الآداب

الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

تعريف الاستعارة

الاستعارة هي أحد أقسام علم البلاغة، وتندرج تحت باب المجاز المفرد، وتُعرَّف بأنّها استخدام اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة مشابهة، وهي تشبيهٌ بليغٌ حُذِفَ أحد طرفيه، ويكون الطّرف المحذوف هو المحدِّدُ لنوع الاستعارة (مكنية أم تصريحية)، ويعتبر نوعا الاستعارة المكنية والتّصريحية متقابلان، ومتعاكسان في الطّرف المحذوف، والطرف المُثْبَتْ من التّشبيه فيهما.[١]

وتكون الاستعارة أبلغ من التّشبيه في الكلام، ومن وظائفها المبالغة أو التّأكيد على المعنى، وقد يكون هدفها توضيح المعنى وزيادة تبيانه، أو ربما تهدف إلى إبراز المعنى في صيغةٍ جماليةٍ.[٢]

ما هي الاستعارة المكنية؟

هي التّشبيه البليغ الذي ذكر فيه المشبه (المستعار له)، وحذف منه المشبه به (المستعار منه) مع الاحتفاظ بقرينةٍ لفظيةٍ تدل عليه، فهي تتمثل باستعارة صفة من شيء معين لنصف بها شيئاً آخر ليست من صفاته، [2] ومن الأمثلة الموضحة لها:

  • _طار الخبر في المدينة

هنا ذكرنا المشبه وهو الخبر، وحذفنا المشبه به وهو الطائر، واستعرنا صفة من صفاته وهي الطيران، وأطلقنا هذه الصفة على المشبه، فأصبح انتشار الخبر كطيران الطائر في سرعته وانتشاره.

  • إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر

شبه الشاعر القدر بالإنسان، وحذف المشبه به، وأتى بلازمةٍ من لوازمه، وهي الاستجابة، وأطلقها على المشبه على سبيل الاستعارة المكنية.

  • وقف الخلق ينظرون جميعاً
كيف أبني قواعد المجد وحدي

شبه الشاعر المجد بالبناء، وحذف المشبه به، وأتى بشيءٍ من صفاته وهي القواعد، وجعلها صفةً للمشبه، وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.

  • _قال تعالى: “ولما سكت عن موسى الغضب“.[٣]

شبه الله تعالى الغضب بالإنسان وحذف هذا المشبه به، وأتى بشيءٍ من لوازمه وهو الكلام الذي يسكت عنه، فاستعيرت صفة الكلام التي هي من لوازم الإنسان، وأطلقت على المشبه من باب الاستعارة المكنية.

ما هي الاستعارة التصريحية؟

وهي التشبيه البليغ الذي حذف منه المشبه (المستعار له)، وذكر المشبه به (المستعار منه)، فهي الاستعارة التي صرح بها بالمشبه به، ولذلك سمّيت تصريحية، وهي أيضاً تتمثل باستعارة الكلمة نفسها لمعنى غير معناها الأصلي المعجمي، ومن الأمثلة الموضحة لها:

  • _رأيت أسداً يرمي في المعركة

هنا حذفنا المشبه وهو الجنديّ، وصرحنا بالمشبه به وهو الأسد، حيث تم استعارة كلمة أسد وأُخرجت عن معناها المعجمي الأصلي ووضعت لتعبّر عن معنى جديد، وهو قوة الجندي في المعركة، وذلك على سبيل الاستعارة الّتصريحية.

  • _نسيَ الطين ساعة أنه طين

شبه الشاعر الإنسان بالطين، ثم حذف المشبه، وصرح بالمشبه به وهو الطين، واستخدم لفظته على غير معناها المعجمي، على سبيل الاستعارة التصريحية.

  • _قال تعالى: (الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النّور).[٤]

شبه الله تعالى الكفر بالظلمات، والإيمان بالنور، ثم حذف المشبه، وهو الكفر والإيمان، وأبقى على المشبه به وصرح به على سبيل الاستعارة التصريحية.

المراجع

  1. ذو الخير، البحث اللغوي بين النظرية والتطبيق، صفحة 21 – 22. بتصرّف.
  2. عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 178. بتصرّف.
  3. سورة الأعراف، آية:154
  4. سورة البقرة، آية:257

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى