عبادات

جديد النوافل ومتى تصلى

النوافل

تُعدّ النوافل من الأعمال التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، والتي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها، فكل عبادةٍ أمر الله سبحانه وتعالى عباده بفعلها، جعل لها ما يُشبهها من النوافل؛ فمثلاً فرض الله على عباده صوم رمضان، فجعل من النوافل صيام الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض، وغيرهنّ من الأيام، وفرض على عباده الحجّ، فجعل من النوافل تأدية العمرة، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة المفروضة، جعل صلاة النافلة بأنواعها، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى وفضله على عباده، ليُكثروا من فعل الطاعات والعبادات التي تُقرّبهم من الله سبحانه وتعالى.

معنى النافلة لغةً واصطلاحاً

تُعرّف النَّافِلَةُ في اللغة بأنها ما زاد على النَّصِيب أَو الحقَ أَو الفَرض، وتُطلق أيضاً على الغنيمَة، والهِبَةُ، وتجمع نافلة على نوافل،[١] أما النافلة في الاصطلاح فهي العِبادة التي يقوم بها العبد، وتكون ليسَت مفروضةً ولا واجبةً عليه، فهي العِبادة الزائدة على ما هو لازم، فتدخل تحتها السنن المؤكدة والمستحبة والتطوّع غير المؤقت .[٢]

النوافل ووقتها

صلاة النافلة هي واحدةٌ من أشهر أنواع النوافل في العبادات، وتنقسم إلى قسمين:[٣][٤]

نوافل معينة

تنقسم هذه النوافل إلى قسمين؛ نوافل مُتعلّقة بسبب، ونوافل متعلقة بوقت، أمّا النوافل المتعلّقة بسبب فهي:

النوافل المتعلّقة بسبب

  • صلاة الكسوف والخسوف: ويُقصد بالكسوف؛ ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً، أما الخسوف فهو ذهاب ضوء الشمس أو بعضه نهاراً؛ حيث تؤدّى هذه الصلاة وهي عبارة عن ركعتين من وقت بداية الكسوف أو الخسوف إلى أن ينتهيا ويَذهبا.
  • صلاة الاستسقاء: يُقصد بها الصلاة التي تؤدّى طلباً للسُقيا من الله سبحانه وتعالى على صفة مخصوصة، وتؤدّى هذه الصلاة في كل وقت مع اجتناب الأوقات التي حصل النهي عن الصلاة فيها، وهي من بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، ومن بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
  • صلاة الاستخارة: هي عبارة عن ركعتين تؤدّيان طلباً للخيرة من الله سبحانه وتعالى في أمرٍ من الأمور، وتؤدّى هذه الصلاة في أيّ وقت باستثناء أوقات النهي.
  • صلاة الحاجة: تؤدّى هذه الصلاة عندما يريد المرء طلباً أو حاجةً من الله سبحانه وتعالى، وليس لها وقت مُحدّد مع عدم تأديتها في أوقات الصلاة المنهي عنها.
  • ركعتا تحية المسجد: تؤدّيان عند الدخول إلى المسجد، وقبل الجلوس.

النوافل المتعلقة بوقت

  • صلاة التراويح: تؤدّى هذه الصلاة في شهر رمضان المبارك، من بعد صلاة العشاء إلى طلوعِ الفجر.
  • صلاة الوتر: تؤدى بعد صلاة العشاء إلى الفجر الثاني، وأقلّها ركعة.
  • صلاة الضحى: تؤدّى بعد ارتفاع الشمس بقدر رمح إلى قبيل الزوال، ويُفضّل أن تُؤدّى إذا اشتد حر الشمس.
  • صلاة التهجد، أو صلاة قيام الليل: تُصلى من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، ومقدارها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
  • السنن الرواتب: هي النوافل التي تُصلّى قبل صلاة الفريضة أو بعدها، وهي قسمان؛ رواتب مؤكدة وهي ركعتان أو أربع ركعات تؤدّى قبل صلاة الظهر، وركعتان تؤديان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، والرواتب غير المؤكّدة، وهذه يؤدّيها المرء ولا يداوم على فعلها، وهي ركعتان تؤديان قبل صلاة العصر، وركعتان تؤديان قبل صلاة المغرب، وركعتان تؤديان قبل صلاة العِشاء.

نوافل مطلقة

يُقصد بها النوافل التي لا تتعلّق بسبب، ولا تتعلّق بوقت، وليس لها عدد معيّن، وهذا النوع من النوافل تأديته مشروعة في الليل أو النهار باستثناء أوقات الصلاة المنهي عنها، ويُفضّل أن تؤدّى هذه النوافل مثنى مثنى.

فضل صلاة النافلة

لأداء صلاة النافلة فضل عظيم، ذكرته نصوص السنة النبوية الشريفة، ومن فضل أداء صلاة النافلة:[٥][٦]

  • أداء النوافل سببٌ من الأسباب التي تجلب مَحبّة الله سبحانه وتعالى للعبد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه؛ كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه)[٧]
  • تجبر النقص الذي يَحصل في صلاة الفرض؛ فالمُصلّي إذا حاسبه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ووجد في صلاة الفرض عنده نقص، وقد كان يؤدّي النوافل، فإنّ هذه النوافل تجبرالنقص الحاصل في صلاة الفرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم )[٨]
  • جلب البركة للبيت الذي تؤدّى فيه صلاة النافلة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا)[٩]
  • الإكثار من أداء النوافل من أعظم أسباب دخول الجنة، فعن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: (كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سلْ، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ، قال: أو غيرَ ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ)[١٠]

المراجع

  1. “معنى النافلة”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017. بتصرّف.
  2. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 100، جزء 41. بتصرّف.
  3. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 108-110، جزء 41. بتصرّف.
  4. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 527. بتصرّف.
  5. “فوائد صلاة النوافل”، الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف – دولة الإمارات العربية، 30-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2017. بتصرّف.
  6. د. سعيد بن وهف القحطاني، صلاة التطوع – مفهوم، وفضائل، وأقسام، وأنواع، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 6–7. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هُريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم: 864، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1187، صحيح.
  10. رواه مسلم بن الحجاج، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 489، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى