منوعات للأحبة

جديد الفرق بين حب العشاق و حب الأزواج

مقالات ذات صلة

حب العشاق

يُعتبر الحب بالنسبة للعشاق مؤثراً عميقاً يأسر كيان الشخص ويسلبه إرادته وتفكيره المنطقي وتحليله للعلاقة ولطبيعة وشخصيّة الشريك، وهو عاطفة قويّة غير قابلة للتراجع والاستسلام، كما أنّه من ناحيّةٍ أخرى عنصراً مهماً في العلاقات الاجتماعيّة المختلفة وسبباً لترابط الأشخاص وتحقيق المودّة والألفة وتقريب قلوبهم، واختلف تفسيره من قبل العلماء والفلاسفة، فاعبتره البعض ظاهرةً فيزيائيّة مُعقدة وبحتة تطلبت الدراسة والتركيز، فهو شعور موثر وجذّاب وصادق يدمج الطرفين في روحٍ واحدة ويوحد قلوبهم، وقد تغنّى به الشعراء ومدحه الأدباء وخطّوا له أعذب وأجمل الخطابات والقصائد الرومانسيّة المؤثّرة والصادقة.[١]

الحب بين الأزواج

كحال الحب بين العشاق، فقد اختلف الباحثون في تفسير طبيعة العلاقة والحب الذي يربط بين الأزواج، واعتبروه عنصراً هاماً يُعزز استقرار ودوام العلاقات الزوجيّة الناجحة، ويُحقق سعادة أطرافها، وتنعكس آثاره على المجتمع أيضاً، فطبيعة العلاقة المُعقدة التي تربط الزوجين وتمتد جذورها لتُشكل أساساً ثابتاً للأسرة وبناءها بشكلٍ سليم، يعتمد بشكلٍ وثيقٍ على مشاعر الحب والألفة المُتبادلة بينهما، وهو مزيج من مشاعر الالتزام، والعواطف القوية والقريبة، والحاجة بينهما، والقدرة على تكميل بعضهما، ويتكوّن من عناصر عدّة أبرزها الجاذبيّة نحو الزوج، والرومانسيّة والعاطفة الدافئة التي يقدمها الطرفين لبعضهما، حيث إن استمرار العلاقة الزوجيّة قد يكون أمراً صعباً دون التعبير عن الحب والاعتراف بوجوده بصدقٍ داخل كلّ منهما، والذي ينعكس على سلوك المرء وطريقة التزامه ودعمه لهذه العلاقة.[٢]

الفرق بين حب العشاق وحب الأزواج

هُنالك بعض الفروقات التي تُميّز العلاقات الزوجيّة وتجعلها تختلف عن الحب الذي يؤلف بين قلوب العشاق، ومنها ما يأتي:

اختلاف أدوار الشريكين وتأثيرها على العلاقة

تنتشر بين الناس فكرة دوام العلاقات بوجود الحب، لكن طبيعة الحب في العلاقات بين العشاق تختلف عن علاقة الأزواج ببعضهم، حيث إنّ الحياة الزوجيّة قد تتطلب الكثير من المقوّمات التي قد يكون الحب أولها وأهمها إلا أنه يُعتبر غير كافٍ لدوامها واستمرارها بالشكل الصحيح الذي يُرضي الزوجين ويجعلهما سعداء، حيث يتطلب الزواج الكثير من التنازلات التي لا تخدم سعادة واستقرار الزوجين فقط، بل تتطلب تأقلم كل منهما وتكيّفه مع ظروف الحياة مع الشريك، ورغبته الضروريّة بالتضحيّة والحد من الخلافات التي تؤثّر عليهما وحلّها قبل أن تتفاقم؛ لأنه علاقة اجتماعيّة آثارها أكثر تشعّباً، وليست حاجة شخصيّة قد تشمل طرفين فقط، في حين أن العشاق قد تُبنى سعادتهم على التنازلات والتضحية والحب المُتبادل أيضاً لكن بدور وجهد محدود، وبمبادرة ومقوّمات أقل تأثيراً على العلاقة وعلى الآخرين من حولهما، إذ إن الانسجام والاهتمام والمودّة قد تكون أمور بسيطة إلا أنها تحقق سعادتهما وتدعمها.[٣]

حقيقة ارتباط الحب بقرار الزواج أو العكس

يُعتبر الحب الصادق الحقيقي شعوراً نقيّاً يخدم رفاهيّة وراحة وسعادة الأطراف في علاقات الأزواج وحتى العشاق، إلا أنّه قد لا يُثمر وينتهي بالوصول لأحدهما، مثلاً فإن حبّ العشاق قد ينمو ويُصبح أكثر قوّةً مع الوقت لكنه لا يكون مثمراً في النهاية ويقود طرفيه للزواج السعيد الذي تمنيّاه؛ نظراً لبعض العوامل والأسباب المُختلفة التي قد تؤدي بالنهاية للانفصال، وهو أمر يعتمد بشكلٍ أساسي على قرارهما، والتأني والاجتهاد لدعم هذا الحب والصعود به لسلم الزواج، أما حبّ الأزواج فقد لا يكون بقرارٍ وتخطيطٍ مُسبق ومدروس وقتاً طويلاً؛ حيث إنّ بعض الزيجات قد تكون تقليديّة وتسير وفقاً لعادات بعض المُجتمعات وثقافاتها التي تجمع بين الزوجين بالشعور، بِدءاً من إحساسهما بالارتياح والانسجام مع بضعهما، لكنها بالنهاية تقودهما لحبٍ عميقٍ وتناغمٍ حقيقي يؤلف بين قلبيهما، ويثمر عنه زاوج ناجح، وعلاقة مُستقرة وواضحة الأهداف.[٤]

شعور الشريكين بالالتزام الحقيقي اتجاه العلاقة

تختلف طبيعة ونوع الالتزامات بين الزوجين عن العاشقين، فكلاهما يعتنيان ببعضهما ويُقدمان المشاعر الصادقة والثمينة التي تتمثل بالاحترام والثقة والإخلاص والعطف والرعاية وغيرها، إلا أن مسؤوليات الأزواج اتجاه بعضهم تختلف عن مسؤوليات العشاق، وهو أمر قد يلعب دوراً هاماً في دوام العلاقة واتزانها مع مرور الوقت، فالأزاوج بحاجة لتقديم واجبات أكبر اتجاه أسرة بأكلمها، بحيث تخدم مصلحة العائلة ورفاهيّتها، والتي تشمل الأطفال وأقارب الشريك وعائلة الزوج نفسه وغيرهم، وهي عطاء مُستمر وواجب لا يجب أن يتوقف، أما العشاق فمسؤوليتهم قد تقتصر على إسعاد بعضهم مما يُخفف الضغط عليهم، ويجعل علاقتهم أكثر مرونةً وسهولةً من الأزواج، الأمر الذي يجعل البعض يُفضلون الحب الرومانسيّ على الزواج لبساطته والتزامه المحدود.[٣][٥]

النظرة المثاليّة للشريك في العلاقتين

يمتاز حب العشاق بقوّته الكبيرة وسيطرة العواطف العميقة على كيان العاشق، الأمر الذي قد يجعله ينظر لشريكه بمثاليّةٍ مُبالغٍ بها، رغم وجود بعض الأخطاء والصفات السلبيّة لديه إلا أنه قد لا يراها بوضوحٍ، أو يشعر بانجذابٍ شديد يجعله يتغاضى عنها دون وعيّ، في حين أن حب الأزواج يكون أكثر عقلانيّةً واتزاناً، ويستمر أيضاً بتقبّل ودراية كلا الشريكين بعيوب الآخر، لكنهما في النهاية يعلمان بأنّ الزواج هو قلبين يجتمعان تحت سقفٍ واحد، ونصفين يُكمّلان بعضهما البعض؛ للوصول للسلام الداخليّ ونجاح العلاقة وسعادة العائلة، كما أنّ هنالك مشاعر أخرى تكون أكثر لهفةً وحماساً لدى العشاق تخلق لديهم شعوراً بالشغف والفضول اتجاه بعضهم والرغبة باكتشاف شخصيّة الشريك عن قرب، في حين أن الأزواج يقطنون تحت سقفٍ واحدٍ ويدرسون شخصيّة بعضهم في سنوات الزواج الأولى، أو خلال فترة الخطوبة ويتعرفون على بعضهم أكثر فتُصبح مشاعر الفضول أقل، وينعمون باستقرارٍ وإدراك وفهمٍ أكبر لحاجات ورغبات بعضهم البعض.[٥]

وجود الأطراف المؤثّرة ودورهم في نجاح ودعم العلاقة

يختلف دور الأطراف في كل من علاقة الحب بين العشاق، وطبيعة الرابطة الزوجيّة بين الأزواج، حيث إن الأولى قد تشمل الشاب والفتاة، وبعض الأصدقاء أو الزملاء الذين يُشاركون بجزءٍ بسيط في توطيد العلاقة بينهما، من خلال البوح والتعبير لهم عن المشاعر، وطلب استشارتهم أحياناً، وطبيعة نظرة وتعامل الطرف الآخر اللطيف معهم؛ لإرضاء الشريك، أما الزواج فكما ذكر من قبل يحتوي على أطرافٍ عدّة أبرزها الأطفال الذين يشكّلون ثمرة الزواج وعاملاً رئيسياً يُجبر الزوجين على الالتزام أكثر، والتضحيّة والتنازل، ويحثّهم على الارتقاء بهذه العلاقة وتعزيزها؛ لإسعادهم وحمايتهم وتوفير بيئةٍ صحيّةٍ لهم، إضافةً لوجود الأقارب والعائلة ووالدي الزوجين اللذين يُشكلون حلقة ربطٍ هامة تجمع الزوجين وتوطّد علاقتهم، فيرى كل منهم نفسه جزءاً من عائلة الشريك، وبالتالي يهتم لأمرهم ويسعد بقضاء الوقت اللطيف معهم، مما ينعكس على صحة علاقته ورضا شريكه.[٦]

المراجع

  1. “Philosophy of Love”, www.iep.utm.edu, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  2. Kori D. Miller (11-2-2020), “Marriage Psychology and Therapy: The Science of Successful Relationships”، positivepsychology.com, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Aaron Ben-Zeév Ph.D. (7-4-2014), “Is Love Really Essential to Marriage?”، www.psychologytoday.com, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  4. “Difference Between Love and Marriage”, www.differencebetween.net, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Ms.Sneha Bhat (23-2-2016), “6 Differences Between Romance & Marriage..!!”، www.practo.com, Retrieved 5-5-2020. Edited.
  6. Marcus Kusi, “14 Differences Between the Girl you Date and the Woman you Marry”، www.lifehack.org, Retrieved 5-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى