إسلام

بحث عن الأخلاق في القرآن الكريم

بحث عن الأخلاق في القرآن الكريم

مقالات ذات صلة

بحث عن الأخلاق في القرآن الكريم

القرآن مصدر الأخلاق

إن القرآن الكريم يعد المصدر الأصيل للتربية الأخلاقية لدى المسلمين؛ حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن الكريم، يتصف بأخلاقه، ويربي أمته بآداب القرآن الكريم.[١]

وكتاب الله العظيم قد تضمن منهاجاً وافياً وشافياً في الاعتدال، وإبراز معالمه أمر ضروري ومُلّح، ولا سيما في الظروف الحالية الصعبة التي طالت خطورتها الأمة الإسلامية والعالم كله.[١]

وذلك بسبب انحراف بعض الناس عن طريق القرآن الكريم القويم، وتقليد الأفكار المنحرفة المدمرة، واتخاذها منهجاً بديلاً عن القرآن الكريم، فنتج ذلك عن عدم تمثل القرآن الكريم في أخلاق أفراد الأمة، والإفساد في الأرض، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.[١]

منهج القرآن في تقويم السلوك

ولقد تضمن القرآن الكريم منهاجا نادراً في تقويم وتعديل الأمور، والقيام عليها بالاهتمام والعناية والتنمية، على أكمل وجه وأحسن حال؛ فتلك هي التربية الربانية القرآنية التي من صنع الله -تعالى- الذي أتقن كل شيء خلقه، وهو الذي خلق كل شيء، فهو أعلم بما يصلحه، وهو -سبحانه- أحق من يرعاه، قال الله -تعالى-: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).[٢][١]

وكلمات وألفاظ التربية الأخلاقية في القرآن الكريم ذات عدد كبير، وتشكل منطلقاً عظيماً تضم الإنسان وسائر الكائنات، فصفة الشمول والعموم والكمال الأخلاقي تحيط بهذه التربية من كل جهة؛ لأنها من لدن خبير عليم، وفي كل لفظة عقد فريد من الكمال التربوي؛ الذي وضعه الله -تعالى- في كتابه الحكيم.[١]

وسائل تطبيق المنهج الأخلاقي في القرآن الكريم

إن التربية الأخلاقية القرآنية واحدة من الأساسات الأصيلة في بناء شخصية المسلم؛ فهي عملية ذات حلقات متصلة، توصل إلى بناء الأفكار والأفعال الأخلاقية بما حوته من وسائل، والتي يمكن من خلالها تطبيق مبادئ الأخلاق في القرآن العظيم، وهذه الوسائل تنقسم إلى قسمين كما يأتي:[١]

  • الوسائل الدافعة

هي التي تدفع الإنسان إلى قول وفعل الخير، وتقوي الاستعداد النفسي لذلك؛ “مثل القدوة الصالحة والموعظة والصحبة”.

  • الوسائل المانعة

هي التي تمنع وتمسك المرء عن تنفيذ رغبته في الأمور البذيئة السيئة، وتمنعه من الانزلاق فيها، ومن بين تلك الوسائل المانعة “الاعتبار، والترهيب، والعقوبة”.

الأهداف العامة لتعليم علم الأخلاق

إن تعليم الأخلاق له دوافع كثيرة في الشريعة الإسلامية، ونذكر منها ما يأتي:[٣]

  • بيان حقائق القيم الأخلاقية الإسلامية، ومبادئها وطرق تطبيقها.
  • التعرف على شمولية الأخلاق الإسلامية؛ والتي تضم جميع سلوكيات الأفراد الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
  • إبراز أهمية وقيمة القيم الأخلاقية الإسلامية من جميع النواحي؛ العلمية والاجتماعية، والإنسانية والحضارية.
  • وضع المعايير الأخلاقية الإسلامية.
  • تكوين القناعة بثبات القيم الأخلاقية الإسلامية.
  • تكوين الشعور بالمحبة للفضائل، والكراهية والنفور من الرذائل والشرور.
  • تطهير النفوس وتزكيتها، وتحليتها بالفضائل ومكارم الأخلاق.
  • تنمية الميول نحو العمل بالقيم الأخلاقية والدعوة إليها.

أمثلة على الأخلاق في القرآن الكريم

لقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الأمثلة على الأخلاق، نذكر منها:[٤]

  • خلق الإيثار

قال -تعالى-: (يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).[٥][٦]

  • الوفاء بالعهد

قال -تعالى-: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا).[٧]

  • النهي عن الإسراف والتبذير والبخل والتقتير

قال -تعالى-: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).[٨]

  • الأمر بالعدل في جميع الظروف

وبالنسبة لجميع الناس حتى الكفار قال -تعالى-: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).[٩]

  • التعاون على البر والتقوى وما يفيد الناس

والنهي عن التعاون على الظلم والعدوان قال -تعالى-: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).[١٠]

  • الصبر منزلة من الإيمان

وهو بمثابة الرأس من الجسد، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[١١]

  • الصدق من دلائل الإيمان وثمراته

ولهذا أمر الإسلام به قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).[١٢]

  • الكذب خلق ذميم لا ينال صاحبه هداية الله تعالى

ولهذا نهى الإسلام عنه وحذر منه قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ).[١٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح مجموعة من المؤلفين، كتاب بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو، صفحة 251-257. بتصرّف.
  2. سورة الملك، آية:14
  3. [مقداد يالجن]، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 395-396. بتصرّف.
  4. عبد الركيم زيدان، أصول الدعوة، صفحة 83-84. بتصرّف.
  5. سورة الحشر ، آية:9
  6. جامعة المدينة العالمية، كتاب التفسير الموضوعي، صفحة 103. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية:34
  8. سورة الإسراء، آية:26-27
  9. سورة المائدة، آية:8
  10. سورة المائدة، آية:2
  11. سورة ال عمران، آية:200
  12. سورة التوبة، آية:119
  13. سورة الزمر، آية:3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى