محتويات
'); }
الشعر الحزين
الشعر الحزين هو الشعر الذي يصف به الشاعر مشاعره الحزينة سواء كان بسبب فقدان المحبوب أو بسبب علاقة فاشلة أو بسبب فراق بينه وبين شخص محبوب لديه، ويوجد العديد من الشعراء الذين كتبوا أشعار حزينة منهم محمود درويش، ونزار قباني، وابن دنينير، وقيس بن ذريح، وفي هذا المقال سنعرض لكم بعض الأشعار الحزينة.
يوميات جرح فلسطيني
قصيدة للشاعر محمود درويش إلى فدوى طوقان يتحدث بها عن فلسطين التي صنفها القارئ على أنّها قصيدة حزينة ونوعها نثرية:[١]
نحن في حلِّ من التذكار
فالكرمل فينا
وعلى أهدابنا عشب الجليلِ
لا تقولي ليتنا نركض كالنهر إليها
'); }
لا تقولي
نحن في لحم بلادي وَهْيَ فينا
لم نكن قبلَ حزيرانَ كأفراخ الحمام
ولذا لم يتفتَّتْ حبنا بين السلاسلْ
نحن يا أُختاه من عشرين عام
نحن لا نكتب أشعاراً
ولكنا نقاتل
ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
شيطان إله
جاء من شهر حزيران
لكي يعصب بالشمس الجباهْ
إنه لون شهيد
إنه طعم صلاهْ
إنه يقتل أويحيي
وفي الحالين آه
أوَّلُ الليل على عينيك كان
في فؤادي قطرةً من آخر الليل الطويل
والذي يجمعنا الساعة في هذا المكان
شارعُ العودة
من عصر الذبول
هذا أنا
نزار قباني دبلوماسي وشاعر سوري معاصر ولد في دمشق 21 مارس عام 1923م، وتخرج عام 1945 من كلية الحقوق بجامعة دمشق، والتحق بوزارة الخارجية السورية، وكان أول ديوان أصدره عام 1944م وهو بعنوان قالت لي السمراء، ومن أجمل أشعاره الحزينة:[٢]
أدمنتُ أحزاني
فصرتُ أخافُ أن لا أحزَنا
وطُعِنْتُ آلافاً من المراتِ
حتى صار يوجعُني بأن لا أُطعَنَا
ولُعِنْتُ في كلِّ اللغاتِ
وصارَ يُقْلِقُني بأن لا أُلْعَنَا
ولقد شُنِقْتُ على جدار قصائدي
ووصيَّتي كانت
بأنْ لا أُدْفَنَا
وتشابهتْ كلُّ البلادِ
فلا أرى نفسي هُناكَ
ولا أرى نفسي هُنا
وتشابهتْ كلُّ النساءِ
فَجِسْمُ مريمَ في الظلام كما مُنَى
ما كان شِعْري لُعبةً عَبَثيَّةً
أو نُزْهةً قَمَريةً
إني أقولُ الشعرَ سيِّدتي
لأعرفَ من أنا
يا سادتي
إنّي أُسافِرُ في قطار مَدَامعي
هل يركبُ الشعراءُ إلا في قطارات الضَنَى
إني أفكرُ باختراع الماء
إنَّ الشِعْرَ يجعلُ كلَّ حُلْمٍ مُمْكِنا
وأنا أُفكِّرُ باختراع النَهْدِ
حتى تُطلعَ الصحراءُ بعدي سوسنا
وأنا أفكر باختراع النايِ
حتى يأكلَ الفقراءُ بعدي المَيْجَنَا
إنْ صادروا وَطَنَ الطُفُولة من يدي
فلقد جعلتُ من القصيدة مَوْطِنَا
يا سادتي
إنّ السماءَ رحيبةً جداً
ولكنَّ الصَيارِفَةَ الذين تقاسموا ميراثنا
وتقاسموا أوطاننا
وتقاسموا أجسادنا
لم يتركوا شِبراً لنا
يا سادتي
قاتلتُ عصراً لا مثيل لقُبْحِهِ
وفَتَحْتُ جُرْحَ قبيلتي المُتَعَفِّنَا
أنا لستُ مُكْتَرِثاً
بكُلِّ الباعةِ المتجولينَ
وكلِّ كُتَّابِ البَلاطِ
وكلِّ من جعلوا الكتابة حِرْفَةً
مثلَ الزنى
يا سادتي
عَفواً إذا أقلقتُكُمْ
أنا لستُ مُضطراً لأُعلنَ توبتي
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
قصيدة بلقيس
قال نزار قباني في رثاء زوجته بلقيس التي توفيت في انفجار سفارة العراق في بيروت في قصيدته هذه التي صنفها القارئ على أنّها قصيدة حزينة بكتابه قصيدة بلقيس الذي صدر عام 1982م:[٣]
شُكراً لكم
شُكراً لكم
فحبيبتي قُتِلَت وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ
إلا نحنُ تغتالُ القصيدة
بلقيسُ
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي
ترافقُها طواويسٌ
وتتبعُها أيائِلْ
بلقيسُ يا وَجَعِي
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ
يا نَيْنَوَى الخضراءَ
يا غجريَّتي الشقراءَ
يا أمواجَ دجلةَ
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ
قتلوكِ يا بلقيسُ
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ
أين السَّمَوْأَلُ
والمُهَلْهَلُ
والغطاريفُ الأوائِلْ
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما
تأوي ملايينُ الكواكبْ
سأقُولُ يا قَمَرِي عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ
سأقول في التحقيق
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ
وأقولُ
إن حكايةَ الإشعاع أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ يا بلقيسُ
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ
أيَّتها الشهيدةُ والقصيدةُ
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ
يا أعظمَ المَلِكَاتِ
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ
يا عصفورتي الأحلى
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا
وفي مفتاح شِقَّتِنَا
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا
وفي وَرَقِ الجرائدِ
والحروفِ الأبجديَّةْ
ها نحنُ يا بلقيسُ
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ
والتخلّفِ والبشاعةِ والوَضَاعةِ
ندخُلُ مرةً أُخرى عُصُورَ البربريَّةْ
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا
صارَ القضيَّةْ
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ
بلقيسُ
يا عِطْرَاً بذاكرتي
ويا قبراً يسافرُ في الغمام
قتلوكِ في بيروتَ مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما قَتَلُوا الكلامْ
شكراً لما تولى من الإنعام
ابن دنينير هو إبراهيم بن محمد بن إبراهيم من أهل الموصل، ولد عام 1187م وقتل سنة 627هـ وسبب ذلك أن بعض الأشخاص من الذين كانوا يجلسون معه عثر له على أوراق تتضمن كلاماً رديئاً في حق الله سبحانه وتعالى لذلك وجب قتله، وكان يتظاهر بالإلحاد والفسق وله العديد من القصائد الحزينة منها:[٤]
شكراً لما تولى من الإنعام
-
-
-
-
- أبداً على الأيّام والأعوام
-
-
-
يا ابن النبي ومن يجود أكفّه
-
-
-
-
- غفرت إساءة سالف الأيام
-
-
-
خلقت طباعك للذي من طينة
-
-
-
-
- جبلت على الإحسان والإكرام
-
-
-
أعطيت فوق منى النفوس فأبهجت
-
-
-
-
- بجزيل ما تولي من الإنعام
-
-
-
فنهاية الآمال عندك قطرة
-
-
-
-
- من ذلك البحر الخضمّ الطامي
-
-
-
شيدت ركن المكرمات وإنما
-
-
-
-
- سمكت قواعدها بخير دعام
-
-
-
فبجدّك المبعوث في هذا الورى
-
-
-
-
- ثبتت دعائم قبّةِ الاسلام
-
-
-
وبحيدر ختمت فواتح دينه
-
-
-
-
- يا حبذا دين بخير ختام
-
-
-
إذ أنت سرهما ونورهما الذي
-
-
-
-
- صبّت مجاجته إلى الأرحام
-
-
-
فعليك يا نجل النبيّ وصنوهُ
-
-
-
-
- متأرجات تحيّة وسلام
-
-
-
نظرا الآنام إلى علاك بأعينٍ
-
-
-
-
- مكحولةٍ بمراود الإعظام
-
-
-
عمرت بجودك يا معمّر أنفس
-
-
-
-
- طويت لغيركم على الأوغام
-
-
-
فقحتم فكر المديح لمجدكم
-
-
-
-
- منّي وكنت عقلت بالإفحام
-
-
-
فمتى غدوت مقصر في مدحكم
-
-
-
-
- فحرمت من جدوى يديك مرامي
-
-
-
وبأصلك الزاكي وثقت وإنكم
-
-
-
-
- تصفون لي ورداً من الإكرام
-
-
-
وإني لمفن دمع عيني بالبكا
قيس بن ذريح الليثي ولد سنة 625م وهو شاعر غزل عربي من أهل الحجاز، تزوج من محبوبته لبنى وبعد فترة قصيرة تطلقا وتزوج بأخرى وهي تزوجت بشخص آخر وبعد أن تطلقت لبنى من زوجها الذي خلفها بعد قيس لتعود إلى قيس ماتت فمات على إثرها فوراً سنة 61 هـ ومن أشعاره الحزينة:[٥]
وَإِنّي لَمُفنٍ دَمعَ عَينِيَ بِالبُكا
-
-
-
-
- حِذارَ الَّذي قَد كانَ أَو هُوَ كائِنُ
-
-
-
وَقالوا غَداً أَو بَعدَ ذاكَ بِلَيلَةٍ
-
-
-
-
- فِراقُ حَبيبٍ لَم يَبِن وَهوَ بائِنُ
-
-
-
وَما كُنتُ أَخشى أَن تَكونَ مَنيَّتي
-
-
-
-
- بِكَفَّيكِ إِلّا أَنَّ ما حانَ حائِنُ
-
-
-
المراجع
- ↑ محمود درويش، “يوميات جرح فلسطيني”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28.
- ↑ نزار قباني، “هذا أنا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28.
- ↑ نزار قباني، قصيدة بلقيس (الطبعة الاولى)، بيروت: منشورات نزار قباني، صفحة 1-4.
- ↑ ابن دنينير ، “شكراً لما تولى من الإنعام “، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28.
- ↑ قيس بن ذريح، “وإني لمفن دمع عيني بالبكا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-28.