الفرق بين أسلوب التعجب السماعي والقياسي

'); }

الفرق بين أسلوب التعجب السماعي والقياسي

أسلوب التعجب من الأساليب الموجودة في اللغة العربية، ويستخدمه الإنسان للتعبير عن دهشته أو استعظامه من صفة شيء رآه أو سمعه، أو عن شيء غريب، ويُقسم أسلوب التعجب إلى قسمَين: التعجب السماعي والتعجب القياسي، ويختلفان عن بعضهما في بعض الأمور.

صيغة أسلوب التعجب القياسي

التعجب القياسي يعني استخدام صيغة مُحددة على وزن مُحدد للتعجب، والتعجب القياسي يأتي على صيغتين:

  1. صيغة (ما أفعل) مثل: ما أجمل القمر! ما أكرم الله!
  2. صيغة (أفْعِل ب) مثل: أكْرِم بمحمدٍ! أحبِبْ بزيدٍ!

على أن تتوافر مجموعة من الشروط في الفعل الذي تُبنى منه هاتان الصيغتان، فلا يُصاغ من كل الأفعال، وهذه الشروط هي:[١]

'); }

  • أن يكون الفعل ثلاثيًا: مثل: كَرُمَ، فلا يصاغ من فعل مثل: استشفى.
  • أن يكون الفعل تامًا: فلا يُصاغ منفعل ناقص مثل: كان، أصبح، ليس.
  • أن يكون الفعل قابلًا للتفاوت
والفعل القابل للتفاوت هو الذي يُمكن أن يتفاوت به الناس بين بعضهم مثل الكرم والشجاعة، فلا يُصاغ من فعل غير قابل للتفاوت مثل: مات. 
  • أن يكون الفعل مُتصرفًا
أي أن يكون الفعل له ماضٍ ومضارع وأمر، فلا يصاغ من فعل جامد مثل: بئس، ليس. 
  • أن يكون الفعل مبنيًا للمعلوم
فلا يُصاغ من فعل مبني للمجهول مثل: رُمِيَ. 
  • أن يكون الفعل مُثبتًا
فلا يُصاغ من فعل منفي مثل: لم يكرم الرجل ضيفه. 
  • أن لا يكون الوصف من الفعل على وزن أفْعَل الذي مؤنثه فعْلاء

مثل: أعرج، عرجاء.

صيغة أسلوب التعجب السماعي

التعجب السماعي ليس كالتعجُّب القياسي، فهو لا يأتي على قاعدة أو وزن ثابت، وإنما يُفهم من خلال سياق الجملة ويأتي مجازيًّا فلا يكون واضحًا مُباشرًا، فهناك كلمات تأتي في الجملة عندما نسمعها نُدرك أنّ العبارة تحتوي أسلوب تعجب سماعي، منها:[٢]

  • سبحان الله، لله دره، لا إله إلا الله: مثل: سبحان الله، المسلم لا يمس بمكروه.
  • التعجب بأداة الاستفهام: ويكون التعجب بأداة الاستفهام مثل: قوله تعالى: “كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم”[٣]
  • التعجب بأداة النداء: يُطلق عليه أسلوب النداء التعجبي، ويكون باستخدام أداة النداء “يا” فقط، مثال عليه: يا جمال الزهور.
  • التعجب بواسطة فعل أو بواسطة مصدر الفعل: مثل: (الفعل جمل مصدره جميل).

إعراب أسلوب التعجب القياسي والسماعي

للتعجُّب القياسي إعراب ثابت، فصيغة ما أفعل، تُعرب (ما) التعجبية مبنية في محل رفع مبتدأ، والفعل (أفعل) يعرب فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، والاسم الذي يلي فعل التعجب يُعرب مفعولًا به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.[٢]

أمّا صيغة (أفْعِل به) أفْعِل: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر للتعجب مبني على الفتح الظاهر على آخره وحُرِّك بالسكون لمناسبة صيغة الأمر، والباء حرف جر زائد والاسم بعدها مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنّه فاعل، بينما التعجب السماعي يُعرب بحسب موقع الكلمة في الكلام.[٢]

أمثلة على أسلوب التعجب السماعي والقياسي مع الإعراب

  • قال تعالى: “سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولا”[٤]

سبحان: نائب عن المفعول المطلق لفعل محذوف وهو مضاف.

ربي: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل الياء. 
  • قال تعالى: “أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا” [٥]

الهمزة: حرف استفهام.

ألد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.

عجوز: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

  • قال تعالى: “فما أصبرهم على النار”[٦]
ما: تعجبية اسم مبني في محل رفع مبتدأ. 

أصبرهم: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح الظاهر والفاعل ضمير مستتر وجوبًا.

الهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

  • قال تعالى: “أسمِع بهم وأبْصر يوم يأتوننا”[٧]

أسمع: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب جاء على صيغة الأمر مبني على الفتح المُقدّر على آخره حُرّك بالسكون لمُناسبة صيغة الأمر.

الباء: حرف جر زائد.

هم: ضمير مُتصل مبني في محل جر لفظًا رفع محلًا على أنّه فاعل.

أبصر: معطوف على أسمع ونفس إعرابه.[٨]

المراجع

  1. “بحث حوْل صِيغتي التعجُّب”، الألوكة. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد أبو صعيليك، التعجب، صفحة 1-2. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:28
  4. سورة الإسراء، آية:93
  5. سورة هود، آية:72
  6. سورة البقرة ، آية:175
  7. سورة مريم، آية:38
  8. جعفر الدندل (29/12/2020)، “أسلوب التعجب في اللغة العربية”، سطور، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022. بتصرّف.
Exit mobile version