رسل و أنبياء

جديد بماذا لقب سيدنا إسماعيل

لقب إسماعيل عليه السّلام

وردت في القرآن الكريم والسنّة النبويّة بعض ألقابٍ وصفاتٍ لبعض أنبياء الله ورسله؛ كلقب حبيب الله وهو لقب محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وخليل الله وهو إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، كما أنّ هناك ألقابٌ لأنبياءٍ آخرين وإن لم تثبت بلفظها، إلّا أنّها ثبتت بمعناها، ومن هذه الألقاب لقب سيدنا إسماعيل عليه السّلام؛ ألا وهو الذبيح،[١] وإن اختلف القول في ذلك، إلّا أنّ أهل العلم من المحقّقين في التاريخ والتفسير قد رجّحوا أنّ إسماعيل -عليه السّلام- هو ذبيح الله.[٢]

خلاف العلماء في لقب الذبيح

يرى مجموعةٌ من العلماء أنّ نبيّ الله إسحاق -عليه السّلام- هو صاحب لقب الذبيح، واستدلّوا على ذلك بتبشير الله لإبراهيم -عليه السّلام- أنّ إسحاق سيكون من الأنبياء الصالحين،[٣] بيد أنّ الراجح عند جماهير العلماء أنّ إسماعيل هو الذبيح، مستندين على ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة وما ورد في التوراة، إضافةً إلى العديد من الدلائل الأخرى؛[٤] إذ إنّ سياق الآيات القرآنيّة الواردة في قصّة الذبح، يُبشّر بإسحاق بعد ذكر قصّة الذبح، فقدوم البشرى بإسحاق جاء صريحاً وواضحاً في القرآن بعد قصة الغلام الذبيح، بيد أنّ اليهود يدعمون القول بأنّ الذبيح هو إسحاق، إلّا أنّ هذه الرأي ما هو إلّا سعيٌ للتفاخر بأنّ أباهم قد ضحّى بنفسه من أجل الله تعالى، فما ذُكر في التوراة أنّ الذبيح كان ابن إبراهيم الوحيد، ولم يكن إسحاق وحيداً بل وُلد بعد إسماعيل بأربع عشرة سنةً، كما تجدر الإشارة إلى أنّ قصّة الذبح وقعت في مكّة المكرّمة، وإسماعيل هو الذي كان في مكّة.[٥]

سبب تلقيب سيدنا إسماعيل بالذبيح

كبر نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام- في السنّ حتّى كسا الشيب شعره، ولم يكن له ولدٌ، إلى أن جاء أمر الله بعد زواجه من السيّدة هاجر؛ فأنجبت له إسماعيل عليه السّلام،[٦] وهنا الابتلاء العظيم للخليل عليه السّلام؛ إذ أمره الله -تعالى- بذبح ولده إسماعيل، ويُقدّمه طاعةً وقربةً له سبحانه، فما كان من إبراهيم إلّا بتقديم طاعة الله والإذعان لأمره على حبّه لابنه الوحيد، فجهّز إسماعيل للذبح، بيد أنّ الله -جلّ وعلا- لا يحتاج إلى قُربانٍ، بل هو امتحانٌ وعبرةٌ وحكمةٌ أرادها، ففدى سيدنا إسماعيل بذبحٍ عظيمٍ.[٧]

المراجع

  1. “ما ثبت من ألقاب الأنبياء وما لم يثبت”، fatwa.islamweb.net، 2004-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  2. “قصة إسماعيل عليه الصلاة والسلام”، fatwa.islamweb.net، 2007-1-17، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  3. الحسين بن علي الرجراجي (2004)، رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 481-482، جزء 4. بتصرّف.
  4. “الذبيح من ولد خليل اللّه إبراهيم عليه السلام”، ar.islamway.net، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2016. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي (1418 هـ)، التفسير المنير (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 117-118، جزء 16. بتصرّف.
  6. أبو المنذر فؤاد بن يوسف (13-9-2015)، “قصة إسماعيل عليه السلام وأمَّه هاجر “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  7. شيلان محمد علي القرداغي (29-8-2017)، “لماذا جعل الله نجاة سيدنا إسماعيل عليه السلام عيدا؟”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى