محتويات
'); }
الفرق بين الجناس التام والجناس الناقص
الجناس هو واحد من المحسنات اللفظية، الذي يتبع لعلم البديع، ويسميه بعض علماء البلاغة مثل ابن المعتز التجنيس، ومنهم من يسميه مجانسًا وتجنيسًا، وهو باب كبير من أبواب البديع، ولأهميته ألف علماء البلاغة فيه كتبًا كثيرة أو أفردوا له أبوابًا عظيمة في
كتب البلاغة العربية.[١] وفي ما يأتي توضيح للفرق بين الجناس التام والجناس الناقص:
الجناس التام
ويقوم هذا النوع من الجناس على أن يتفق اللفظان المتجانسان في أربعة أشياء هي:[٢]
- نوع الحروف.
- عدد الحروف.
- هيئتها الحاصلة من الحركات والسكنات.
- ترتيب الحروف في الكلمة.
الجناس غير التام
تعريف الجناس الناقص يقوم على ذات التعريف للجناس التام مع نقص أحد شروطه؛ أي أن الجناس الناقص هو ما اختلف اللفظان المتجانسان في عدد الحروف أو ترتيبها أو هيئتها أو نوعها، وهو على ذلك يقسم إلى خمسة أقسام، هي:[٢]
'); }
- الناقص:
وهو ما اختلف بعدد الحروف، ومن ذلك قوله تعالى: "وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ"، [٣] ونلاحظ هنا اللفظين المتجانسين هما (الساق، المساق) ولكن الفرق بينهما هو نقصان حرف الميم في بداية الكلمة الأولى، هذا وقد يكون نقص الحرف في بداية الكلمة أو وسطها أو آخرها.
- المضارع واللاحق:
وهو ما اختلف في أنواع الحروف من حيث التقارب والتباعد، وفيه تتفاوت مخارج الحروف، ومن ذلك قوله تعالى: "وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ۖ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ "،[٤] ونلاحظ هنا أن الجناس يكمن في لفظتي (ينهون، ينأون) فحرف الهاء والهمزة يخرجان من نفس المخرج وهو الحلق.
ولكن إذا لم تتفق اللفظتان في المخرج عندها يكون الجناس الناقص لاحقًا، ومن ذلك قوله تعالى: “فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”[٥] وهنا نجد (سبأ ونبأ) لفظتي الجناس اختلفت في المخرج فالسين حرف صفير يخرج من الأسنان، والنون يخرج من طرف اللسان فالمخرج مختلف وهذا هو الشاهد، ويكون الجناس في المضارع في الأول أو الوسط أو الأخير.
- المحرف:
ما اختلفت فيه الحركات والسكنات، فهو مختلف في هيئتها ومثال ذلك قوله تعالى: “وَلَقَد أَرسَلنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ * فَانظُر كَيفَ كَانَ عَقِبَةُ المُنذَرِينَ”،[٦] ولو نظرنا في لفظتي الجناس نجد أن الاختلاف كان في الحركات بين الكسر على الذال والفتح على الذال في الكلمة الثانية.
- المصحف:
وهو الجناس الذي يختلف في الهيئة، ومن ذلك قوله تعالى: “وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”[٧]، الشاهد على اختلاف الهيئة هو الحرف السين والحرف الشين في كلمتي (يسقين، يشفين).
جناس القلب
وهو أن يتفق اللفظان في كل الشروط من حيث نوع الحروف وعددها وهيئتها ويختلفان في ترتيبها فقط، ومثال ذلك قولهم :( فلان كفه بحر وجنابه رحب)، فهنا نلاحظ اتفاق لفظتي الجناس والاختلاف في ترتيب الحروف في كل لفظة، وكما لاحظنا هنا الاختلاف كان في ترتيب الكل يعني (الباء يقابلها الراء والراء في الأولى يقابلها الباء).[٨]
المراجع
- ↑ عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 195. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 325. بتصرّف.
- ↑ سورة القيامة، آية:29-30
- ↑ سورة الأنعام، آية:26
- ↑ سورة النمل، آية:22
- ↑ سورة الصافات، آية:72-73
- ↑ سورة الشعراء، آية:79-80
- ↑ مريم مصطفى عثمان، الألوان البديعية من خلال كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، صفحة 125-152. بتصرّف.