تاريخ الشعبوية

'); }

تاريخ الشعبوية

يعود تاريخ ظهور مفهوم الشعبوية (بالإنجليزية: Populism) في العصر الحديث إلى نهاية القرن التاسع وتحديدًا عام 1892 في الولايات المتحدة الأمريكية كحركة سياسية فكرية تدعي أو تتبنى مبدأ الدفاع عن الشعب والمطالبة بحقوقه واعتباره مصدر السلطات، وتعارض الشعبوية الأحزاب الأخرى التي تدعو للثورة والنضال كالأحزاب العمالية والاشتراكية، إذ تحاول الأحزاب الشعبوية السيطرة على رأي الأغلبية باعتبارها الوسيط الأفضل بين الحكومة والشعب دون القبول بوجود أطرافٍ إضافية.[١]

يصعب الحكم على الشعبوية لتبنيها آراء تدعو للديمقراطية كالمطالبة بالتعديلات الدستورية والإصلاح وعمل استفتاءٍ شعبي، والإنغلاق ورفض الرأي الآخر في وقتٍ واحد، كما تضم أطرافًا من الفكر اليميني المتشدد واليساري المنفتح، أما في وقتنا الحاضر فأصبحت الشعبوية مثالًا على النظام الدكتاتوري المستبد الذي يسعى لفرض شخص الزعيم الحاكم باعتباره ممثلًا لإرادة الشعب ومن الأمثلة على ذلك الحزب النازي بزعامة هتلر في ألمانيا.[١]

'); }

ظهرت الحركة الشعبوية في بداياتها في كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية كحركة إصلاحية طالبت بها الطبقة الوسطى من المزارعين والعمال في مناجم الفحم وفئات أخرى من الشعب انضمت لاحقًا للمطالبة بإنشاء النقابات العمالية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وإعادة توزيع الثروة بشكلٍ عادل، إلا أن سيطرة الحزب اليميني المتشدد على هذه الأحزاب أدى لقيام أنظمة استبدادية كالحزب الشيوعي والنظامين الفاشي والنازي وسقوطهما بعد الحرب العالمية الثانية.[٢]

الشعبوية والديمقراطية

ارتبط مصطلح الشعبوية المأخوذ من كلمة الشعب بالنظام الديمقراطي لاعتباره حكومةً للشعب ومن أجل الشعب، ويشترك كل منهما في المبادئ الأساسية الراسخة المتعلقة باعتبار الشعب مصدرًا للسلطات، إلا أن التغيرات اللاحقة أثبتت أن الشعبوية لا تطبق الديمقراطية إلا داخل الحزب الحاكم، وتفتقر للاهتمام بتشريع القوانين، كما أدت هذه الحركة لانهيار الأنظمة الديمقراطية كما حدث في فنزويلا وتايلاند من سيطرة الحكومات الشعبوية على الحكم.[٣]

قيام الشعبوية في العصر الحديث

ضمت الحركات الشعبوية نماذج ناجحة في تاريخها باعتبارها نظام سياسي يسعى لإصلاح المجتمع قاده بعض السياسيين مثل تشرشل ومانديلا ومارتن لوثر كينج وغيرهم، إلا أن سيطرة الأفكار المتطرفة أدى لفرض قيود على حرية الرأي وحرية الصحافة وانقسام الشعب لأطراف متعددة.[٤]

وفي وقتنا الحالي أدت الأزمات الاقتصادية التي ظهرت في القرن الماضي كأزمة الكساد العالمي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وزيادة الديون إلى ظهور الأحزاب الشعبوية كأدواتٍ للإصلاح وتقديمها اقتراحات ناجحة مما ساعدها على فرض هيمنتها.[٤]

أنواع الحركات الشعبوية

ظهر التأثير الكبير للحركات والأنظمة الشعبوية في مجالاتٍ مختلفة ومنها:[٥]

الشعبوية الثقافية

تدعي الحركات الشعبوية أن الانتماء الحقيقي للدولة والقومية يكون لسكان الدولة فقط أو أعضاء الحزب الحاكم، وأن جميع الفئات الأخرى من أصحاب الأقليات الدينية والعرقية والمهاجرين واللاجئين هم أعداء للدولة يسعون لتغيير الثقافة والعادات والتقاليد ولا يحترمون القانون، ويعتبر النوع الأكثر شيوعًا حاليًا.

الشعبوية الاقتصادية

تدعي الحركات الشعبوية الاقتصادية والاجتماعية أنها تحارب النظام الرأسمالي في الدولة وجميع ممثليه من شركات كبرى ومسؤولين ورجال أعمال والمستثمرين، أصحابها هم من الطبقة العاملة التي تعمل بجد لتحقيق العدالة الاجتماعية.

المراجع

  1. ^ أ ب Andre Munro, “populism”, Britannica, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  2. CHARLES POSTEL, “SYMPOSIUM | POPULISM: HOW MUCH, AND WHAT KIND? What History Teaches Us”, DEMOCRACY , Retrieved 21/1/2022. Edited.
  3. Patrick Liddiard, “Is Populism Really a Problem for Democracy?”, Wilson Center, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب Karl Aiginger, “Populism: Root Causes, Power Grabbing and Counter Strategy”, Intereconomics, Retrieved 21/1/2022. Edited.
  5. Jordan Kyle,Limor Gultchin (7/11/2018), “Populists in Power Around the World”, The Tony Blair Institute for Global Change, Retrieved 21/1/2022. Edited.
Exit mobile version