منوع

بحث عن أكبر صحراء في العالم

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أكبر الصحارى في العالم

يشتمل مصطلح الصحراء على الصحارى القطبية أو الجليدية، والصحارى شبه الاستوائية، والصحارى ذات الشتاء البارد، والصحارى الساحلية الباردة، وتعتبر الصحراء الكبرى أكبر صحراءٍ حارة في العالم، وهي صحراءٌ شبه استوائية في شمال أفريقيا، أما أكبر صحراءٍ على وجه الأرض، فهي الصحراء القطبية أنتاركتيكا (بالإنجليزية: Antarctica Desert)؛ والتي تغطي مساحةً تقدَّر بحوالي 14,2 مليون كيلومتر مربع، وتتميز أنتاركتيكا بأنه سُجِّل عليها أقل درجة حرارة رسمية مسجلة على كوكب الأرض.[١]

تعتبر صحراء أنتاركتيكا جزءاً من القارة القطبية الجنوبية؛ التي تقع في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وتغطيها صفيحة جليدية يبلغ حجمها حوالي 29.6 مليون كيلومتر مكعب وسمكها حوالي 2.4 كيلومتر، وهي أكثر المناطق التي تذروها الرياح والأكثر جفافاً على الكوكب؛ حيث تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 5% فقط،[٢][٣] وتُصنَّف أنتاركتيكا على أنها صحراءٌ كبيرة باردة وقاحلة يغطيها الجليد السميك بنسبة تصل إلى 98% من الأرض، وتنقسم إلى شرق أنتاركتيكا، والتي تتكون معظمها من هضبةٍ عالية مغطاة بالجليد، أما الجزء الغربي منها؛ فيتكون معظمه من صفيحةٍ جليدية تغطي أرخبيل الجزر الجبلية.[٤]

أنتاركتيكا أكبر صحراء في العالم

مناخ أنتاركتيكا

يتراوح متوسط درجة الحرارة السنوية في أنتاركتيكا من -10 درجة مئوية عند الأجزاء الساحلية، إلى -60 درجة مئوية في الأجزاء المرتفعة من المناطق الداخلية، وقد تتجاوز درجة الحرارة الصيفية بالقرب من الساحل +10 درجة مئوية، إلا أنها قد تهبط إلى أقل من -40 درجة مئوية في الشتاء، أما المناطق الداخلية المرتفعة فيمكن أن ترتفع فيها درجة الحرارة الصيفية إلى -30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الشتاء إلى أقل من -80 درجة مئوية.[٥]

سُجلت أدنى درجة حرارة في أنتاركتيكا في عام 1983م في محطة فوستوك؛ وهي أدنى درجة حرارة تم تسجيلها على سطح الأرض والتي كانت -89.2 درجة مئوية، ويجدر بالذكر أن معظم الهطول في أنتاركتيكا يكون على شكل ثلوجٍ أو بلوراتٍ جليدية، إلا أن الأمطار قد تهطل في بعض الأحيان بالقرب من الساحل، ويقدّر متوسط كمية الثلوج السنوية المتراكمة فوق القارة ما يعادل 150 ملليمتراً من الماء؛ حيث تنخفض كمية الثلوج على المناطق المرتفعة فلا تتجاوز 50 ملليمتراً، لكنها قد تزيد عن 200 ملليمتراً بالقرب من الساحل، وتشهد المنطقة القريبة من بحر بلنغهاوزن (بالإنجليزية: Bellingshausen) الهطول الأكثف في القارة بأكثر من 1,000 ملليمتراً سنوياً.[٥]

الحياة والسكان في أنتاركتيكا

يعتبر المناخ الجاف ودرجات الحرارة المتدنية، من أهم الأسباب التي تمنع وجود سكانٍ دائمين في أنتاركتيكا، بالإضافة إلى وهج أشعة الشمس المنعكس عن المساحات الشاسعة من الجليد، والمشاكل التي يسببها من حروقٍ وصعوبةٍ في الرؤية، وقد يتراوح عدد المقيمين المؤقتين بين 1,000 شخصٍ في الشتاء، إلى حوالي 5,000 شخصٍ في الصيف، وتتكون هذه المجموعات بشكلٍ رئيسي من الباحثين العلميين والعمال المساعدين؛ حيث يتناوب العلماء في الذهاب إلى هناك لدراسة الجليد، ويأتون من عشرات الدول المختلفة للعمل في محطات البحث المدعومة من الحكومات، وبالإضافة إلى العلماء والباحثين يزور السياح أنتاركتيكا في الصيف.[٦][٧][٨]

أصبحت أنتاركتيكا منذ عام 1969م، واحدةً من أكثر الوجهات السياحية شعبيةً في العالم، فقد ارتفع متوسط عدد زوار القارة من عدة مئات إلى أكثر من 34 ألف زائرٍ سنوياً، ووصل إجمالي عدد الأشخاص الذين زاروا القارة خلال موسم (2018-2019)م إلى حوالي 55,489 زائر، وتخضع جميع الأنشطة في أنتاركتيكا لتنظيمٍ كبير بموجب معاهدة أنتاركتيكا لأغراض حماية البيئة، كما تدار هذه الأنشطة السياحية من قِبل الرابطة الدولية لمنظمي الرحلات السياحية في أنتاركتيكا والتي يطلق عليها اختصاراً (IAATO).[٩][١٠]

الحياة النباتية والحيوانية في أنتاركتيكا

تقتصر الحياة النباتية في أنتاركتيكا على القليل من الأشنات، والحزاز الصخري، والطحالب، وتكثر هذه النباتات في المناطق الشمالية والساحلية من القارة، في حين تقل بشكلٍ كبير في المناطق الداخلية، وقد ازداد الغطاء النباتي من الطحالب الموسمية بشكلٍ ملحوظ على مدار الخمسة عقودٍ الماضية، ويتوقع العلماء أن تصبح القارة الباردة أكثر خضرةً مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية.[١١]

تفتقر المنطقة للنباتات الخضراء، وتخلو من البرمائيات، والزواحف، والثديات التي تعيش على اليابسة، إلا أنها تزدهر فيها الحياة الحيوانية البحرية والبرمائية والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من طيور البطريق، والحيتان، والأسماك، واللافقاريات؛ التي تعيش على طول السواحل، وفي البحار الباردة؛ خاصةً في فصل الصيف، وتعتبر مياه المحيط في القارة القطبية الجنوبية من بين أكثر البيئات المائية تنوعاً على هذا الكوكب، وتساهم التيارات المائية الصاعدة بتحريك العوالق النباتية والطحالب التي يتغذى عليها آلاف الأنواع من الحيوانات البحرية مثل الكريليات.[١١][٧]

تتمثل أنواع الثديات البحرية والحيتان التي تعيش في مياه القطب الجنوبي الباردة بالحوت الأزرق (بالإنجليزية: Blue Whale)، والحوت الزعنفي (بالإنجليزية: Fin Whale)، والحوت الأحدب أو كما يُطلق عليه جمل البحر (بالإنجليزية: Humpback Whale)، والحوت الصائب (بالإنجليزية: Right Whale)، وحوت المنك (بالإنجليزية: Minke Whale)، وحوت العنبر (بالإنجليزية: Sperm Whales)، وهناك أيضاً الفقمة؛ التي تعتبر من أكثر الحيوانات البحرية المفترسة، والتي يبلغ طولها حوالي 3 أمتار، ووزنها 400 كيلوغراماً، ولها أسنانٌ طويلة وحادة تستخدمها لتمزيق فريستها؛ مثل الأسماك وطيور البطريق.[٧]

يعدُّ البطريق من أكثر الحيوانات الموجودة في القارة القطبية الجنوبية؛ فقد تكيفت هذه الطيور مع المياه الباردة؛ حيث تعمل أجنحتها كزعانف تساعدها على السباحة بسرعة بحثاً عن الغذاء مثل الحبّار والأسماك، ويحافظ الريش الذي يغطي أجسامها على حرارتها في المياه المتجمدة، وتجدر الإشارة إلى أن البطريق الإمبراطور الذكر هو الحيوان الوحيد ذو الدم الحار الذي يبقى في القارة خلال فصل الشتاء المتجمد؛ حيث يبقى في العش ويحفظ البيوض التي تضعها الأنثى حتى تفقس.[٧]

الصحراء الكبرى أكبر صحراء رملية في العالم

أُطلق على الصحراء الكبرى (بالإنجليزية: Sahara Desert) هذا الاسم نسبةً إلى مصطلح الصحراء باللغة العربية، وهي أكبر صحراء رملية في العالم، وثالث أكبر صحراء بعد الصحراوين الباردتين أنتاركتيكا وأركتيكا؛ حيث تمتد إلى أكثر من 4,8 ألف كيلو متر على طول قارة إفريقيا، وتمتد أراضيها على مسافة 1,9 كيلومتر جنوباً إلى وسط إفريقيا، وتغطي إجمالاً مساحة 9 مليون كيلومتراً مربعاً، أي ما يقارب ثلث القارة الإفريقية.[١٢][١٣][١٤]

يحدُّ المحيط الأطلسي الصحراء الكبرى من جهة الغرب، والبحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط من جهة الشمال، وساحل سافانا من جهة الجنوب، وتمتد الصحراء الكبرى على أراضي إحدى عشر دولة، وهي: الجزائر، ومصر، وتشاد، وليبيا، والمغرب، وتونس، والسودان، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، والصحراء الغربية، وعلى الرغم من شُحِّ المياه فيها؛ إلا أنها تحتوي على نهرين دائمين، وهما: نهر النيل ونهر النيجر، وهناك مالا يقل عن 20 بحيرة موسمية وأحواض مائية جوفية على أراضيها، والتي تعدُّ مصدراً رئيسياً للمياه لأكثر من 90 واحة صحراوية.[١٤]

مناخ الصحراء الكبرى

تتأثر الصحراء الكبرى بنوعين من الأنظمة المناخية، أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب؛ حيث يكون المناخ في الشمال شبه استوائي وجاف، والمعدلات السنوية لدرجات الحرارة مرتفعة بمتوسطٍ يبلغ 20 درجة مئوية، ويكون الشتاء هناك بارداً إلى معتدل البرودة، والصيف حار، ويحصل هطولين للأمطار كحدٍ أقصى، وينجم هذا المناخ عن استقرار حجيرات الضغط المرتفع التي تتمركز فوق مدار السرطان، أما في الجنوب؛ فيكون المناخ مدارياً جافاً، يتميز بارتفاع درجة الحرارة نتيجة لاختلاف زاوية الميل للشمس، فيكون الشتاء معتدلاً وجافاً، والصيف جاف وحار يشهد هطولاً متغيراً للأمطار، وتكون درجة الحرارة معتدلة وثابتة نسبياً على طول الشريط الضيق للمنطقة الساحلية بسبب تأثير تيار الكناري البارد.[١٥]

يبلغ متوسط درجات الحرارة الشهرية بالنسبة لكامل المنطقة خلال موسم البرد حوالي 13 درجة مئوية، ويمكن أن تتجاوز درجات الحرارة 50 درجة مئوية خلال الأشهر الأكثر سخونة، وقد تم تسجيل أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 58 درجة مئوية في العزيزية في ليبيا، وهناك تباين كبير في درجات الحرارة خلال اليوم في أشهر الصيف وأشهر الشتاء، كما أن كميات الهطول متغيرة أيضاً، ويبلغ متوسطها السنوي حوالي 76 مللمتراً؛ حيث تهطل غالبية الأمطار في الفترة بين شهري كانون الأول وآذار.[١٥][١٦]

تتوسع الصحارى في مواسم الجفاف وتقل مساحتها خلال موسم الأمطار عادةً، لكن بينت دراسة نشرت عام 2018م في مجلة المناخ، أن مساحة الصحراء الكبرى ازدادت بنسبة 10% تقريبا منذ 1920م؛ حيث أدى التغير في المناخ الذي يتسبب فيه الإنسان إلى زيادة في اتساع الصحراء، وقد قدّر القائمين على الدراسة أن ما يقرب من ثلث التوسع الحاصل في الصحراء، كان بسبب تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان.[١٤]

الحياة والسكان في الصحراء الكبرى

سكن الإنسان الصحراء الكبرى منذ 6,000 سنة قبل الميلاد وأبكر من ذلك، وقد كان المصريون، والفينيقيون، واليونان والأوروبيون، أول من سكنها، واليوم يبلغ عدد سكان الصحراء الكبرى حوالي 4 ملايين نسمة، غالبيتهم من سكان الجزائر، ومصر، وليبيا، وموريتانيا، والصحراء الغربية، ومعظم الناس الذين يعيشون في الصحراء اليوم هم من البدو الذين يتنقلون من منطقة لأخرى عبر الصحراء؛ لذلك يوجد العديد من الجنسيات واللغات المختلفة على طول الصحراء الكبرى، لكن تبقى اللغة العربية هي اللغة الأكثر انتشاراً، أما سكان المدن والقرى والواحات الخصبة الدائمين؛ فيشتهرون بالزراعة والتعدين، مثل تعدين الحديد في الجزائر وموريتانيا، وتعدين النحاس في موريتانيا، مما ساهم في النمو السكاني في المنطقة.[١٦]

وللتعرف أكثر على خصائص سكان البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن خصائص السكان فى البيئة الصحراوية

الحياة النباتية والحيوانية في الصحراء الكبرى

تعتبر الصحراء الكبرى موطناً للعديد من النباتات والحيوانات بالرغم من الظروف الجافة والقاسية؛ حيث يعيش هناك حوالي 500 نوع من النباتات، و70 نوعاً من الثديات، 20 منها من الثديات الكبيرة مثل الضبع المرقط، وثديات أخرى مثل الجربوع والثعلب الرملي، وهناك 90 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الزواحف، مثل الثعابين والسحالي، وحتى التماسيح التي توجد في الأماكن التي يتوفر فيها ما يكفي من الماء، بالإضافة إلى العديد من العناكب والعقارب وغيرها من المفصليات الصغيرة، مثل خنفساء الروث، وخنفساء الجعران، والعقارب الصفراء، والعديد من أنواع النمل.[١٤][١٦]

تعتبر الإبل من أكثر الحيوانات شهرةً في الصحراء، وبحسب دراسة نشرت عام 2015م من قِبل مجلة البحوث الزراعية وإدارة البيئة، فإن الإبل تعود في أصلها إلى أمريكا الشمالية، وارتحلت عبر مضيق بيرنغ منذ 3 إلى 5 ملايين سنة، ووفق جامعة الطب البيطري في فيينا، فقد تمت تربية الإبل قبل 3,000 عام في جنوب شبه الجزيرة العربية، لاستخدامها في التنقل في الصحراء؛ بسبب ما تمتلك من صفاتٍ تجعلها مناسبةً للبيئة الحارة والجافة، وهي تخزن الدهون في الحدبة التي على ظهرها، وتستخدمها بين الوجبات للحصول على الطاقة والترطيب، وتتم هذه العملية بكفاءة عالية بحيث يمكن للجمال أن تستمر لأكثر من أسبوع بدون مياه، وتبقى عدة شهور بدون طعام.[١٤]

تعدُّ أكثر المناطق القاحلة في الصحراء خالية تماماً من الحياة النباتية، وهناك نباتات مقاومة للجفاف تكيفت مع الظروف القاحلة، كما أن البعض منها تكيفت مع الظروف المالحة (بالإنجليزية: halophytes)؛ حيث إن معظمها يمتلك جذوراً تصل إلى عمق الأرض بحثاً عن المياه العميقة، وللبعض أوراقاً على شكل أشواك لتقلل من فقدان الرطوبة، وهناك أيضاً نباتات تعيش في مناطق الواحات مثل وادي النيل، والتي تكثر فيها أشجار الزيتون والنخيل وبعض الشجيرات والأعشاب المختلفة.[١٤][١٦]

تاريخ الصحراء الكبرى

يعتقد علماء الآثار أن مناخ الصحراء الكبرى لم يكن قاحلاً كما هو الآن، وأن الصحراء كانت مأهولةً أكثر بالسكان قبل أكثر من عشرين ألف سنة؛ فقد تم العثور على أحافير وكتابات صخرية، وأدوات حجرية، ومعدات صيد، وأمور أخرى وجدت في أماكن تعتبر اليوم جافة جداً وشديدة الحرارة، كما تم العثور على بقايا بعض الحيوانات مثل الزرافة والفيلة والجاموس والظباء ووحيد القرن، بالإضافة إلى بقايا الأسماك والتماسيح وفرس النهر وحيوانات مائية أخرى، وهذا يشير إلى أن الصحراء كانت تضمُّ بحيراتٍ ومستنقعات.[١٧]

عادت الظروف القاسية وأصبحت مناطق كثيرة في الصحراء خالية من السكان في الفترة ما بين عشرين ألف واثني عشر ألف سنة مضت، باستثناء الأماكن التي تتوفر فيها ينابيع المياه والمياه السطحية التي تغذيها المياه الجوفية، وبحلول عشرة آلاف سنة مضت، سكن الصيادون وبعض الجماعات المناطق التي عادت المياه إليها لتملأ البحيرات والمستنقعات والجداول، وقد وجدت آثار للزراعة منذ ثمانية آلاف سنة مضت، كما وُجدت أدلة على تربية الماشية في الجبال قبل سبعة آلاف سنة، ثم غادر السكان مرةً أخرى قبل ثلاثة إلى أربعة آلاف سنة مع تدهور الظروف، لكن بقيت بقعٌ متناثرة مأهولةً بالسكان حول الواحات، عملوا بالتجارة، باستثناء منطقة وادي النيل التي لطالما ما كانت مزدهرة.[١٧]

جدول ترتيب أكبر الصحارى في العالم

يبين الجدول الآتي ترتيباً تنازلياً لبعض أكبر الصحارى في العالم:[١٢]

الاسم النوع المساحة الموقع
صحراء أنتاركتيكا (Antarctic) صحراء قطبية 14.2 مليون كيلومتر مربع القارة القطبية الجنوبية
صحراء أركتيكا (Arctic) صحراء قطبية 14 مليون كيلومتر مربع ألاسكا، كندا، جرينلاند، ايسلاند، النرويج، السويد، فنلندا، روسيا
الصحراء الكبرى (Sahara) صحراء شبه استوائية 9 مليون كيلومتر مربع شمال إفريقيا
الصحراء العربية (Arabian) صحراء شبه استوائية 2.6 مليون كيلومتر مربع شبه الجزيرة العربية
صحراء جوبي (Gobi) صحراء ذات شتاء بارد 1.3 مليون كيلومتر مربع الصين، منغوليا

وللتعرف أكثر على البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال بحث عن البيئة الصحراوية

نظرة عامة حول الصحراء

يُطلق مصطلح الصحراء (بالإنجليزية: Desert) على المناطق الكبيرة نسبياً والتي تتلقى كمياتٍ قليلة من الأمطار؛ حيث إن معظم الصحارى هي أراضٍ قاحلة بظروفٍ جافة تجعلها غير ملائمة لمعظم أنواع الحياة الحيوانية والنباتية؛ فبعض الصحارى شديدة الحرارة، تصل فيها درجات الحرارة أثناء النهار إلى 54 درجة مئوية، وبعضها تتميز بالشتاء البارد، وبعضها تبقى باردة على مدار السنة، وعلى الرغم من أن العديد من الصحارى مغطاة بالرمال، إلا أن الكثبان الرملية تغطي حوالي 10% فقط من صحارى العالم، فبعض الصحارى جبلية، وبعضها الآخر عبارة عن مساحاتٍ جافة من الصخور أو الرمال، كما تُعتبر بعض الصحارى موطناً لمجموعة متنوعة من النباتات، والحيوانات، والكائنات الحية الأخرى التي تمتلك صفات خاصة تساعدها على العيش في هذه البيئة القاسية.[٦][١٢][١]

وللتعرف أكثر على خصائص البيئة الصحراوية يمكنك قراءة المقال خصائص البيئة الصحراوية

المراجع

  1. ^ أ ب “Desert”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  2. “World’s largest deserts”, www.statista.com,22-1-2016، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  3. “What are the Top 10 Largest Deserts in the World?”, www.mapsofworld.com,25-9-2019، Retrieved 20-3-2020. Edited.
  4. Lize-Marié van der Watt (19-3-2020), “Antarctica”، www.britannica.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Antarctic weather”, www.antarctica.gov.au,4-12-2019، Retrieved 21-3-2020. Edited.
  6. ^ أ ب James Burton (23-8-2019), “The 10 Largest Deserts In The World”، www.worldatlas.com, Retrieved 20-3-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث “Antarctica”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  8. Sandra May (7-8-2017), “What Is Antarctica?”، www.nasa.gov, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  9. Ping Zhou (4-8-2018), “Tourism in Antarctica”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  10. KRAIG BECKER (14-1-2020), “IAATO Announces Antarctic Tourism Statistics”، www.tripsavvy.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  11. ^ أ ب Nola Taylor Redd (21-9-2018), “Antarctica: The Southernmost Continent”، www.livescience.com, Retrieved 21-3-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “The World’s Largest Deserts”, www.geology.com, Retrieved 20-3-2020.Edited.
  13. “World’s Largest Desert”، www.infoplease.com، 28-2-2017، Retrieved 22-3-2020.Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح Rachel Ross (25-1-2019), “The Sahara: Earth’s Largest Hot Desert”، www.livescience.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Sahara”, www.britannica.com, Retrieved 22-3-2020. Edited.
  16. ^ أ ب ت ث Amanda Briney (12-8-2019), “All About the Sahara Desert”، www.thoughtco.com, Retrieved 22-3-2020.Edited.
  17. ^ أ ب “Sahara Desert”, www.newworldencyclopedia.org,4-8-2015، Retrieved 22-3-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى