أمراض الحمل والولادة

جديد الوقاية من سكر الحمل

الوقاية من سكر الحمل

إنَّ اتباع نمط حياة صحي قبل الحمل والاستمرار به فور حدوث الحمل وما بعد ذلك يقلل من خطر الإصابة بسكري الحمل،[١] ومع ذلك فلا توجد ضمانات أكيدة للوقاية من الإصابة به، ولكن هذا لا يتنافى مع اتباع نمط حياة صحي، فبالطبع الالتزام به هو الخيار الأفضل دائماً، وبالنسبة للنصائح الصحية التي سيتم ذكرها فإنَّ الهدف منها هو الوقاية من الإصابة بسكري الحمل مجدداً في المستقبل عند حصول حمل مرة أخرى لمن أصيبت به سابقاً، أو تقليل فرص الإصابة بالسكري النوع الثاني لاحقاً في المستقبل.[٢]

مراقبة سكر الدم باستمرار

إنَّ أولى الخطوات التي تُنصح بها المرأة الحامل لتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل هي الالتزام بالفحوصات الطبية الدورية أثناء الحمل،[٣] فخلال الزيارات الأولى ضمن مواعيد العناية ما قبل الولادة، أي الفترة الزمنية بين الأسبوع 8-12 من الحمل يطرح مقدم الرعاية الصحية ممثلاً بالطبيب أو القابلة على الحامل عدة أسئلة لتحديد إذا ما كان خطر الإصابة بسكري الحمل عالياً أم لا، وفي حال تواجد عامل خطر واحد أو أكثر يلجأ لإجراء فحص تحدي الجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose challenge test)، إذ يهدف هذا الفحص إلى قياس استجابة الجسم إلى الجلوكوز، ويتم إجراء هذا الفحص عن طريق شرب الحامل لمحلول سكري، ثم تقاس نسبة السكر في الدم بعد مرور ساعة واحدة فقط، وفي حال أظهرت نتائج التحليل نسبة السكر في الدم أعلى من النسب الطبيعية يتم إجراء اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (بالإنجليزية: Oral glucose tolerance test) واختصاراً OGTT والذي يستغرق مدة ساعتين، ويتم فيه أخذ عينة دم في الصباح بعدما يُطلب من الحامل عدم تناول الطعام والشراب قبل ذلك لمدة 8-10 ساعات -يمكن التحقق من الطبيب المختص إن كان بالإمكان شرب الماء-، وبعد ذلك تُعطى محلول سكري يحتوي على الجلوكوز ويُطلب منها الاستراحة لمدة ساعتين يليها أخذ عينة دم ثانية، والهدف منها هو فحص كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز، ومن الجدير بالذكر أنَّه يتم إجراء هذا الفحص بين الأسبوع 24-28 من الحمل، إلا أنَّه يتم إجراؤه في وقت مبكر وذلك في حالة إصابة الحامل بسكري الحمل سابقاً، هذا إلى جانب الفحص بين الأسبوع 24-28 من الحمل في حال كان الفحص الأول طبيعياً.[٤][٥]

ممارسة التمارين الرياضية

إنَّ من المهم الاستمرار بممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل وذلك بمعدل 30 دقيقة يومياً، وتتضمن التمارين الرياضية التي يمكن للحامل ممارستها: المشي السريع، وقيادة الدراجة الهوائية، والسباحة، فعلى سبيل المثال يساهم المشي لمدة 15 دقيقة بعد الغداء وبعد العشاء في حرق الجلوكوز دون الحاجة إلى الإنسولين الذي ينتجه الجسم بشكل طبيعي، وبالتالي فهي طريقة ممتازة للحفاظ على سكر الدم تحت السيطرة، وهذا إلى جانب الشعور الجيد الذي تعطيه ممارسة التمارين الرياضية، وبالرغم من الاعتقادات السائدة بأنَّ التمارين الشاقة قد تسبب الضرر للجنين إلا أنَّ الأدلة الحديثة تشير إلى عدم تسببها بذلك، ولكن ما يحدث أنَّ التمارين الشاقة قد تسبب ضغطاً زائداً على القلب؛ وذلك بسبب أنَّ الحامل تمتلك كمية أكبر من الدم في جسمها، وبالتالي يُنصح بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة للبقاء في نقطة آمنة، هذا إلى جانب أنَّ الحامل قد تجد الالتزام بالتمارين الرياضية الشاقة صعباً جداً من ناحية جسدية، ويجب التنويه إلى أنَّه لا يجب على الحامل أبداً لوم نفسها عند عدم قدرتها على تحمل 30 دقيقة من التمارين الرياضية بشكل يومي، فالمهم هو ممارستها حتى لو كان ذلك عن طريق النزول من الحافلة قبل الوصول إلى المنزل بمحطة واحدة وإكمال الطريق مشياً.[٦][٧]

تناول الغذاء الصحي

إنَّ الالتزام بتناول الغذاء الصحي خلال الحمل قد يشكل مشكلة خصوصاً مع ظهور تغيرات عديدة، مثل غثيان الحمل، أو كما هو معروف باسم غثيان الصباح (بالإنجليزية: Morning sickness)، أو الرغبة الشديدة في تناول طعام معين أو النفور من أطعمة معينة، ومع ذلك فيجب التنبيه إلى أنَّ الالتزام بالغذاء الصحي يساعد على الوقاية من سكري الحمل إلى جانب اكتساب الوزن بشكل طبيعي،[٨] ومن المهم الانتباه إلى أنَّ المطلوب ليس الزيادة في كمية الطعام، وإنما الالتزام بتغذية جيدة للمحافظة على نمو الجنين بصحة جيدة وحماية الحامل خلال مدة الحمل، وهذا يتطلب إجراء تغييرات في النظام الغذائي ليتضمن ذلك تناول أغذية متنوعة وواسعة، ولهذا أثر على صحة الحامل حتى بعد انتهاء الحمل، فهو يساعد على بناء عادات غذائية صحية مدى الحياة،[٧][٩] وفيما يأتي مجموعة من النصائح العامة وخيارات الأغذية الصحية المختلفة:[٨]

  • تناول خيارات الأغذية الصحية والتي تتضمن ما يأتي:[٨]
    • البروتينات الخالية من الدهون، مثل: الفاصولياء، والسمك، والدواجن البيضاء.
    • الدهون الصحية كالموجودة في المكسرات، وزيت الزيتون، وزيت جوز الهند، وغيرها من الدهون النباتية.
    • الحبوب الكاملة مثل الأرز البني، والباستا، والشوفان، والخبز.
    • منتجات اللبن منخفض الدهون مثل اللبن اليوناني.
    • الحضراوات غير النشوية والفواكه.
  • تجنب كل مما يأتي:[٨]
    • الأطعمة المصنعة.
    • المشروبات السكرية بما في ذلك القهوة الجاهزة، ومشروبات الطاقة، والعصائر، والمشروبات الغازية.
    • السكر الزائد.
  • تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية قليلة جداً، لأنَّ هذا يتعارض مع الحصول على التغذية اللازمة.[١٠]

خسارة الوزن الزائد

يعتبر بدء الحمل بوزن صحي من النقاط المهمة للتمتع بحمل صحي، ولذلك تُنصح النساء الراغبات بالحمل بإجراء العديد من التغييرات في نمط الحياة لضمان الحصول على وزن صحي والمحافظة عليه قبل الحمل، ويكون ذلك بخسارة أي وزن زائد قبل الحمل باتخاذ تغييرات دائمة في عادات الطعام على سبيل المثال، كتناول المزيد من الخضراوات والفواكه،[٢][٨] ولكن يجب التنبيه إلى عدم محاولة خسارة الوزن في حال كانت المرأة حاملاً، فالطبيعي زيادة الوزن أثناء الحمل لصحة الجنين، ويجدر بالحامل حينها استشارة الطبيب لمعرفة الوزن الذي من المفترض اكتسابه للحصول على حمل صحي.[١١]

ملخص حول سكر الحمل

يعرف سكري الحمل أو السكري الحملي (بالإنجليزية: Gestational diabetes) بأنَّه السكري الذي يصيب الأم أثناء الحمل؛ وذلك بسبب الهرمونات التي تسبب مقاومة الجسم للإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، وهذا يؤدي بدوره إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ومن الجدير بالذكر أنَّ سكري الحمل يختفي من تلقاء ذاته بعد عملية الولادة في العادة، ولكنه يرفع خطر نسبة إصابة الأم بالسكري النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 diabetes) مقارنة بالنساء اللواتي لم يصبن بسكري الحمل.[١٢]

ولمعرفة المزيد عن سكري الحمل يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو سكر الحمل).

المراجع

  1. “Gestational diabetes: Q and A”, www.mydr.com.au,2016-06-10، Retrieved 2020-3-28. Edited.
  2. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2020-2-27), “Gestational diabetes”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-3-28. Edited.
  3. Jenna Fletcher (2019-5-15), “What are the symptoms of gestational diabetes?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-3-28. Edited.
  4. “Gestational diabetes”, www.nhs.uk,2019-8-6، Retrieved 2020-3-28. Edited.
  5. “Glucose challenge test”، www.mayoclinic.org، 2019-8-6، Retrieved 2020-3-28. Edited.
  6. “How do I prevent gestational diabetes?”, www.diabetes.co.uk,2019-1-15، Retrieved 2020-3-30.Edited.
  7. ^ أ ب What to Expect Editors (2019-3-20), “Gestational Diabetes During Pregnancy”، www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-3-30. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج Jenna Fletcher (2019-5-13), “Ways to prevent gestational diabetes”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-3-31. Edited.
  9. “Preventing gestational diabetes”, www2.hse.ie,2019-3-28، Retrieved 2020-3-31. Edited.
  10. “Gestational Diabetes”, www.drugs.com,2020-3-6، Retrieved 2020-3-31. Edited.
  11. “Gestational Diabetes”, www.cdc.gov,2019-5-30، Retrieved 2020-4-1. Edited.
  12. “Gestational Diabetes”, www.uofmhealth.org, Retrieved 1-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى