محتويات
'); }
الظاهرة الاجتماعية
الظاهرة الاجتماعيّة هي عمل اجتماعي يقوم بممارسته مجموعة من الناس، أو قد يتعرّضون له، أو يعانون منه أو من نتائجه، وعندما تكون الظاهرة ذات بعد سلبي، تعتبر من أهم المشاكل الاجتماعيّة، وعندما تكون مشكلة فالمصدر الحقيقي لها، هو وجود خلل أو ضعف في جميع أو بعض مجالات المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يُمكن تحديد المصادر المسؤولة عن خلق مشكلة اجتماعيّة، إذا لم نكن على علم ودراية تامّة بموقعها من المجال الاجتماعي العام، لذلك يجب الوعي جيّداً بتداخلات الأفعال التي تشكّل في المجمل حالة مثل حالة الأميّة والفقر الذي ينتشر في المجتمع، وفي غالبيّة الأحيان يُوصف الفقر بوصف “الحالة”، ولا يُقال له “ظاهرة” بقدر ما يتم تسميته قضيّة اجتماعيّة، بينما الفعل السلبي المنتشر في مجتمع معيّن يُسمّى “ظاهرة”، علماً أنّه لا توجد مرجعيّة علميّة لعلم الاجتماع تُحدّد أو تُفرّق بين القضيّة أو السلوك الاجتماعي بصفته ظاهرة.
'); }
الظاهرة الاجتماعية وقابليتها للقياس
قياس الظاهرة الاجتماعية
الظاهرة الاجتماعيّة لا يُمكن قياسها، ولا يُمكن أن نقول إنّه لا يُمكننا قياسها، بل هي تُعطي مجموعة من الإيحاءات والمؤشّرات نحو موضوع معيّن، أي أنّه يُمكننا القول إنَّ الظاهرة تُقاس بدرجة معيّنة، وبشكلٍ عام تُمثّل الظاهرة الاجتماعيّة مجموعة من التيّارات الاجتماعيّة القائمة حتّى وإن لم يكن فيها تنظيم اجتماعي محدّد، مثل موجات الحماس التي تقود أفراد المجتمع إلى التأقلم والارتباط في الحشد أو الجمهور.
كما يُوجد تميّز هامّ بين الظواهر الفرديّة والاجتماعيّة؛ لأنّ الظواهر الاجتماعيّة تُشير إلى مجالات معيّنة متعلّقة بالسلوك والفكر، ويجتهد كثيرون في عصرنا الحديث بالشأن الاجتماعي، سواء كانوا علماء اجتماع أو مرشدين، أو مصلحين اجتماعيين في رصد الظواهر الاجتماعيّة المختلفة، فإذا كانت الظاهرة إيجابيّة، يقوم المصلح أو الواعظ بتشجيعها ودعمها، للبقاء والديمومة في الوسط الاجتماعي، بينما إذا كانت سلبيّة يذمّها ويعتبرها آفة خطيرة على المجتمع، يجب التخلّص منها في أسرع وقت ممكن بإيجاد أفضل الحلول والطرق العلاجيّة لتلك الظاهرة السيّئة.
ومن البديهي أن جميع المجتمعات الإنسانيّة تعاني من مشاكل وظواهر مرضيّة، لذا فإنّ من الخطأ التعامل مع هذه الظواهر بوصفها انحرافات سلوكيّة أو أخلاقيّة فقط، دون أن نبحث في الأسباب العميقة المسبّبة لها.
اتجاهات قياس الظاهرة الاجتماعية
ظهر في عصرنا اتّجاهان لقياس الظاهرة الاجتماعيّة، هما:
- اتّجاه نفسي يركّز في الفرد والاختبارات التي يقوم بتحديدها.
- اتّجاه اجتماعي يهتم بشكلٍ أساسي بالجماعات الصغيرة.
والحقيقة أنّه مهما تعدّدت التعريفات والدراسات، فإنّ طريقة قياس العلاقات الاجتماعيّة في الجوهر، هي قياس كمّي لجميع أنواع العلاقات الاجتماعيّة الموجودة بين الناس.