الشرك بالله
إن الشرك بالله -سبحانه- من أعظم الذنوب التي قد يقترفها العبد، حيث قال -سبحانه- في محكم كتابه: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ)،[١] فالله -سبحانه- المستحق للعبادة لذاته بما تستحق ألوهيته من المحبة والخوف والرجاء والأمر والنهي، إضافةً إلى ما يستحقه بمقتضى ربوبيته من التوكّل والخضوع والتسليم، فالملك كلّه بيد الله،[٢] ولذك كان الشرك به أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، فلا ينفع معه العمل الصالح، أو حسن الخُلق، أو الكلام الطيب الحسن، فالإيمان هو الأساس في العفو وفي قبول الأعمال، ولذلك كانت الآيات المكية مبينةً قبح الشرك وخطورته، وحاثّةً على الإيمان بالله وحده، وقد بذل النبي جُلّ جهوده في الدعوة إلى التوحيد، وبذلك تكون النفوس مهيأةً للأحكام وغيرها من المطالب والأوامر.[٣]
تعريف الشرك بالله
يطلق الشرك بالله على التشريك بغيره في العبادة، كاللجوء إلى الأصنام، أو الأموات، أو الغائبين، أو الكواكب، أو الجنّ، أو الجمادات، وغيرها، بالاستغاثة والصلاة والصيام والذبح وغير ذلك من العبادات، إضافةً إلى طلب المدد أو العون من غير الله، ويدخل في الشرك من أنكر وجود الله واعتبر الحياة مادةً.[٤]
أنواع الشرك بالله
يستنتج من أدلة الكتاب والسنة أنّ الشرك إمّا أن يُخرج مرتكبه من الملّة وإمّا ألّا يُخرجه، ولذلك قُسّم الشرك إلى أكبر وأصغر، وبيان كلا النوعين فيما يأتي:[٥]
- الشرك الأصغر: هو كلّ وسيلةٍ تؤدي إلى الوقوع في الشرك الأكبر، أو دلّ دليلٌ على أنّه من الشرك دون أن يصل إلى حد الشرك الأكبر، ويكون بصورتين؛ فإمّا بالتعلّق ببعض الأسباب التي لم يُؤذن بها؛ كتعليق الخرز، وإمّا أن يكون بتعظيم بعض الأشياء دون إيصالها إلى مقام الربوبية؛ كالحلف بغير الله.
- الشرك الأكبر: وهو صرف بعض الأمور التي لا يستحقّها إلّا الله -سبحانه- لغيره، من الربيوبية والألوهية والأسماء والصفات.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 48.
- ↑ “الشرك بالله أعظم الذنوب”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
- ↑ “أكبر الكبائر”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
- ↑ “توضيح معنى الشرك بالله”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.
- ↑ “ما هي حقيقة الشرك، وما هي أقسامه؟”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2019. بتصرّف.