تعليم

تاريخ الدولة الأموية

صورة مقال تاريخ الدولة الأموية

مقالات ذات صلة

تأسيس الدولة الأموية

جاء تأسيس الدولة الأموية مباشرة بعد مقتل الإمام علي بن أبي طالب، وعلى الرغم من أنَّ الناس في الكوفة (العراق) كانوا قد بايعوا ابنه الحسن بعد هذه الحادثة ليكون أمير المؤمنين، إلا أنَّ أهل الشام من الموجودين في بيت المقدس كان لهم رأي آخر إذ اختاروا أن يبايعوا معاوية بن أبي سفيان ليكون هو خليفة المسلمين ومُنح لقب أمير المؤمنين.[١]

دخل معاوية مدينة الكوفة وبايعه كل من الحسن والحسين ابنا الأمام علي وسمي هذا العام بعام الجماعة نسبة لاجتماع الأمة على خليفة واحد وكان في 41هـ، باستثناء طائفة واحدة لم تبايعه هم (الخوارج) وبذلك تم تأسيس الدولة الأموية وأصبح معاوية أول خليفة أموي للأمة الإسلامية بعد انتهاء عهد الخلفاء الراشدين.[١]

مراحل الحكم في الدولة الأموية

كان نظام الحكم في الدولة الأموية مختلفاً تمامًا عما كان سائدًا عليه الحال في العهد السابق (عهد الخلفاء الراشدين)، إذ أضفى الخليفة معاوية ومن تبعه من خلفاء الدولة الأموية صفة الملك على الحاكم، متأثرًا بما كان الحال عليه في الدولة الفارسية والبيزنطية، حيث جعل الحكم يقتصر على سلالة أسرة واحدة.[٢]

وبذلك قطع الصلة مع الماضي السياسي للدولة الإسلامية الذي أرسى دعائمه الخلفاء الأوائل، والذي كان يقوم على أساس الاستخلاف حسب السابقة والأقدمية في الإسلام، وبالتالي فقد حصر الأمويين مقاليد الحكم بيد الأسرة السفيانية ثم الأسرة المراونية، كما نُقل مقر الخلافة الإسلامية من الجزيرة العربية إلى عاصمة ولاية الشام دمشق،[٢]وفيما يأتي توضيح للأسر الحاكمة التي تعاقبت على الدولة الأموية:

الحكم السفياني

شهد الحكم السفياني في الدولة الأموية تعاقب الكثير من الخلفاء من بني أمية، ومن أبرزهم الآتي:[٣]

  • خلافة معاوية بن أبي سفيان

كان قد تولى الحكم عام 40 هـ، واستمر حتى عام 60هـ.

  • خلافة يزيد بن معاوية

حيث تولى الحكم عام 60 هـ واستمر حتى عام 64 هـ.

  • خلافة معاوية الثاني بن يزيد الأول

والذي تولى الحكم عام 64هـ واستمر حكمه 3 أشهر فقط.

الحكم المرواني

أما الحكم المرواني فشهد عددًا آخر من خلفاء بني أمية وهم الآتية أسماؤهم:[٣]

  • خلافة مروان بن الحكم

وقد تولى الخلافة عام 65هـ، واستمر في الحكم 11 شهر فقط.

  • خلافة عبد الملك بن مروان

وقد تولى الحكم عام 65هـ، واستمر في الحكم مدة 20 عام .

  • خلافة الوليد بن عبد الملك

وقد تولى الحكم عام 86 هـ، واستمر في الحكم مدة 10 سنوات.

  • خلافة سليمان بن عبد الملك

وقد تولى الحكم عام 96هـ، واستمرت مدة حكمه 3 سنوات.

  • خلافة عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم

وقد تولى الحكم عام 99هـ، واستمر في الحكم سنتان.

  • خلافة يزيد الثاني بن عبد الملك

وقد تولى الحكم عام 101هـ، ودام حكمه مدة 4 سنوات.

  • خلافة هشام بن عبد الملك

وقد تولى الحكم عام 105هـ، واستمرّت مدة حكمة 20 عام.

  • خلافة الوليد بن يزيد الثاني، وحفيد عبد الملك.
  • خلافة يزيد الثالث بن الوليد، وحفيد عبد الملك.
  • خلافة إبراهيم بن الوليد الأول، وحفيد عبد الملك.
  • خلافة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم.

تجدر الإشارة إلى أنَّ فترة حكم الدولة الأموية كان قد دامت مدة 91 عامًا، حيث بدأت في عام 41هـ وانتهت عام 132هـ، تولى خلالها 14 خليفةً من خلفاء بني أمية أولهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم هو مروان بن محمد بن مروان الجعبري.[٤]

مظاهر التقدم في الدولة الأموية

شملت مظاهر التقدم في الدولة الأموية العديد من المظاهر الحضارية ولعل من أبرزها ما يلي:

نظام الخلافة

شهد عصر الخلافة الأموية تنظيم كبير لأمور الخلافة خاصة في جوانبها الإدارية سواء كانت في دمشق أو في الأندلس، إذ إن هذه الخلافة التي استمرت ما يقارب الواحد وتسعين عامًا كانت قد أرست دعائم الحكم السليم، والتي يبدو أنها تأثرت بمن حولها من الدول كالفرس والبيزنطيين، وفي مقدمة ذلك التنظيم هو نظام الوراثة في حكم الدولة.[٥]

مظاهر التحضر الاجتماعي

شهدت الخلافة الأموية الكثير من مظاهر التحضر، فقد كانت بمثابة إشارة على تغير وتأسيس دولة تختلف عن سابقتها، ولعل في مقدمة تلك المظاهر شيوع مجالس الشعر التي يبدو أن الدولة كانت تستخدمه وسيلةً لخدمة أهدافها وسياستها العامة.[٦]

مظاهر التحضر العمراني والبناء

كانت مظاهر التحضر العمراني والبناء علامة مميزة في الخلافة الأموية، بل وأنها شكلت شاهدًا ودليلًا على ما وصلت إليه تلك الدولة من تقدم ورقي وتنوع في أساليب البناء والعمران، لا سيما في المدن التي شهدت استقرارًا سياسيًا وأمنيًا، ولم تكن بأي حال من الأحوال ساحة للحرب أو الصراعات الداخلية أو الخارجية.[٧]

مظاهر التحضر الثقافي والفكري

عرف الأمويين الكثير من العلوم والمعارف والتي يبدو أنَّها كانت قد تأثرت كثيرًا بالحضارات الأخرى، وحقيقةً فإنَّ هذا العصر شهد حركة ثقافيةً واسعةً انتشرت بين مختلف طبقات المجتمع، ومنها حركة تعريب الدواوين، وصك العملة الأموية، والتمازج الواضح بين اللغة العربية واللغات الأخرى مثل الفارسية، والهندية، والرومانية.[٨]

مظاهر التوسع والفتوحات الإسلامية

لعلَّ من أهم المظاهر التي شهدتها الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الأموية، هو أنَّ هذه الدولة شهدت أقصى اتساع لها في هذا العصر وخاصةً في عهد الوليد بن عبد الملك، الذي يبدو أنّه استفاد كثيرًا من تلك الجهود التي بذلها والده في توطيد دعائم الحكم والقضاء على الثورات والفتن.[٩]

وبالتالي فقد تمكن العرب من بسط سلطانهم على أكبر أرضي العالم في ذلك الوقت، حيث وصلت حدود الدولة الإسلامية إلى الصين شرقًا وإلى شمال شرق إسبانيا غربًا.[٩]

سقوط الدولة الأموية في الشام

يبدو أن[١]سقوط الدولة الأموية كان صدمة للكثير من المؤرخين والكتاب، لا سيما أنَّ هذه الخلافة كانت في أوج قوتها وعظمتها، ولكن هذا السقوط لم يأت من فراغ، فقد كانت له العديد من الأسباب في مقدمتها:[١٠]

المعارضة والعداء لآراء ومواقف بنو أمية

العداء والمعارضة التي أبداها أبناء الصحابة للكثير من الآراء والمواقف التي أصر عليها بنو أمية، وفي مقدمتها ولاية العهد واستبعاد الحكم بنظام الشورى، فهم يرون أن ما ذهب إليه بنو أمية بهذا الشأن مخالف للسنة التي كانت تنص على أن اختيار الحاكم ينبغي أن يتم من خلال مبدأ الشورى.[١٠]

ظهور الأحزاب السياسية

كان لظهور بعض الأحزاب السياسية مثل الخوراج أثرًا كبيرًا على زعزعة أمن واستقرار الدولة الأموية، فهؤلاء اعترضوا في الأساس على طريقة الحكم التي تبنتها بنو أمية فهم يرون أن منصب الخلافة لا بد أنْ يشغله من هو أصلحُ الناس، دون الاهتمام بأصل أو نسب من يتولى هذا المنصب، فالجميع سواسية لا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى.[١٠]

وبالتالي هم ينكرون أنْ يكون خليفة المسلمين أن يكون بالضرورة من قريش أو من آل البيت أو من الأمويين، ويبدو أن موقف الخوارج هذا كان ثابتًا منذ اليوم الأول الذي أُعلن فيه معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين فهم رفضوا تقديم البيعة، وأعلنوا أنَّ معاوية أخذ الخلافة من الأمة الإسلامية بغير وجه حق.[١١]

قيام الدولة الأموية في الأندلس

بعد سقوط الدولة الأموية على يد بني العباس، فرَّ الكثير من بني أمية من بلاد الشام باتجاه شمال إفريقيا حيث كان والي شمال إفريقيا عبد الرحمن بن حبيب الفهري من الموالين لهم فاستقبلهم وأعطى لهم الأمان.[١٢]

وكان من الذين نجحوا بالفرار من بطش بني العباس، أمير شاب يدعى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم المولد عام 113هـ[١٢]، قد استطاع هذا الشاب بعد أن خاض هو وأنصاره معركة المصارة في 10 ذي الحجة سنة 138هـ من الدخول إلى العاصمة الأندلسية، وصلّى في جامعها ونودي به أميرًا على بلاد الأندلس. [١٣]

تمكن هذا الشاب البالغ من العمر 26 عامًا فقط من تأسيس خلافة إسلامية في هذه البلاد، بعد أن سقطت خلافة أجداده في الشام، وقد تعاقب على الحكم فيها ثمانية أمراء من بني أمية هم الآتية أسماؤهم:[١٣]

  1. عبد الرحمن بن معاوية الملقب بالداخل.
  2. هشام بن عبد الرحمن.
  3. الحكم بن هشام.
  4. عبد الرحمن الأوسط.
  5. محمد بن عبد الرحمن.
  6. المنذر بن محمد.
  7. عبد الله بن محمد.
  8. عبد الرحمن الناصر.

كتب عن تاريخ الدولة الأموية

هنالك الكثير من الكتب القيمة التي تناولت بالبحث تاريخ الدولة الأموية من هذه الكتب ما يأتي:

  • كتاب الدولة الأموية لمؤلفه د. يوسف العش.[١٤]
  • كتاب عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار لمؤلفه د. علي الصلابي.[١٥]
  • كتاب تاريخ الدولة الأموية في الأندلس لمؤلفه د. عبد المجيد نعني.[١٦]
  • كتاب الدولة الأموية في الشام لمؤلفه أنيس زكريا النصولي.[١٧]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 14_ 15. بتصرّف.
  2. ^ أ ب بثينة بن حسين، الدولة الأموية ومقوماتها الإيديولوجية والاجتماعية، صفحة 12. بتصرّف.
  3. ^ أ ب بهجت شهبندر، مختصر تاريخ الامويين والعباسيين، صفحة 11. بتصرّف.
  4. محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 15. بتصرّف.
  5. نديم يوسف المبيضين، مظاهر الحضارة في الشعر الأموي، صفحة 15. بتصرّف.
  6. نديم يوسف المبيضين، مظاهر الحضارة في الشعر الأموي، صفحة 33. بتصرّف.
  7. نديم يوسف المبيضين، مظاهر الحضارة في الشعر الأموي، صفحة 129. بتصرّف.
  8. نديم يوسف المبيضين، مظاهر الحضارة في الشعر الأموي، صفحة 149. بتصرّف.
  9. ^ أ ب يسرى صالح الإبراهيم، مظاهر القوة والضعف في العصر الأموي، صفحة 51. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت عبد الرزاق سليمان محمد أحمد، دراسة تحليلية لأسباب سقوط الدولة الأموية، صفحة 8- 9. بتصرّف.
  11. عبد الرزاق سليمان محمد أحمد، دراسة تحليلية لأسباب سقوط الدولة الأموية، صفحة 7. بتصرّف.
  12. ^ أ ب عبد المجيد نعنعي، كتاب تاريخ الدولة الأموية في الأندلس التاريخ السياسي، صفحة 137. بتصرّف.
  13. ^ أ ب عبد المجيد نعنعي، كتاب تاريخ الدولة الأموية في الأندلس التاريخ السياسي، صفحة 147. بتصرّف.
  14. “تحميل كتاب الدولة الأموية”، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
  15. “قراءة كتاب الدولة الأموية – عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار – المجلد الأول تأليف علي محمد الصلابي”، فولة بوك. بتصرّف.
  16. “تحميل كتاب الدولة الاموية في الاندلس”، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.
  17. ” الدولة الأموية في الشام”، مؤسسة هنداوي ، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى