محتويات
التربية والتعليم
التربية والتعليم هي المحرّك الأساسيّ في بناء المجتمعات، وتطور الحضارات، ورقيّ الأفراد، وهي عملية منظمة ومدروسة تقدم من قبل الأهل، والمدارس، والجامعات، والمؤسسات المجتمعيّة؛ بهدف نقل المهارات والمعارف للأفراد، والقضاء على الأمية، وتنمية اتّجاهات الأفراد، وسنفصل في هذا المقال الحديث حول مفهومها، والعلاقة بين التربية والتعليم.
مفهموم التربية والتعليم
- التربية: تعلّم الفرد واكتسابه لمهارات معينة مثل القدرة على نقل المعرفة، وقدرة إطلاق الحكم على الأمور بشكل صحيح، والحكمة في مواجهة المواقف المختلفة، ونقل الثقافة من جيل إلى آخر، وهي كذلك تقوم على تربية الضمير والوجدان، وتنمية الإحساس، وتهذيب الشعور الإيماني، وتحسين السلوك والأخلاق.
- أمّا التعليم: فالعلم هو إدراك الشيء على الحقيقة، وهو إيصال المعلومات والأفكار للأفراد بصورة منظمة، وواضحة، ومحدّدة الأهداف، تقدّم من خلال المدارس، أو الجامعات، أو غيرها العديد من المؤسسات.
العلاقة بين التربية والتعليم
إن العلاقة بين التربية والتعليم علاقه متكاملةالأهداف والغايات، ولا يمكن الفصل بينهما إلا لضرورة ما، فالمحور الأساسي الذي تقوم عليه هو الإنسان، وترابطه بجذوره، وتفاعله مع مجتمعه وأمته، فإذا تم إهماله فإن النتيجة فساد المجتمع بأكمله، فالتقدم والرقي لا يتحقّقان بالمال ولا بالسياسة وإنّما بإعداد جيل مثقف، وواعٍ، وقادر على فهم المشكلات وما حوله من أمور، وحلّها بطرق سلمية بعيداً عن المشكلات والتعقيدات. إن التربية هي أداة التغيير، والتعليم أداة البناء فكلاً منهما يسعى لتحقيق مستقبل أفضل، فالتعليم يهدف لتحصيل المعرفة، والإطلاع على القوانين، والتدريب على مهارة ما، أما التربية فهي مفهوم واسع وشامل.
التربية والتعليم في الإسلام
ظهر علم التربية والتعليم منذ بزوغ الإسلام فكانت بدايته في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وشكلت له مدرسة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كتابها القرآن الكريم المتلو من الوحي، والسنة النبوية وهي ما جاء عن النبي من قول أو فعل أو تقرير، تصديقاً لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الجمعة: 2] فتربى الصحابة على العلم، وعبادة الله وحده، وحسن الأخلاق، ثم أتى العلماء بعدها ليألفوا علم التربية والتعليم في نهاية القرن الهجري، وبذلك يُعدّ المجتمع الإسلامي من أرقى المجتمعات في مجال التربية والتعليم، وتنمية الفرد، ونهضة الدول، فما يميّز أمّة عن أخرى هو تعليم أفرادها ونوع التربية السائده فيها.
التعليم والتربية من أساسيات النهوض في أي مجتمع، وهي من أبرز الأمور المهمة في الحياة الإنسانيّة، فالمجتمع يرتكز على التطور الفكري، والحضاري، والعلمي؛ لتكوين مجتمع متكامل، ومترابط، ومتفاهم تنتظم من خلاله حياة الفرد بفكره الواعي في جميع مجالات الحياة واستمرارها بطريقه سهلة ومريحة.