محتويات
'); }
القوة الاقتصادية
يُقصد بالقوة الاقتصادية امتلاك الدولة للمقومات الاقتصادية الأساسية لنموها وتطورها، سواء من الناحية التجارية، أو الصناعية، أو حتى على الصعيد الزراعي، أو على صعيد استغلال الثروات والمقدرات الطبيعية فيها، مما يُحقق لها الاكتفاء الذاتي، ويُحسن المستوى المعيشي للأفراد، ويحقق الرفاه الاقتصادي، ويرفع مستوى الدخل الفردي والقومي كذلك، إلى جانب إمكانية الاستثمار خارج البلاد، والمساهمة في حجم الإنتاج في السوق العالمي، وتحقيق مفهوم القوة السياسية، وحجز المكانة الاعتبارية بين الدول، ولتحقيق القوة الاقتصادية في العالم يجب توفر العديد من العوامل التي سوف نتحدث عنها، كما سوف نُقدم نموذجاً لقوة اقتصادية تُعدّ الأولى عالمياً، ثم نُعرج على قوة اقتصادية أُخرى، تأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم.
عوامل تحقيق القوة الاقتصادية في العالم
- توفر الموارد المادية والطبيعية وتنوعها؛ مثل: البترول، والفحم، والغاز، أو الثروة المعدنية؛ مثل: الذهب، والحديد، والألماس، أو توفر الأراضي الخصبة أو الزراعية الجيدة التي تناسب زراعة بعض المحاصيل بنجاحٍ عالٍ؛ كالأرز، أو القمح، أو القطن، والسكر، والنخيل، إلى جانب المعالم الطبيعية التي تُشكل ثروات كثيرة لبعض البلدان؛ كبحيرات وجبال الملح الذي تستثمره الدول في صناعة وتصدير ملح الطعام.
- استغلال الموارد المتوفرة على أفضل وجه، سواء من الناحية التصنيعية، أو من ناحية الحصول على الكمية الخام منها، وحتى من ناحية شكل الإنتاج، وتوظيف التكنولوجيا في تطوير المنتجات التي تعتمد في الأساس على المواد الخام، بالإضافة إلى الخطط التسويقية لها، وطريقة عرضها في السوق، أو تصديرها إلى الأسواق الخارجية، مروراً بمرحلة تطوير الإنتاج، وإضافة الجديد للمُنتج المطروح.
- الاهتمام بالابتكار والعلوم والتكنولوجيا؛ فبعض الثروات لا تنحصر بالموارد الطبيعية، فبعض الدول قفزت إلى ميدان المنافسة العالمية، وذلك من خلال اهتمامها بالتطور العلمي، والاختراعات المُقدمة، وتوسيع الآفاق الابتكارية للشباب، إلى جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجالات كثيرة؛ أهمها الإنتاج، والمجالات الخدمية؛ حيثُ تتوفر اليوم مصانع بأكملها تُدار بالآلات الحديثة التي يتم التحكم بها وفق أنظمةٍ تكنولوجيةٍ عالية المستوى.
- توفر رأس المال؛ فلدى العديد من الدول الثروات الخام في أراضيها، لكنها لا تمتلك رأس المال الضروري لتغطية تكاليف الإنتاج والتسويق، فإما أن تضيع هذه الثروات هدراً، أو تُفتح أبواب الاستثمار للشركات الأجنبية، وهذا ما يحصل للكثير من الدول الإفريقية التي تربض على جبالٍ من الذهب والألماس، في حين يُعاني سكانها من الفقر والجوع والمرض.
'); }
أمريكا القوة الاقتصادية الأولى في العالم
الولايات المُتحدة الأمريكية هي الدولة التي تملك القوة الاقتصادية الأولى على مستوى العالم، وتقع هذه الدولة في قارة أمريكا الشمالية التي تضم إلى جانبها كندا، وتتعدد العوامل التي جعلت منها كذلك منذ سنواتٍ طويلة، وفي هذا المقال سوف نتعرف على تلك العوامل، التي تتنوع ما بين العوامل الاقتصادية وأُخرى تاريخية. ومن أهم العوامل التي أدت لامتلاك أمريكا للقوة الاقتصادية:
العوامل البيئية والاقتصادية
حيثُ يتنوع النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة؛ وذلك نتيجة تنوع التضاريس، وتنوع المناخ أيضاً، حيثُ تُنتج ولاية ما محصولاً زراعياً لا تُنتجه ولاية أُخرى، في حين تتميز ولايات أُخرى بالنشاط التجاري، وصناعة المعدات والسيارات مثلاً، كما تُركز ولايات أُخرى على مجال التصنيع وتكرير النفط، أو استخراج الفحم، وهكذا نستنتج أنّ ما سبق يُحقق التكامل الاقتصادي للولايات جميعاً، كما تشمل العوامل الاقتصادية العديد من النقاط؛ مثل:
- توفر المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة.
