محتويات
الطفل العنيد
يشتكي بعض الآباء والأمهات من التصادمات التي تحدث بينهم وبين طفلهم العنيد، أو ما يُسمى بالطفل صعب المراس، أو المتحدي نتيجة لما يصدر عنه من تصرفات تثير حنقة الأهل، فرغبة هذا الطفل في تعلّم الأشياء واختبارها بنفسه باعتباره المسؤول الأول عن نفسه -كما يرى-، وعدم إطاعته لكلام الوالدين والأهل في بعض الأحيان، بالإضافة لاعتبار نفسه دوماً على صواب، وتخطي الحدود التي يرسمها الأهل في العادة لأطفالهم، هي ما يولّد النزاعات بين هؤلاء الأطفال وذويهم على الدوام ويمنحهم سمة العدوانيّة أحياناً، فيما يُعتبر أساس هذه السلوكيّات الإرادة القوية لهذا النوع من الأطفال ورغبتهم في الاستقلالية كما سبق.[١]
سِنّ العِناد عند الأطفال
تمرّ أول سنتين من حياةِ الطفلِ بهدوءٍ وسلامٍ في أغلبِ الأحيان؛ فتُشير الدراساتُ التربويةُ والنفسيةُ إلى أنَّ السن الذي يَظهر فيه سلوك العناد لدى الطفل يكون بعد الثانية والنصف من عمرهِ، ويزداد في الثالثةِ والرابعةِ، وإذا أحسن الأبوان التعامل معه، وتصرّفا بحِكمةٍ مع الطفل العنيد فإنَّ سلوك العناد يَتلاشى لدى الطّفل عند سنّ الخامسة أو السادسة، ومن الجديرِ بالذكرِ أنَّ على المربّي ألا يَعتمد على فكرةِ أنَّ العنادَ شيءٌ مؤقتٌ وسيتلاشى بعد سنّ السابعة لدى الطفل، فالإهمال من قِبل المربي لسلوك العناد وعدم الاهتمام به يؤدّي إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ وعدوانيةٍ، قد تستمر معه إلى ما بعد سن العشرين.[٢]
أنواع العِناد
العنادُ لدى الأطفال نوعان، هما:[٣]
- عنادٌ يولد مع الطفل: حيث يتّسم الطفل بالعنادِ لحظة قدومه إلى هذا العالم، فيصرخ ويتصرّف بأسلوبٍ سيئ، وهذا النوع من الأطفال يكون لديه نزوع وراثي يجعله عنيداً وجامحاً.
- عنادٌ مكتسبٌ: أي إنَّ العنادَ يتولد نتيجة تجربةٍ عاطفيةٍ مرّت بالطفل، أو نتيجة النشاط المفرط لديه، والتي تؤدّي إلى العديد من المشاكل التي تواجهه وتزيد من درجة عناده.
صفات الطفل العنيد
يتّسم الأطفال العنيدون بمجموعة من الصفات اللافتة التي تميّزهم عن غيرهم من أقرانهم، والتي يُذكر منها ما يأتي:[٤]
- فعل ما يحلو لهم من تصرفات دون تردد مهما كان الظرف.
- الرغبة القوية في أن يكونوا مسموعين وملاحَظين، مما يدفعهم إلى طلب لفت انتباه ممَن حولهم.
- تمتّعهم بدرجة عالية من الاستقلالية.
- تحلِّيهم بروح القيادة العالية التي قد تصل بهم إلى حد التسلّط أحياناً.
- سرعة الغضب وتكرار مرورهم بهذه الحالة.
- عدم تقبّل آراء الآخرين وتوجيهاتهم، وعدم الرغبة بالاستماع إليهم حتى.
- توجيه العديد من الأسئلة.
لمعرفة مزيدٍ من المعلومات عن صفات الطفل العنيد، يمكنك قراءة مقال صفات الطفل العنيد.
