ظواهر اجتماعية

جديد بحث عن الفساد

مفهوم الفساد

الفساد في اللغة هو نقيض الصلاح ويُراد بهذا المصطلح وصف حالة خروج الأشياء عن الاعتدال سواء أكان خروجاً بسيطاً أم شديداً، ويقول العرب فسد العقل بمعنى أصابه الاضطراب وأدركه الخلل، كما ويقولون فسد اللحم بقصد وصف تلفه ونتنه،[١] أمّا اصطلاحاً فالفساد وفقاً لما عرفته العديد من المنظّمات الدوليّة والهيئات القانونيّة المعنيّة بقضايا الفساد، هو ذلك السلوك اللأخلاقيّ المتمثّل باستغلال ذوي المناصب الإداريّة أو السياسيّة للسلطات والصلاحيات الممنوحة لهم بشكل غير قانونيّ لتحقيق منافع خاصة شخصيّة.[١]

أسباب الفساد

يقف وراء تفشي ظاهرة الفساد في المجتمعات العديد من العوامل الاقتصاديّة والسياسيّة، ويمكن تلخيص جملة هذه العوامل بسبيين رئيسين، هما: [٢]

  • الاستبداد والحكم الديكتاتوري: يحول التملّك التسلطيّ للقوة في يد أفراد أو جهات محدّدة دون وجود جهاز رقابيّ رادع للفساد، وقد كشفت العديد من الدراسات أنّ سيادة الديمقراطيّة في دولة ما يحدّ من تفشي ظاهرة الفساد فيها، فالديمقراطية بدورها تجعل الحكام أكثر استرضاءً للشعب للحصول على أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، الأمر الذي يوسع من دائرة صانعي القرار السياسيّ.
  • السياسيات الاقتصاديّة: يمكن القول إنّ السياسيات الاقتصادية التي تتبناها الدولة لها بالغ الأثر في تفاقم مشكلة الفساد أو الحدّ منها، فقد وجد أنّ الدول الفقيرة تظهر معدلات فساد أعلى من غيرها، ويعزى ذلك إلى تدنّي رواتب الموظفين الحكوميين فيها، الأمر الذي يجعلهم يقبلون الرشاوي أو اختلاس الأموال، بينما يتمتّع موظفي الدول المرفهة اقتصادياً بأجور جيدة تجعل من اللجوء إلى الأساليب غير المشروعة في اكتساب المال مخاطرة كبيرة تنطوي على خسارة المنصب الوظيفي.

أشكال الفساد

يتّخذ الفساد أشكالاً متعدّدة، وتتطرّق النقاط التالية إلى ذكر أبرز هذه الأشكال وكشف ماهية كلّ واحد منها:[٣]

  • الرشوة: تتمثّل الرشوة بقيام الموظّف بأعمال مخالفة لأصول وأخلاقيات المهنة لصالح بعض الأفراد مقابل عائد أو منفعة معيّنة.
  • المحسوبيّة: وهي من أكثر أشكال الفساد إضراراً على المستويين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وتتمثّل باستغلال السلطة أو النفوذ بشكل غير مشروع قانونياً لخدمة مصالح الغير، فتجد المناصب قد شغلت بمن هم غير أهل لها على حساب الأكفاء وأصحاب الخبرة.
  • النصب والاحتيال: وهو شكل من أشكال الغش الخارق للقانون، والمنطوي على تغيير الوقائع بغرض الخداع.
  • التزوير: ويتمثّل بمحاكاة التواقيع والأختام بالاستعانة بالوسائل والتقنيات التكنولوجيّة الحديثة.
  • غسيل الأموال: ويهدف إلى إضفاء صفة الشرعية على الأموال غير مشروعة المصدر، ويقوم بجريمة غسيل الأموال العديد من المؤسسات الاقتصاديّة والبنوك الدوليّة والعالميّة الكبرى.

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الحفيظ مسكين (2017)، “دروس في مقيـاس الفسـاد وأخالقيـات العمل”، صفحات 8 -10، www.elearning.univ-jijel.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-28. بتصرّف.
  2. سوجيت شودري، ريتشارد سيستي ، مكافحة الفساد ، صفحة 33 -35. بتصرّف.
  3. ن عزوز محمد (2016)، “الفساد الإداري والاقتصادي، آثاره وآليات مكافحته “، المجلة الجزائرية للعولمة والسياسات الاقتصادية، العدد 7، صفحة 203. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى