إسلام

بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

ولادة محمد -صلى الله عليه وسلم- ونشأته

وُلد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة يوم الاثنين في الثاني من شهر ربيع الأول، وقيل في العاشر وقيل في الثاني عشر، وكان ذلك عام الفيل، وقيل بعد عام الفيل بسنوات، وقد توفيّ والده وهو في بطن أمّه، وقيل إنّه توفّي بعد ولادته بأشهر، وقيل بسنة، وقيل بسنتين، ولكنّ المشهور أنّ أبوه توفّي قبل ولادته.[١]

وقد عقّ عنه جدّه عبد المطلب عندما وُلد وسمّاه محمدًا،[٢] واسم الرسول ونسبه هو: أبو القاسم، محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.[٣]

محمد الكريم مع مرضعته

كانت ثويبة مولاة أبي لهب هي أول مرضعة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ثمّ قامت السيّدة حليمة السعدية بإرضاعه، حيث جاءت السيّدة حليمة مع رفقة لها يطلبن الرضعاء من مكة طلبًا للمال، وقد كانت ديار بني سعد وهي ديار حليمة تُعاني من الجدب وأهلها يشكون الفقر وقلّة المال والطعام، وكان أهل مكة يرغبون بإرسال أبنائهم إلى البادية كي يكتسبوا الفصاحة وتقوى أجسادهم في البادية.[٤]

ولمّا كان رسول الله -صلّى عليه وسلّم- يتيمًا لم ترغب المرضعات بأخذه، ولكنّ السيّدة حليمة لم تجد ولدًا آخر غيره فأخذته لإرضاعه ووجدت من بركات إقامته عندهم شيئًا كثيرًا، حتّى أنّ البركة نزلت عليهم وهم في الطريق.[٤]

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبر في ديار بني سعد أسرع بكثير ممّن هو في عمره، وظلّ في تلك الديار حتّى صار عمره خمس سنوات، ولمّا حصلت معه حادثة شقّ الصدر خافت عليه حليمة وأعادته إلى أمّه.[٤]

الرسول محمد في بيت والدته

عاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى بيت أمّه وقد سُرّت بقدومه وفرحت بوجوده إلى جوارها، وكانت ترعاه وتعمل على تربيته وتنشئته وتُساعدها في ذلك حاضنته أم أيمن، ولمّا لاحظت آمنة بنت وهب أم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- القوة البدنيّة والعقليّة لدى ولدها وتفوّقه على أقرانه؛ قررت أخذه في رحلة.[٥]

وكانت هذه الرحلة إلى ديار أهلها بني عدي بن النجار في المدينة؛ ليتعرّف رسول الله على أخواله وليعرف مكان قبر أبيه، وصحبتها في تلك الرحلة أم أيمن، ومكثت هنالك شهرًا، وفي طريق العودة ماتت آمنة في منطقة تُسمّى “الأبواء” ودُفنت هناك، وعاد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتيم الأب والأم.[٥]

النبي الكريم في بيت جده

تولّى عبد المطلب جدّ رسول الله أمر رعايته بعد وفاة أمّه، وكانت تُشاركه في ذلك حاضنة الرسول أم أيمن، وقد كان عبد المطلب مُحبًّا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان يوليه معاملةً خاصّة؛ لما عاينه من تفرّده ولما علمه ممّا سيكون له من شأن، ويذكر أهل السيَر أنّه كان لعبد المطلب مكانًا خاصًّا يجلس فيه في ظلّ الكعبة، ويجلس بنوه بجواره ولكن لا أحد يقترب من فراشه.[٥]

فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذات يوم -وكان صغيرًا- يجلس في مكان جدّه، فيقوم أعمامه بإبعاده من ذلك المكان، فينهاهم عبد المطلب ويُبقيه جالسًا بجواره، فقد أظهر له حنانًا ورقةً لم يُظهرهما لأحدٍ من أبنائه، ولمّا شعر عبد المطلب باقتراب أجله عهد برسول الله إلى ابنه أبي طالب، ومات عبد المطلب وعمر رسول الله ثماني سنوات.[٥]

النبي الكريم في بيت عمه

انتقل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من كفالة جدّه إلى كفالة عمّه، وقد كان أبو طالب فقير الحال كثير العيال، ولكنّه كان أخًا لعبد الله والد رسول الله من أمّه وأبيه، فهذا كان السبب في اختيار عبد المطلب له لرعاية رسول الله، وقد أظهر أبو طالب لابن أخيه حبًّا كبيرًا وعامله معاملةً حسنة، وكان رسول الله يحبّ عمّه أبا طالب كثيرًا.[٥]

ولشدّة حب أبي طالب لرسول الله كان لا يطمئن له بالًا إلّا وهو في جواره، ولذلك كان ملازمًا له بصفة دائمة، وينام بجواره ولا يأكل أبو طالب حتّى يكون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- موجودًا، وقد سافر معه في تجارته إلى الشام.[٥]

زواج النبي من خديجة

عندما شبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أراد أن يُساعد عمّه فكان يعمل بالتجارة، واتّجر للسيّدة خديجة بنت خويلد حيث كانت امرأة من سادات قريش تتجر بمالها، ولمّا رأت ما كان عليه رسول الله من الأخلاق الحسنة رغبت به زوجًا، وذلك لأنّها كانت قد سمعت من أحد اليهود أنّ نبيًّا سيظهر في مكة، وتوسّمت ذلك برسول الله.[٦]

وقد كانت السيّدة خديجة امرأة في الأربعين من عمرها وقد سبق لها الزواج ولديها أبناء ورفضت الزواج بعد وفاة زوجها، وقد خطبها سادات قريش إلّا أنّها رفضتهم لأنّها لم تكن ترغب بالزواج، إلى أن رأت رسول الله فأرسلت له عن طريق بعض الأشخاص المقّربين منها أنّه إن قام بطلبها للزواج فستجيبه بالموافقة.[٦]

وقد كان عمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينها خمسةً وعشرين عامًا، وقام عمّه أبو طالب بخطبتها من عمّها وتزوّجها، وقدكانت السيدة خديجة خير زوجة للنبي -رضي الله عنها وأرضاها-.[٦]

ملخّص: وبهذا فإنّ حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد مرّت بمراحل متعدّدة قبل البعثة، فقد تنقّل -صلّى الله عليه وسلّم- للعيش في بيوت عدّة، من بيت حليمة السعدية إلى بيت أمّه إلى بيت جدّه إلى بيت عمّه، إلى حين استقراره بعد زواجه مع السيّدة خديجة، وكان ما مرّ به من الظروف سببًا في زيادة قدرته على التحمل والصبر الذي احتاج إليه في طريق دعوته.

بعثة الرسول الكريم

بُعث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان عمره أربعين سنة، وقد أتاه جبريل -عليه السلام- وهو في غار حراء وأُنزلت عليه سورة العلق في تلك الأثناء، وكان لهذا الحدث رهبة شديدة لدى رسول الله.[٧]

فعاد إلى زوجته خديجة التي طمأنته وهدأت من روعه وقالت له: “كلا والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنّك لتصل الرحم، وتحمل الكَل، وتُكسب المعدوم، وتقرئ الضيف، وتُعين على نوائب الحق”، وقد مرّت دعوته بعدّة مراحل.[٧]

الدعوة السرية

بعد بدء الوحي بستة أشهر أُمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالدعوة، وقد نزل عليه قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ}،[٨] فبدأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوة أصحابه، وقد اتّسمت هذه المرحلة بالسريّة، حيث كان رسول الله يدعو إلى أصول العقيدة ويتعبّد في الشعاب بعيدًا عن أعين كفّار مكة، واستمرت هذه المرحلة سنتان ونصف،[٩] وقد كانت دار الأرقم؛ هي مكان اجتماع المسلمين في تلك المرحلة.[١٠]

الدعوة العلنية

انتهت المرحلة السرية وبدأت الدعوة العلنية، وكان بدء هذه المرحلة عقِب نزول قوله -تعالى-: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}،[١١] فخرج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصعد على الصفا، ونادى بأهل مكة وقال لهم: (أرَأَيْتُمْ إنْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ مِن سَفْحِ هذا الجَبَلِ، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قالَ: فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ قالَ أبو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، ما جَمَعْتَنَا إلَّا لِهذا؟ ثُمَّ قَامَ، فَنَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أبِي لَهَبٍ وتَبَّ})،[١٢] فكانت هذه الصيحة العالية هي بداية تلك المرحلة.[١٣]

موقف قريش من البعثة

عارضت قريش دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقاموا بمضايقة رسول الله وتعمّدوا أذيّته وأذية أصحابه، وقد لجؤوا إلى العنف لإنهاء تلك الدعوة، ولمّا لم يُجدِ ذلك نفعًا عمدوا إلى محاربة الدعوة بأشكال أخرى، فكانوا يجتمعون ويتشاورن فيما بينهم ليقرّروا كيف يستهزئون بدعوة رسول الله وماذا يقولون عمّا جاء به من الحق.[١٤]

ولكنّ هذا لا يعني أنّ هذا الموقف كان لجميع القرشيين وأهل مكة، فقد ظهرت لهم مواقف أخرى وهي:[١٥]

  • إسلام عدد من أهل مكة ومنهم عثمان بن عفّان، وعمر بن الخطّاب، وحمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنهم- وغيرهم كثير.
  • دفاع أبو طالب عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ووقوفه بصّفه على الرغم من عدم دخوله في الإسلام.

الهجرة النبوية الشريفة

بعد ثلاث عشرة سنة من الدعوة في مكة أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالهجرة إلى المدينة، وهاجر -صلّى الله عليه وسلّم- ومعه صاحبه أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- وكان عمر رسول الله حينها 53 عامًا، وكانت الهجرة نقطة تحوّل في التاريخ الإسلامي والشروع في بناء الدولة الإسلامية.[١٦]

بناء الرسول لدولة الإسلام

منذ بداية وصول الرسول الكريم للمدينة بدء بتأسيس الدعائم لقيام الدولة الإسلامية، وفيما يأتي بعض الأعمال التي قام بها رسول الله في المدينة من حين وصولها إلى وفاته:[١٧]

  • بناء المسجد.
  • المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
  • كتابة الوثيقة التي تُحدّد علاقة المسلمين مع اليهود في المدينة.
  • تسييره الجيوش للقيام بالغزوات والفتوحات، ومن أبرزها:
    • غزوة بدر.
    • غزوة أحد.
    • غزوة الخندق.
    • غزوة خيبر.
    • غزوة مؤتة.
    • فتح مكة.
    • غزوة تبوك.

وفاة النبي الكريم

توفي -صلّى الله عليه وسلّم- في الثالث عشر من ربيع الأول سنة 11 للهجرة، وكان عمره 63 سنة قمرية، وقد مرض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته، وقام بتغسيله مجموعة من الصحابة منهم علي بن أبي طالب والعباس -رضي الله عنهما-، ودُفن -صلّى الله عليه وسلّم- في حجرة السيّدة عائشة -رضي الله عنها-.[١٨]

زوجات النبي محمد

تزوّج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشرة منهم، وفيما يأتي ذكر أسماء زوجات النبي -عليه الصلاة والسلام-:[١٩]

  • خديجة بنت خويلد

وتزوّجها قبل البعثة ولم يتزوّج عليها في حياتها.

  • سودة بنت زمعة.
  • عائشة بنت أبي بكر

وتزوّجها في السنة الثانية للهجرة، ولم يتزوّج بكرًا غيرها.

  • حفصة بنت عمر بن الخطاب

وتزوّجها في السنة الثالثة للهجرة.

  • زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية

ويُقال لها “أم المساكين”، وتزوّجها في السنة الثالثة للهجرة.

  • زينب بنت جحش

وهي ابنة عمّته وتزوّجها في السنة الخامسة للهجرة.

  • أم حبيبة

وهي رملة بنت أبي سفيان وتزوّجها في السنة السادسة للهجرة.

  • أم سلمة

وهي هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، وتزوّجها في السنة الرابعة للهجرة.

  • ميمونة بنت الحارث

وتزوّجها في السنة السابعة للهجرة.

  • صفية بنت حُيي بن أخطب

وكان والدها أحد سادات اليهود، وسُبيت يوم خيبر، وتزوّجها رسول الله في السنة السابعة للهجرة.

  • جويرية بنت الحارث

وتزوّجها في السنة الخامسة للهجرة.

أبناء الرسول

وُلد لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثة أبناء ذكور وأربع بنات، وكلّهم من السيّدة خديجة ما عدا إبراهيم فوالدته هي ماريا القبطية، وفيما يأتي ذكر لأسماء أبناء الرسول:[٢٠]

  • القاسم.
  • عبد الله، ويُلقب بالطاهر والطيّب.
  • إبراهيم.
  • زينب.
  • رقية، وتُلقب بذات الهجرتين.
  • أم كلثوم.
  • فاطمة، وتُلقب بالزهراء والبتول.[٢١]

ملخّص: إنّ محمد بن عبد الله هو رسول الإسلام بُعث لهداية البشر كافّة لطريق الحق والرشاد وقد بذل الغالي والرخيص في سبيل دعوته، ولم يدخر جهدًا ولا بخل بوقتٍ لتعليم أصحابه وأمّته من بعده مبادئ الدين الإسلامي وما يجب أن يكونوا عليه، ولهذا فقد كان لاسم رسول الله محبّة بالغة في قلوب المسلمين، وكان له -صلّى الله عليه وسلّم- أعظم أثر في انتشال الأمم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

المراجع

  1. ابن كثير، كتاب الفصول في السيرة، صفحة 91-92. بتصرّف.
  2. الزرقاني، محمد بن عبد الباقي، كتاب شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 163. بتصرّف.
  3. إبراهيم العلي، كتاب صحيح السيرة النبوية للعلي، صفحة 19. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت بَحرَق اليمني، كتاب حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار، صفحة 107-112. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 202-207. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 237-241. بتصرّف.
  7. ^ أ ب راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 7-8. بتصرّف.
  8. سورة المدثر، آية:1-2
  9. أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 442-443. بتصرّف.
  10. أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 456. بتصرّف.
  11. سورة الشعراء، آية:214
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4971، حديث صحيح.
  13. الدبيسي، محمد بن مصطفى، كتاب السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية، صفحة 342. بتصرّف.
  14. محمد سليمان المنصورفوري، كتاب رحمة للعالمين، صفحة 48-53. بتصرّف.
  15. محمد سليمان المنصورفوري، كتاب رحمة للعالمين، صفحة 53-59. بتصرّف.
  16. محمد الخضري، كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 72. بتصرّف.
  17. منير الغضبان، كتاب فقه السيرة النبوية لمنير الغضبان، صفحة 355. بتصرّف.
  18. محمد الخضري، كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 243. بتصرّف.
  19. محمد رضا، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 85. بتصرّف.
  20. محمد رضا، كتاب محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 93. بتصرّف.
  21. برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 14. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى