الذُّرة، ويضاف أحد المحلولين إلى محلول هيدروكسيد الصوديوم أو البوتاسيوم، وإضافة الصبغة لهما، وما يميِّز هذا التَّفاعل أنَّه يمكن عكسه وإعادته إلى اللّون الأخضر، وذلك إمَّا برجّ العبوة المحتوية على المحلول، أو بنقل المحلول من العبوة الموجودة فيها إلى عبوة أخرى، ويمكن أيضاً إعادة التَّفاعل بإضافة ماء الأكسجين للمحلول.
تفاعل الهيليوم فائق السيولة
يصل الهيليوم لدرجة الغليان عندما تبلغ درجة حرارته (4.22) كلفن أي (-268.93) درجةٍ مئويةٍ، وتكون له خصائص السائل العاديَّة ويطلق عليه في هذه الحالة اسم هيليوم I، وعند وصوله إلى ما دون درجة لامدا (2.1768) كلفن أي (-270.97) درجةٍ مئويةٍ يتحوَّل إلى هيليوم II، وهذه الحالة هي حالة السيولة الفائقة، أي يبدأ الهيليوم بمخالفة السوائل الأخرى، فيتسلَّق وقتها جدران الوعاء الموضوع فيه، ولزوجته تصبح صفراً عندما يمرُّ في أنابيب دقيقة جداً.
بيروكسيد الهيدروجين مع يوديد البوتاسيوم
يطلِق التَّفاعل بين بيروكسيد الهيدروجين و يوديد البوتاسيوم كميةً كبيرةً من الرغوة، وإذا تمَّت إضافة الملونات الغذائيَّة لهذه الرغوة تصبح شبيهةً بمعجون الأسنان، ويمكن بدلاً من إضافة يوديد البوتاسيوم إضافة الخميرة، ولكن ستنتج الرغوة ببطء شديدٍ.