- خصوبة التربة وتنوعها.
- وفرة المياه التي تشمل الهطولات المطرية، بالإضافة إلى الشبكة النهرية.
- توفر مصادر الطاقة؛ مثل: الفحم، والبترول، والغاز الطبيعي، والكهرباء.
- توفر المعادن؛ كالحديد، والبوكسيت، والنحاس، والفوسفات.
- وفرة الخامات الزراعية سواء القطن، أو قصب السكر.
- وفرة رؤوس الأموال.
- وجود القوة العاملة.
- تطور شبكات النقل والمواصلات وتنوعها.
العوامل التاريخية
تشمل العوامل التاريخية استثمار أمريكا للثورة الصناعية منذ بداية ظهورها، بالإضافة إلى الاستقلال السياسي الذي سمح لها بترتيب بيتها الداخلي، وسن الدستور، وتقسيم البلاد إلى ولايات تُشارك في دعم الاقتصاد الأمريكي عبر اقتصادها المحلي.
الاتحاد الأوروبي ثاني قوة اقتصادية في العالم
يُعتبر الاتحاد الأوروبي الذي يتكون من ثمانٍ وعشرين دولة تقع في القارة الأوروبية القوة الاقتصادية الثانية في العالم، وذلك بسبب وجود العديد من العوامل التي جعلت من اقتصاد الاتحاد الأوروبي ثاني قوة اقتصادية في العالم ما يلي:
عوامل قوة الاتحاد الأوروبي اقتصادياً
العوامل الطبيعية
- اتساع مساحة الاتحاد.
- المواقع الاستراتيجية لمعظم دوله.
- وجود مساحات شاسعة صالحة للزراعة.
- موائمة المناخ وتنوعه، بحكم تنوع مواقع الدول، وبالتالي تنوع النشاط الاقتصادي، حيثُ يسود مناطق الاتحاد الأوروبي المناخ المتوسطي، والقاري البارد، والمناخ المحيطي، والجبلي.
- تنوع التضاريس، بحيثُ توجد الجبال، والسهول، والهضاب، والمسطحات والمجاري المائية؛ كالبحيرات، والأنهار، والشواطئ البحرية.
- توفر المياه، ووجود التربة الخصبة، مما أدى إلى تطور المجال الزراعي بشكلٍ كبير.
- تمتع العديد من الدول بسواحل طويلة على المسطحات المائية.
- وجود مصادر الطاقة؛ مثل: الفحم، والبترول، والغاز الطبيعي، والمعادن؛ مثل: الحديد، والنحاس.
- تباين القدرات الصناعية والزراعية بين الولايات، وهذا ما حقق في نهاية الأمر ما يُعرف اقتصادياً بالتكامل الاقتصادي.
العوامل التاريخية
- الثورة الصناعية التي حققت تطوراً اقتصادياً كبيراً لدول الاتحاد الأوروبي.
- الاستقرار السياسي بعد الحرب العالمية الثانية.
- التكتلات الاقتصادية التي حدثت مع نهاية الحرب العالمية الثانية.
العوامل البشرية
- وفرة القوة العاملة في مختلف القطاعات، سواء الزراعية، أو الصناعية، أو التجارية، أو قطاع الخدمات.
- وجود رؤوس الأموال.
- وجود الأسواق الداخلية، وإنشاء أسواق خارجية مهمة، وذلك بسبب حسن التسويق، وبراعة التخطيط التجاري.
- توظيف التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات الحيوية.
- توفر البنية التحتية القوية، مثل: شبكات الكهرباء، والماء، وباقي الخدمات من وسائل النقل والمواصلات، إذ يملك الاتحاد أكبر أسطول بحري، وأكبر ميناء بحري، وهو ميناء روتردام في هولندا.
معوقات اقتصاد الاتحاد الأوروبي
- عدم وجود موارد الطاقة بشكلٍ كافٍ في دول الاتحاد الأوروبي، مما يجعله يلجأ إلى استيرادها من السوق الخارجي.
- نمو اقتصاد الدول المنافسة؛ كالولايات المُتحدة الأمريكية، واليابان، وروسيا، وهذا ما يزيد حدة التنافس في الأسواق الخارجية.
- تعرضه لبعض المشاكل الاقتصادية؛ كحالة التقشف التي اضطرت لها اليونان في السنوات الأخيرة، وانسحاب بعض الدول المركزية من الاتحاد؛ كبريطانيا.
- تراجع نسبة القوة العاملة، لذا تُلقب أوروبا بالقارة العجوز، وارتفاع نسبة البطالة بين السكان.