شخصيات تاريخية

جديد الملك أخناتون

أخناتون

حكمَ أخناتونُ مصرَ القديمةَ لمدّةِ أربعةَ عشرَ عاماً، وذلكَ بينَ عامَي 1352ق.م-1338ق.م؛ إذ تولّى الحكمَ بعد والدِه أمونحوتبَ الثالثِ، وكانَ اسمُ أخناتون آنذاك (أمونحوتب الرابع)، وقد عُرِفت الفترةُ التي حكمَ فيها باسمِ (العمارنة)، كما امتدّت مرحلةُ العمارنةِ لتشملَ حُكمَ الفرعونِ سمنخارَ، وتوت عنخ آمون، أمّا بدايةُ حكمِه فقد كانت في مدينةِ طيبةَ، ثمّ انتقلَ منها ليتّخذَ لنفسِه عاصمةً في مدينةٍ تُدعى (أخيتاتن)، وكلمة أخيتاتن تعني في اللغةِ المصريّةِ القديمةِ: (أفقَ قرصِ الشمسِ)، وهيَ منطقةٌ واقعةٌ على طولِ الساحلِ الشرقيِّ لنهرِ النيل، علماً بأنّه حرص على بنائها، وتجهيزِها بسرعةٍ باستخدامِ كُتلٍ حجريّةٍ صغيرةٍ نسبيّاً يسهُل رفعُها.[١]

اكتُشفَت في المدينةِ عامَ 1887م رسائلُ وصلَ عددُها إلى 350 رسالةً سُمِّيت (رسائل العمارنة)؛ وهيَ مُراسلاتٌ دبلوماسيّةٌ بين أخناتون، والملوكِ في غربِ آسيا؛ حيث ظهرَت في تلكَ الفترةِ إمبراطوريّةُ الحثيّين في تركيا حاليّاً، والتي خاضت حروباً ضدَّ حلفاءِ الفراعنةِ، وحاولت إيجاد الاضطراباتِ، وعدمِ الاستقرارِ في منطقةِ سوريا، وقد حاولَ الملوكُ ردعَهم بتوجيه حملاتٍ عسكريّةٍ نحوهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ أخناتون تُوفِّيَ في ظروفٍ غامضةٍ، وخلفَه في الحكمِ توت عنخ آمون الذي يُعتقَد بأنّه كانَ ابنَه، وبعدَ بضعِ سنين هُجِرت عاصمتُه أخيتاتن.[٢]

أخناتونُ والدّين

يُعَدّ أخناتون أوّلَ من وضعَ ديناً مُحدَّثاً يُوحّدُ الطقوسَ نحو جهةٍ واحدةٍ؛ فقد أسَّسَ في فترةِ حكمِه عبادةً تعتمد على تقديسِ الإله (آتون)، والذي كانَ يُصوَّرُ على أنّه قرصُ الشمسِ؛ فقد ظهرَت في بعضِ الآثارِ القديمةِ نقوشٌ تُصوّرُ الإله آتون على أنّه قرصُ شمسٍ في السماءِ يمدّ أشعّةً منه نحو الأسفلِ لتصلَ إلى العائلةَ الملكيّةَ، وقد كرّسَ أخناتون جهودَه على العبادةِ الجديدةِ، فبنى العديد من المعابدِ الجديدةِ المُخصَّصةِ لعبادةِ الإلهِ (آتون)، مثل: المعابدِ في الكرنكِ، وتلّ العمارنةِ، كما قُدِّمت أعدادٌ كبيرةٌ من طاولاتِ القرابينِ؛ للاحتفالِ بالإله آتون، ولم يكتفِ بتقديسِ إلهه الجديدِ، بل دنَّس الآثارِ التي تحملُ صورةَ، أو اسمَ الإلهِ السابقِ (آمون).[٣]

أخناتونُ والفنّ

اتَّخذَ الفنُّ في فترةِ حكمِ أخناتون صوراً جديدةً، ومختلفةً عن الفترةِ السابقةِ؛ فقد صُوِّرت العائلةُ الملكيّةُ بأجسادٍ ذاتِ رقابٍ ممدودةٍ، وأذرعٍ، وأرجلٍ طويلةٍ، ونحيلةٍ، ومن أشهرِها الصورةُ المنحوتةُ التي تُبيِّن أخناتونَ، وزوجتَه نفرتيتي، والأطفالَ يلمسون الأشعّةَ القادمةَ من الإلهِ آتون، وقد فُسِّرت هذه الصورةُ عبرَ عدّةِ نظريّاتٍ؛ إحداها وضّحَت أنّ الهدفَ من الاستطالةِ هو إظهارُ التحوُّلاتِ التي تحدثُ للبشرِ عندَ ملامستِهم لأشعّةِ آتون التي تحملُ القوّةَ، أمّا التفسيرُ الثاني فيذكرُ أنّ العائلةَ الملكيّةَ كانت تعاني من اضطرابٍ وراثيٍّ يُدعى مُتلازمة مارفان، كما اختلفَت الصُّور في فترةِ العمارنةِ؛ لكونِها تُظهر العائلةَ الملكيّةَ في صورٍ حميميّةٍ، بينما كانت صُوَرُ الفراعنةِ من قبلُ صوراً شخصيّةً يظهرُ فيها الفرعونُ وهو يمارسُ نشاطَ الصَّيدِ، أو يظهرُ كمحاربٍ في المعاركِ، أو يقفُ بصحبةِ إلهه، أو ملكتِه في مشاهدَ مهيبةٍ.[٤]

المراجع

  1. Mark Damen (2016), “Akhenaten and Monotheism”، www.usu.edu, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  2. Owen Jarus (30-8-2013), “Akhenaten: Egyptian Pharaoh, Nefertiti’s Husband, Tut’s Father”، www.livescience.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  3. Peter F. Dorman (28-2-2018), “Akhenaten: King Of Egypt”، www.britannica.com, Retrieved 24-3-2019. Edited.
  4. Joshua J. Mark (17-4-2014), “Akhenaten”، www.ancient.eu, Retrieved 24-3-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى