محتويات
'); }
الفرق بين الإنشاء الطلبي وغيرالطلبي
من المعروف أن الأساليب في البلاغة العربية تقسم إلى الخبر والإنشاء، والإنشاء في اللغة العربية هو الذي لا يحتمل الصدق والكذب، على عكس الخبر، وأساليبه هي: الأمر والنهي والاستفهام والتمني والرجاء والمدح والذم والقسم والتعجب والعقود، ويقسم إلى نوعين: الإنشاء الطلبي والإنشاء غير الطلبي، فيما يأتي توضيح للفرق بينهما:[١]
مفهوم الإنشاء الطلبي والإنشاء غير الطلبي
إنّ الإنشاء الطلبي مجموعة من الأساليب التي تطلب من خلالها شيئًا غير موجود أو غير حاصل وقت طلبه، وأساليب الإنشاء الطلبي خمسة: الأمر، النهي، الاستفهام، التمني، النداء، أما الإنشاء غير الطلبي فهو مجموعة أساليب لا تطلب من خلالها شيئًا غير موجود أو غير حاصل وقت طلبه، وأساليب الإنشاء غير الطلبي خمسة: المدح والذم، العقود، القسم، التعجب، الرجاء.[٢]
'); }
أساليب الإنشاء الطلبي
توجد خمسة أساليب إنشائية طلبية، وهي:[١][٢]
- الأمر
أسلوب إنشاء طلبي يستخدم في اللغة العربية من خلال أربع صيغ:
1.فعل الأمر، ومثال عليه قول الشاعر:[٣]
قم للمعلّم وفّه التبجيلا
… كاد المعلم أن يكون رسولا
2.الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر.
3.اسم فعل الأمر، ومثال عليه: عليكم أنفسكم.
4.المصدر النائب عن فعل الأمر، ومثال عليه: صبرًا آل ياسر.
ويخرج الأمر عن معناه الحقيقي لمعانٍ عديدة: الدعاء، الالتماس، النصح والإرشاد، التخيير، الإباحة، الامتنان.
- النهي
أسلوب إنشاء طلبي يهدف لطلب الكف عن الفعل، وله صيغة واحدة (لا الناهية وفعل الأمر)، ومثال عليه: قوله تعالى: "ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما"[٤]، ويخرج النهي في اللغة لمعانٍ عديدة: الدعاء، الالتماس، الإرشاد، التمني، التوبيخ.
- الاستفهام
أسلوب إنشاء طلبي يهدف لطلب العلم بشيء لم يكن معروفًا، ويكون بأدوات عدة هي: الهمزة، هل، ما، متى، أيان، كيف، أين، أنى، كم، أي.
- التمني
أسلوب إنشاء طلبي يدل على شيء يرغب الشخص في حصوله، لكنه مستحيل وتحقيقه بعيد، ويكون بأداة أساسية (ليت)، وله أدوات ثانوية: هل، لعلّ، عسى، لو، هلّا، ألا.
- النداء
أسلوب إنشاء طلبي يستخدم لطلب المتكلم للمخاطب بأداة معينة، ومثال عليه: أي بني، واحرّ قلباه، يا أخي، وأدوات النداء للقريب هي: الهمزة، أي، وللبعيد هي: يا، أيا، هيا، وا، آي.
أساليب الإنشاء غير الطلبي
توجد خمسة أساليب إنشاء غير طلبي، وهي كالآتي:[١][٢]
- المدح والذم
أسلوب المدح يستخدم لاستحباب الشيء وأفعال المدح هي: نعم، حبذا، ومثال عليه: حبذا الأمانة، نعم الرجل أنت، والذم يستخدم لاستهجان أو استحقار الشيء وأفعال الذم هي: ساء وبئس، لا حبذا، ومثال عليه: بئس قولًا الكذب، لا حبّذا الخيانة.
- القسم
وهو أسلوب توكيد، ويكون باستخدام إحدى أربع أدوات: الواو، التاء، الباء، اللام، ومثال عليه: قوله تعالى: "تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض"[٥] وقوله تعالى: "لعمرك إنهم في سكرتهم يعمهون."[٦]
- التعجب
أسلوب يستخدم للتعبير عن الدهشة واستغراب الشيء، ويكون بصيغة قياسية على وزن ما أفْعَل مثل: ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي، وأفْعِل ب، مثل: قوله تعالى: "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا."[٧]، وله صيغ غير قياسية: مثل الاستفهام والنداء الذي يفيد التعجب، والمصدر مثل: سبحان الله.
- الرجاء
يفيد ترجّي حدوث الشيء، ويكون ممكنًا على عكس التمني، باستخدام الأفعال: عسى، حرى، اخلولق، وهي أفعال ناقصة مبنية على الفتح تأخذ اسمًا وخبرًا، مثل: قوله تعالى: “عسى الله أن يعفو عنهم.”[٨]
- العقود
هي صيغ غالبًا تكون في الماضي، وتستخدم في البيع والشراء للعقود والضمانات والرهن والديون والوكالات، ومثال عليها: وهبتُ مالًا، اشتريتُ بيتًا.
المراجع
- ^ أ ب ت أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 69. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الخطيب القزويني، الإيضاح في علوم البلاغة، صفحة 108. بتصرّف.
- ↑ “قم للمعلم وفه التبجيلا”، الديوان. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:23
- ↑ سورة يوسف، آية:73
- ↑ سورة الحجر، آية:72
- ↑ سورة مريم، آية:38
- ↑ سورة النساء، آية:99