'); }
الفرق بين الحب والتعلّق
يختلط هذان المفهومان على النّاس بشكل كبير وخاصّة فيما يتعلّق بالعلاقات العاطفيّة، إلا أنّه لكلّ منهما ما يميّزه عن الآخر من المشاعر والدوافع وصور الارتباط بالأشخاص، وتكمن الاختلافات بين كلا النوعين في النقاط التالية:[١][٢]
- الشعور بالحبّ يعني الإحساس بالبهجة والسعادة بسبب وجود الأشخاص الذين يحبهم الفرد، بينما التعلّق يعني الشعور الإنسان بالاختناق والحزن إذا لم يكونوا هؤلاء الأشخاص حوله في كلّ الأوقات وفي جميع الظروف المختلفة، وهو أيضاً شعوره الدائم بأنه بحاجة إليهم ليقدموا له نوعاً خاصاً من المعاملة ليشعر أنّه بخير، وهذا النوع من المعاملة هو ما يجعله يتعلّق بهم لأنّهم يوفّرون له هذه المشاعر الاستثنائيّة التي لا يستطيع العيش بدونها.
- العلاقة التي تقوم على الحبّ هي علاقة لا تحتاج إلى بذل الجهد الكبير جدّاً لإبقائها على الطريق الصحيح، بينما العلاقة القائمة على التعلّق تحتاج الكثير من الجهد للإصلاح وتوضيح الأمور من أجل بقائها على قيد الحياة، وذلك بسبب حدوث الكثير من سوء التفاهم بين الطرفين وخاصّة فيما يتعلّق بالشخص المتعلّق بكثرة.
- الحبّ يعني الاهتمام بالآخر وبكلّ ما يخصّه ولكنّه لا يعني القلق الدائم حيال فقدانه وهذا ما يحدث حين التعلّق، فالإنسان المتعلّق يشعر دائماً بالقلق والخوف من فقدان الآخر مما يقوده إلى خسائر نفسية كبيرة في المستقبل.
- الحبّ يعني تمني السعادة والراحة الدائمتين للشخص الذي يحبّه، بينما يعبّر التعلّق عن إصرار الإنسان أن يتملّك هذا الشخص بشكل خاصّ حتّى لو لم يعنِ هذا سعادته.
- يقوم الحبّ على التفاهم بين كلا الطرفين دون وجود خلافات تحتاج إلى حلول جذرية، بينما قد يتخلّل التعلّق شعور جامح بالغيرة والتي عادة ما تكون مفرطة وفي غير مكانها الصحيح.
'); }
مفهوم الحب
قد يتجادل المختصّون حول معنى الحبّ بشكل عام، وذلك لأنّه يعتبر من المشاعر الفريدة والتي تساور الإنسان على حين غرّة في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى أنّها ثمينة بسبب محدوديّة مرور الإنسان بها خلال حياته؛ فالفرد لا يستطيع أن يشعر كلّ يوم بالحبّ تجاه شيء أو شخص ما، بل إنّ هذا الشعور نادراً ما يساوره، وعلى الصعيد الآخر فإنّ هذه المشاعر غالباً ما تستمرّ لوقت طويل وهذا ما يؤكّد فرادته ويجعله متمكّناً أكثر في القلب والروح، فالحبّ عموماً يعبّر عن مشاعر الاهتمام والرغبة في البقاء مع شخص معيّن لوقت طويل مع الحرص على الاكتراث براحته وسعادته، كما ويعبّر هذا المفهوم عن رغبة الإنسان في جعل إنسان آخر أخصّ جزء من حياته، ولهذا فإنّه يعتبر من الأمور الأكثر أهمّيّة التي يبحث عنها الفرد ويتمسّك بها إذا ما وجدها، بل ويعتبره عنصراً من أهمّ العناصر في حياته، وقد يتساءل النّاس حول مفهوم الحبّ عادةً لأنّه يعتبر من المفاهيم المحيّرة؛ فالشعور به لا يكون فقط حال السعادة، بل في حال الغضب والحزن أيضاً وفي جميع الظروف التي يمرّ بها الفرد، وهذا ما يعبّر عن ديمومته.[٣][٤]
مفهوم التعلق
يرتبط مفهوم التعلّق بشكل أساسيّ بالأطفال حينما يرتبطون بأمّهاتهم، وهو ما يعني الحاجة المفرطة للشخص الذي يوليهم العناية ويقدّم لهم الأمان والدفء والاحتواء، ولكن هذا المفهوم قد انتقل إلى العلاقات التي تخصّ البالغين أيضاً لا سيّما فيما يتعلّق بالحبّ بين شابّ وفتاة، فهو يعد واحداً من صور الحبّ الرومنسيّ التي تنشأ بين شخصين، إلّا أنّه لا يفيد معنى الحبّ بشكل خاصّ بل يعتبر أعلى مرحلة منه من حيث إفراط ارتباط الشخصين ببعضهما البعض، وهو ما يعني أنّ واحداً منهما أو كليهما غير قادر على تدبّر أموره بنفسه من دون مساعدة الآخر وتلبية حاجاته، وخاصّة تلك الحاجات العاطفيّة التي هي أساس العلاقات الرومنسيّة، ويعبّر أيضاً بشكل خاصّ عن الارتباط غير الصحّي بشخص ما.[٥][٦][٧]
ومثلما يعبّر التعلّق عن الارتباط غير الصحّيّ بشخص ما فإنّه يعبّر أيضاً بشكل عامّ عن عدم القدرة على التحرّك إلى الأمام وتخطّي بعض الأشياء التي يرتبط بها الإنسان ارتباطاً أشبه ما يكون بالمرضيّ وذلك بسبب التعلّق الزائد بها ويمكن أن تكون هذه الأشياء عبارة عن حاجات مادّيّة، أو أماكن، أو حاجات معنويّة كمواقف معيّنة تبقيه مشدوداً إليها وعالقاً بما يربطه بها، وحسب ما يفيد الخبراء النفسيّون فإنّ وراء هذا التعلّق هو تركيز الإنسان على شعوري البهجة واللذة الذين ينجمان عن هذه الأشياء، وهذا الأمر ذاته هو ما يحدث في العلاقات العاطفيّة؛ حيث يفرط الشخص بالتعلّق بالآخر حتّى يصل إلى مرحلة عدم القدرة على الاستغناء عنه ولو بشكل بسيط، وبالتالي يصبح غير قادر على مواصلة حياته بشكل طبيعيّ دون وجود هذا الشخص كجزء أساسيّ منها.[٥][٦][٧]
علامات تدل على التعلّق
للتعلّق غير الصحّيّ أسباب عديدة، منها ما يتعلّق باختلاط المفاهيم حول الحب ومنها ما يتعلّق بنفسيّة الإنسان ذاته وشعوره حيال الأمور جميها وحيال نفسه أيضاً، ومن هذه العلامات:[٨][٩]
- عدم تقدير الإنسان لنفسه بما فيه الكفاية وحاجته دائماً إلى مستوى عالٍ من الطمأنة والحماية، وهو ما يرتجيه الإنسان من الشخص الذي يتعلّق به ظانّاً أنّه سوف يقدّم له هذه النواقص.
- الميل نحو رؤية جانب واحد من الجوانب الموجودة في شخصية الإنسان الذي يتعلّق فيه الشخص، وهذا إمّا برؤية الجانب السيّئ فيه وحسب، أو برؤية الجانب الإيجابي وحسب.
- محاولة تحكّم الشخص بالإنسان الذي يتعلّق به وتسيير حياته وفق ما يراه صحيح ومناسب، وهو ما يعتبر حبّ التملّك.
- الانجذاب المفرط لشخص من الأشخاص وذلك لأسباب معيّنة تختلف باختلاف اهتمامات الشخص.
- الهوس بالتفكير بشخص معيّن وذلك ينجم عن عدد من الأسباب ترجع إلى نمط حياة الشخص المتعلِّق وطريقة تفكيره.
المراجع
- ↑ “Difference Between Love and Obsession”, http://www.differencebetween.net/, Retrieved 11-2-2020. Edited.
- ↑ ERIC CHARLES, “The Difference Between True Love and Unhealthy Obsession”، www.anewmode.com, Retrieved 11-2-2020. Edited.
- ↑ Isabel Thottam, “What is Love?”، www.eharmony.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ↑ “Love”, www.goodtherapy.org, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ^ أ ب Jon Jaehnig (16-11-2019), “What Is Fixation? Psychology, Definition, And The Evolution Of Perspectives”، www.betterhelp.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “fixation”, www.merriam-webster.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ^ أ ب “Attachment”, /www.psychologytoday.com, Retrieved 10-2-2020. Edited.
- ↑ Roxanne Dryden-Edwards, MD, “The Difference Between Healthy and Obsessive Love”، www.medicinenet.com, Retrieved 11-2-2020. Edited.
- ↑ Kristeen Cherney (10-1-2018), “Obsessive Love Disorder”، www.healthline.com, Retrieved 19-2-2020. Edited.