محتويات
'); }
الخلافة الإسلاميّة
بعد أن تُوفيّ الرسول صلى الله عليه وسلّم تم اختيار أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه ليكون خليفةً للمسلمين، لتنظيمِ أمور الدولة ورِعايتها، ثمّ تمّ اختيار عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بعد وفاةِ الخليفةِ أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه، وبعد أن تُوفّي عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وقع اختيار المسلمين على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقود الأمّة، ومن بعدِه تولى الخِلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وسمي هؤلاء الخلفاء بالخلفاء الراشدين.
بعد موت الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه انتهت الخِلافة الراشديّة، وبدأت الخِلافة الأمويّة؛ حيث تسلّم الخلافة معاوية بن أبي سفيان، ثم استلم الخِلافة يزيد بن معاوية، ثم معاوية بن يزيد، ومن بعده عبد الملك بن مروان، ومن بعده استلم الخلافة الوليد بن عبد الملك، ومن بعده استلم الخلافة سليمان بن عبد الملك، وجاء بعده الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي هو عنوان مقالنا.
'); }
عُمر بن عبد العَزيز
اسمُه وولادَته ونشأَته
هو عُمر بن عبد العزيز بن مضروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، ولِد على الأرجَح عام ٦١هـ، وهناك اختلافٌ حول مَكانِ ولادتِه؛ حيث تَذكُر بعضُ المصادِر أنّه ولِد في مصر، وذكر الذّهبي أنه ولِد في المدينة زمن الوليد، وأمه أمّ عاصم بنت عاصمٍ بن عمر بن الخطّاب.
نشأ عمر بن عبد العَزيز في المدينةِ المنوَّرة وتخلَّق بأخلاقِ أهلها؛ فقد كان محباً للعلمِ منذ الصِّغر ومقبلاً عليه، وقد حفِظ القرآن الكريم وهو صغيراً وتأثَّر به كثيراً، وأخذ العلوم من صالِح بن كيسان الذي اختاره والد عُمر ليؤدِّبه ويعلِّمه، وقد علَّمه الكثير وركَّز على تعويده على تأدية الصلوات في المسجد وتقليدِ الرسول صلى الله عليه وسلّم فيها، بل وصَل الأمر إلى أنّه قيل عنه إنّه من أكثِر الذين يصلون كالنبي عليه الصلاة والسلام، كما أنَّه أخَذَ العِلم من عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وقد قيل عنه أنه معلِّم العلَماء، واتفق المترجمون له أنه من أئمة زمانِه.
كانت له مكانة عند الخلفاء، فكان يقدِّم لهم النُّصح والإرشاد والمشورة الحسنة؛ فقد كان الخليفة عبد الملك يُحبّه كثيراً وتعجبه نباهته وذكائه.
الولاية على المدينة
تولّى عمر بن عبد العزيز الولاية على المدينةِ عام ٧٨هـ، حيث إنَّ الخليفة الوليد بن عبد الملك ولّاهُ الإمارة، ثمّ تم انضمام الطائِف إليها ليصبح عمر والياً على الحِجاز جميعها. كان عمر بن عبد العزيز وَرِعاً وعادلاً وحكيماً، وقد ساد العدل في فترة حُكمِه، ويعتبره المؤرِّخون الخليفة الخامِس من الخلفاء الراشدون.
وفاته
في قصة وفاة عمر بن عبد العزيز الكثيرَ من العِبر والدُّروس، حيث إنّ الراجِح أنَّه مرِض بعد أن وضع له غلام السّم في شرابِه بتحريضٍ من بني أميَّة، وقد أحسَّ به عمر فور أن شرِبه، ونادى عمر الغلام فيما بعد، وقال له: لم وضعت السم في شرابي؟؟، فرّد الغُلام مقابِل ألفَ دينارٍ والعِتق، فقال له عمر: هاتِ الألف دينار ووضعها في بيت مال المسلمين وأعتقه، وأخبره اذهب إلى حيث لا أحد يعرف. توفّي عمر بعد عشرين يوماً من المرض في بدير سمعان من أرض المعرة بالشام، يوم الجمعة من رجب عام ١٠١هـ.