بحيرة وان
تُعرف بحيرة وان بأنّها أكبر البحيرات الموجودة في تركيّا، والتي تشتهر بملوحتها، إلاَّ أنّها تُعتبر من البحيرات السياحيّة؛ حيث يقصدها الزائرون من كافّة أنحاء البلاد، وذلك لشهرتها الواسعة بغناها بالمناظر الطبيعيّة، حيث لم تؤثّر الملوحة فيها على اليابسة المحيطة بها، فكانت بحقٍّ بحيرة السحر والجمال، حيث يتمّ استخدام السفن والعبور بمياهها لنقل السيّاح إلى الجزر الموجودة فيها.
تُلفظ بحيرة وان باسم آخر هو بحيرة أخلاط، وحسب اللغة التركية فإنّها تُعرف باسم Van Gölü، إلاَّ أنّها كانت تُعرف قديماً ببحيرة أرجيش، وقد جاء ذكرها في كتاب ابن عساكر ببحيرة أزجيش.
الموقع والمساحة
تقع بحيرة وان في القارة الآسيويّة، وهي إحدى البحيرات التّابعة للجمهوريّة التركيّة، وتقع تحديداً في أقصى المنطقة الشرقيّة للأناضول، تتغذّى البحيرة على عددٍ من الجداول المنحدرة صغيرة الحجم، والتي ترفدها بالماء من أعالي الجبال البركانيّة التي تحيط بها. إنّ مساحة بحيرة وان الإجماليّة تُقدر باثني عشر ألف وخمسمئة كيلومتر مربّع، أمّا عمقها فإنه يصل في قسمها الأوسط إلى مئة وأربعة وسبعين متراً،
تاريخ الجزيرة
أكّد مجموعة من العلماء والذي يبلغون ستة وثلاثين عالماً، وينتمون لاثنتي عشرة دولةً مختلفة من خلال دراستهم وبحثهم لبحيرة وان والتي استمرّت لمدّة إحدى عشرة سنة تحت اسم (مشروع بحث بوليو– وان) أنّ عمر هذه البحيرة يبلغ ستمئة ألف عاماً على الرّغم من أنّ النتائج السّابقة بيّنت بأنّ عمرها أربعمئة ألف سنة، وكان الهدف من هذا البحث هو معرفة أسباب الاحتباس الحراري الذي أصاب البحيرة لتتحوّل إلى بحيرة مالحة، والتغيّرات والعوامل الجويّة التي أثّرت فيها.
وتمّ التأكيد على أنّ مساحتها الكبيرة قد تشكّلت بفعل انفجارٍ لبركان نمرود، ونظراً لوجود الجبال البركانيّة التي تُحيط بهذه البحيرة، فتوصّل فريق العلماء من تأكيد تأثّر هذه البحيرة بما يزيد عن ستمئة بركانٍ منفجرٍ وعدّة زلازل.
جزر البحيرة
تحوي بحرة وان على عددٍ من الجزر ذات الحجم الصغير وهي:
- جزيرة أقدامارAkdamar، والتي تُعدّ الجزيرة الأكبر؛ إذ إنّ طولها يقدّر بكيلومترٍ ونصف، أمّا مساحتهّا فإنّها تُقدّر بخمسمئة مترٍ، وتقع في هذه الجزيرة كنيسة أقدامار الأثريّة التاريخيّة.
- جزيرة تشاربنا Çarpanak.
- جزيرة أدير Adır.
- جزيرة قوش أداسه KuşAdası.
وتطل على هذه البحيرة عدّة مدن تركيّة إلاَّ أنّ المدينة الأقرب إليها هي التي تحمل اسمها وان، حيث تبعد عن البحيرة مسافة خمسة كيلومترات فقط إلى الجهة الشرقيّة منها، وأيضاً هناك مدينة خلاط. يوجد في هذه البحيرة ميناء يتمتّع بشهرة ذائعة الصيت، ولذلك تنشط السياحة فيها، كما يُساهم الخليج فيها في استقطاب الزوّار إليها، ناهيك عن السواحل التي تُحيط بها، وشبه الجزر الموجودة فيها.
الجدير ذكره أنّ أهالي منطقة بحيرة وان قد أطلقوا عليها تسمية (البحر)، وربمّا يعود ذلك لكون مياهها مالحة، وأيضاً غازيّة.