أسباب عِناد الطفل
عندما يكون الطفل في سنوات عمره الأولى فإنّه يميل إلى أن يكون عنيداً، وأحياناً يكون العناد جزءاً من شخصية الطفل الطبيعية والتي على العائلة الاهتمام بها وضبطها، وفي أوقات أخرى يكون العناد هو الطريقة التي يختبر بها الطفل الحدود التي يُمكنه أو لا يُمكنه تجاوزها، أو طريقة لتأكيد استقلاليته وحريته في فعل أمر ما أو عدم القيام به.[٥]
الجانب الإيجابيّ في عِناد الطفل
يُشير المختصون إلى أنّ الأطفال العنيدين أكثر قابلية لفعل الأمور الصحيحة مقارنة بأقرانهم، ويكون هذا عندما تتمكّن العائلة من تحفيزهم وتوجيه عنادهم بالشكل الصحيح بحيث يتحسن أداؤهم في المدرسة أو في أي اتجاه آخر إيجابي؛ حيث يدفعهم العناد إلى فعل الشيء الصحيح حتى لو اضطروا لفعله وحدهم، وتُشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال الذين يخرقون القوانين بشكلٍ متكرر أو يعاندون آباءهم في كثير من الأوقات لديهم احتمالية لأن يُصبحوا متعلمين وذا دخلٍ مرتفع عند البلوغ أكثر من غيرهم، وهذا يعود لأنّ الطفل العنيد يمتلك قدرة كبيرة على المنافسة في الفصل الدراسي، ممّا يؤدي إلى حصوله على درجات أعلى، أما فيما يتعلق بالدخل المرتفع فيعود إلى أنّهم هم من سيطلبون المزيد من الراتب عند العمل، وسيكونون أكثر جاهزية للدخول في جدالات لأجل الحصول على حقوقهم المالية، حتى لو تعرضوا للإزعاج من قِبل أي من الأصدقاء أو الزملاء.[٦]
كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد
يمكن التعامل مع عناد الأطفال من خلال ما يأتي:[٧]
- قبول حقيقة عناد الطفل: لا أحد يعرف من أين ومِن مَن تمّ اكتساب صفة العناد، ولكنّ الحقيقة هي أنّ العديد من الأطفال يتّصفون بهذه الصفة، لذا يجب إدراك أنّ كلّ أنواع العناد ليست سيئة، إذ من الممكن تحويلها إلى مثابرة إذا تمّ توجيهها بشكل صحيح.
- أخذ الوقت عند التحدّث مع الأطفال: معظم الأطفال لا يستمعون جيداً، لذا قد يستغرق المزيد من الوقت لجعلهم يصغون ويتوقفون عن العناد، إذ يصبحون عنيدين إذا ما أرادوا الحصول على شيء، كالطعام أو الألعاب، فإذا ما تمّ الحصول على مبتغاهم يتركون العناد، مع العلم أنّه ليس من السهل الاستجابة لطلبات الأطفال. وللتعرف على طريقة إطعام الطفل العنيد، يمكنك قراءة مقال طريقة إطعام الطفل العنيد.
- جعل الطفل يفكر: جعل الأطفال يفكرون بأسباب تجعلهم يمتثلون للأوامر، لذا يجب معاملة الأطفال وكأنهم راشدين، ومنحهم فرصة لشرح احتياجاتهم ومتطلّباتهم، وفي حال استطاعوا شرح أسبابهم، يمكن التفاوض معهم.
لمعرفة المزيد من المعلومات عن كيفيّة التعامل مع الطفل العنيد وعلاجه، يمكنك قراءة مقال كيف أتعامل مع طفلي العنيد والعصبي ومقال كيفية علاج الطفل العنيد، أمّا بالنسبة لضبط سلوك الطفل وتعديله، فيمكنك قراءة مقال طريقة عقاب الطفل العنيد. وللتعرّف إلى كيفية التعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء، يمكنك قراءة مقال كيف نتعامل مع الطفل العنيد كثير البكاء.
المراجع
- ↑ Dr. Kate Aubrey, “STRONG-WILLED CHILD”، drkateaubrey.com, Retrieved 2020-4-1. Edited.
- ↑ عبد الكريم بكار (2010)، مشكلات الأطفال (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: دار السلام، صفحة 92-91. بتصرّف.
- ↑ راي ليفي، بيل أوهانلون (2003)، حاول أن تروضني (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة جرير، صفحة 2، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ Sagari Gongala, “How To Deal With A Stubborn Child?”، www.momjunction.com, Retrieved 2020-4-1. Edited.
- ↑ “Dealing With a Stubborn Child”, www.newkidscenter.com, Retrieved 10-9-2018. Edited.
- ↑ DONNA GORMAN (1-12-2015), “Why It’s Great to Have a Stubborn Child”، time.com, Retrieved 10-9-2018. Edited.
- ↑ , “How to Deal with Stubborn Children”، www.wikihow.com, Retrieved 16-10-2017. Edited.