محتويات
'); }
مكارم الأخلاق
الأخلاق هي مجموعةٌ من العادات والسُّلوكيّات والتّصرّفات والأقوال والأفعال التي تنبع من ذات الإنسان وضميره وقناعته؛ فالخير والشّر داخله في صراعٍ دائمٍ، فمتى غلب خيرُه شرَّه أصبح صاحب خُلُقٍ عظيمٍ، وجزءٌ من الأخلاق تُكتسب بالتّربية الصّالحة والاعتياد على سلوك الأوائل من ذوي الأخلاق الحميدة، وهذا الجزء يقع على عاتق كلّ وليّ أمر من الوالدين والمدرسة والمعلّمين والمجتمع، ومكارم الأخلاق هي أفضل الدّرجات في كلّ خُلُقٍ؛ فالأمانة خُلُقٌ كريمٌ ومن اتّصف بكمال الأمانة فقد وصل إلى مرحلة المكارم في هذا الخُلُق، كما كان يُوصف الرّسول صلّى الله عليه وسلم بالأمين الصّادق، وقال صلّى الله عليه وسلّم:”إنمّا بُعثت لأُتمّم مكارم الأخلاق”.
وبالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدّم، وهي دليلٌ على بقاء الحضارات وتقدّم شعوبها ورفعتهم؛ فيقلّ مُعدّل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حِساب الفقراء والضُّعفاء.
'); }
أمثلةٌ على مكارم الأخلاق
مكارم الأخلاق جُمعت في الرّسول صلّى الله عليه وسلم فمن تحلّى بخُلُق الرّسول الكريم فقد تحلّى بمكارم الأخلاق، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: “وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ”، وفي هذا المجال يقول الشّاعر أحمد شوقي: زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ يُغرَى بهنّ ويُولَعُ الكرماء ومن هذه المكارم ما يلي:
الحياء
الحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فِعل ما يُغضبه، وأيضًا الحياء من المَلكَين الّلذين يكتبان الأعمال، والحياء من فِعل المعاصي والذّنوب والكبائر، فالحياء هو خُلق الإسلام الذي تميّز به عن كلّ الأديان السّماويّة.
العفو والصّفح
العفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة في عفوٍ مع عجزٍ أو ضعفٍ، إنّما العفو هو أنْ تمتلك القدرة على الثّأر والعقاب لكنّك تؤثر العفو والسّماح إرضاءً لله، والصّفح الجميل هو أن تُسامح وتصفح دون أنْ تُلحق ذلك بالمنّ والتّذكير بعفوك أمام النّاس، وأشهر أمثلة العفو ما فعله الرّسول صلّى الله عليه وسلّم مع كفّار قريش يوم فتح مكّة: “اذهبوا فأنتم الطُّلقاء”.
الرِّفق والّلين
جاء في حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّ من ضِمن الّلذين لا يدخلون النّار، كلّ إنسانٍ كان الّلين والسُّهولة والرِّفق من أخلاقه وصفاته في التّعامل مع أهل بيته وزملائه وأقاربه وكلّ من عرف ومن لم يعرف. وقد خاطب القرآن الكريم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بأنّه لولا اتّصافك بصفة الّلين لتركك أصحابك؛ فالّلين سببٌ للقرب واستمرار المحبّة والمودّة بين النّاس، فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلّى الله عليه وسلم – قَالَ:” حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ “. ويُقابل الّلين والرِّفق، الغضب والفُحش في القول وما يرافق تلك الحالة من السَّبّ والشَّتم واللّعن والتّشاؤم، وكلّ تلك الصِّفات مكروهةٌ بغيضةٌ من الله سبحانه ومن خلقه.
دعاء الرّسول صلّى الله عليه وسلم في الأخلاق
الرّسول الكريم كان شديد الحرص على انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع المسلم؛ حتّى عندما جاء الإسلام أقرّ بعض أخلاق الجاهليّة التي تتوافق مع قِيم الإسلام وألغى بعضها الآخر؛ فكان من ضِمن دُعاء الرّسول الدُّعاء بالخُلُق الحسن:
- “الّلهمّ اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، فإنّه لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، وقني سيّء الأعمال، وسيّء الأخلاق، فإنّه لا يقي سيّئها إلّا أنت”.
- “الّلهم إنّي أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء”.
- “الّلهم جمِّل خُلُقي كما جمّلت خَلقي”.