محتويات
المراهقة
تعرف المراهقة على أنها الفترة العمرية التي تمتد من عمر خمس عشرة سنة إلى إحدى وعشرين سنة، وتعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل وأكثرها تقلباً في حياة الإنسان، كما أنها تعتبر الاختبار الأول لشخصيته وأخلاقه، فمستقبل الإنسان وحضارة أمته تتأثر كثيراً باختيارات الإنسان خلال فترة المراهقة.
معنى المراهقة
- المراهقة لغوياً: تعني في اللغة العربية الاقتراب من الشيء، وهي مشتقة من كلمة راهق.
- المراهقة نفسياً: تعرف المراهقة وفقاً لعلم النفس على أنها الفترة التي تشير إلى اقتراب الإنسان من النضج العقلي، والجسدي، والاجتماعي، والنفسي، وهي مرحلة انتقالية لمرحلة النضوج التام.
مراحل المراهقة
قسم علماء علم النفس مرحلة المراهقة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف مرحلة المراهقة من مجتمع إلى آخر متأثراً بالعادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع، والمراحل الأساسية هي:
- مرحلة المراهقة الأولى: والتي تمتد من عمر 11 عاماً ولغاية 14 عاماً، وأكثر ما يميز هذه المرحلة التغيرات البيولوجية السريعة التي تظهر على الذكور والإناث.
- مرحلة المراهقة الوسطى: والتي تمتد من عمر 14 عاماً لغاية 18 عاماً، وفيها تكتمل التغيرات البيولوجية.
- مرحلة المراهقة المتأخرة: وتمتد من عمر 18 عاماً ولغاية 21 عاماً، والتي يصبح خلالها الشخص راشداً بالفكر والتصرفات والشكل.
سمات مرحلة المراهقة
النمو الفيزيولوجي
يقصد ب النمو الفيزيولوجي نمو الأعضاء الداخلية في الجسم بطريقة تؤثر على المظهر الخارجي للمراهق، فتبدأ الغدد بإفراز الهرمونات المساعدة على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، بالإضافة إلى بروز خصائص أولية وثانوية جنسية، كما تنمو المعدة خلال هذه الفترة، وتزيد الرغبة لدى المراهقين بتناول الطعام، وينمو القلب والغدد الجنسية، فتفرز الغدد النخامية هرموناتها في الدم، وبالتالي تنضج الغدد التناسلية، فيبدأ إنتاج الحيوانات المنوية في السائل المنوي لدى الذكور، وتبدأ عملية التبويض لدى الإناث، كما تبدأ الدورة الشهرية لدى الإناث، مع بروز الصدر وكبر حجمه، ويزيد حجم الخصية لدى الذكور، كما يبدأ نمو الشعر في الوجه وفي منطقة العانة.
النمو العضوي
يقصد بالنمو العضوي النمو الهيكلي؛ مثل: زيادة الوزن، وزيادة الطول، بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث في أنسجة الجسم وأعضائه، مثل: تغير بنية الجسم والصوت ولون البشرة، وقد ترافق هذه التغيرات العضوية الرغبة في الانعزال والنوم والابتعاد عن الآخرين.
النمو الانفعالي
تزيد الانفعالات النفسية، وحساسية المراهق خلال فترة المراهقة في النمو الانفعالي، كما تزيد اضطراباته وعدم قدرته على التلائم مع البيئة المحيطة به، ويشعر أيضاً أن والديه ومدرسته وأهله لا يعاملونه بالطريقة الصحيحة، وبالنضج الذي وصل إليه، ويفسر معظم تعاملاته مع والديه على أنها تدخل في شؤونه، وتقليل من شأنه، كما يقل تقدير الذات لدى معظم المراهقين، ويشعرون بالاستقلال، ويكونون أكثر عرضةً للإدمان والقيام بالمغامرات الخطيرة.
النمو النفسي
للتغيرات الهرمونية والجسمية التي تحدث للمراهق تأثير كبير على الصورة الذاتية له، فعلى سبيل المثال قد تظهر الفتيات ردة فعل سلبية بسبب بدء الدورة الشهرية، وتشعر بالانزعاج، فيزيد تركيز المراهق على ذاته، ويبدأ بالاهتمام بشكله الخارجي وطريقة لبسه واختيار أصدقائه، والتأثر بالآخرين، وعمل مقارنات فيما بينهم، مما يدفعهم أحياناً إلى تقليد الغير، والتشبه بهم.
النمو العقلي والاجتماعي
تزيد قدرة الانتباه لدى المراهق مع رغبته بتنمية قدراته، فيبدأ بالاهتمام والتركيز على نشاطات معينة يبنيها وفقاً لتخيلاته وآماله، فرغبته بالحصول على أمر ما تتبلور وتتركز، كما تزيد رغبته بالاستقلال عن والديه، والتحرر من قيود الأسرة، وأحياناً التمرد على الأسرة وعلى العادات والتقاليد، ويبدي ولاءه وطاعته لمجموعته الخاصة، مع الميل للزعامة والبروز، بالإضافة إلى محاولات جذب الجنس الآخر.
النمو الديني
للوازع الديني دور أساسي في بناء شخصية المراهق، حيث يمارس المراهقون عادة عباداتهم وفقاً للعادات السلوكية التي اكتسبوها خلال فترة الطفولة، ويتمسك أغلب المراهقين بأداء الفرائض عند المرور بمشاكل حادة، إلا أن البعض الآخر قد يتأثر بسلوكيات سيئة تبعده عن دينه، وتشككه فيه.