الاستسقاء
جُبلت النَّفس البشريّة على طلب الغوث والعون في وقت الشِّدة والحاجة من الله وحده، ومن الحالات التي يلجأ فيها العباد إلى الله طلباً للغوث إذا أجدبت الأرض- أي انحبس المطر وتوقف عن الهطول لفتراتٍ طويلةٍ- عن طريق الاستسقاء. الاستسقاء من الفعل استسقى أي طلب السُّقيا من الله سبحانه وتعالى من أجل نزول المطر بصورٍ متعددةٍ من التَّضرع لله منها:
- الصلاة بشكلٍ جماعيٍّ أو فرديٍّ.
- الدُّعاء في خطبة الجمعة ويُأمن المستمعون.
- الدُّعاء دُبر كل صلاة فريضةٍ أو في أي وقتٍ آخر.
- آداء صلاة الاستسقاء.
عُرِف الاستسقاء في الأمم الماضية وهو من سُنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال الله تعالى:”وإذ استسقى موسى لقومه”، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم استسقى عدّة مراتٍ وبطُرقٍ مختلفةٍ.
حُكم صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء سنّةٌ مؤكدةٌ؛ فعن عبد الله بن زيد: “خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم يستسقي، فتوجه إلى القبلة يدعو وحوّل رداءه، ثُمّ صلّى ركعتين جَهَرَ فيهما بالقراءة” متفق عليه.
صفة صلاة الاستسقاء
عدد ركعات صلاة الاستسقاء ركعتان تُؤدى جهرًا على النَّحو التالي:
- يكبّر الإمام بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح في الرُّكعة الأولى ست تكبيراتٍ ثُمّ يتعوذ من الشيطان الرجيم.
- يقرأ الإمام في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الأعلى.
- يُكبر الإمام قبل القراءة في الركعة الثانية بعد تكبيرة الإنتقال خمس تكبيراتٍ.
- يقرأ الإمام في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الغاشية.
- تُختم الصلاة بالتشهد الأخير والتسليم.
أحكام صلاة الاستسقاء
- صلاة الاستسقاء كصلاة العيد في عدد الركعات والجهر بالقراءة وفي التكبيرات الزوائد في كلا الركعتين، قال ابن عباس رضي الله عنهما:”صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم ركعتين كما يُصلي العيد”.
- تأدية الصلاة في الصحراء أو في أرضٍ خاليةٍ خارج حدود العمران والمُدن والمناطق السكنية اقتداءً بفعل الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
- قبل الخروج للصلاة على الإمام تذكير النّاس بما يُليّن القلوب ويأمرهم بالتوبة وردّ الحقوق لأصحابها والاستغفار من الذُّنوب والمعاصي، والصدقة وفِعل الطاعات؛ فانحباس المطر عِقابٌ من الله.
- السير باتّجاه مكان الصلاة بخضوعٍ وإذلالٍ وخشوعٍ وافتقارٍ لله فعن ابن عباس رضي الله عنهما: “خرج النبي صلّى الله عليه وسلّم للاستسقاء متذللاً متواضعاً متخشعاً متضرعاً”.
- خُطبة الاستسقاء تعقب الصلاة وهي خطبةٌ واحدةٌ ويُستحب الإكثار فيها من الاستغفار وقراءة القرآن والدُّعاء ورفع اليدين عند الدُّعاء.
- استقبال القبلة في آخر الدعاء وتحويل الرداء -أي يجعل اليمين على الشِّمال والشِّمال على اليمين- والحكمة من ذلك هو التفاؤل وحُسن الظن بالله أنْ يحول هذا الحال وهو قلة المطر إلى حالٍ أفضل وهو نزول المطر.
- تُعاد صلاة الاستسقاء مرتين وثلاثاً حتى يسقط المطر.