مهارات الصّيد

جديد الصيد بالمطاردة

الصيد بالمطاردة

تتمكّن الحيوانات المفترسة من الحصول على غذائها عن طريق صيد الحيوانات، ويتضّمن الصّيد مطاردة الفريسة والإمساك بها وقتلها،[١] وتُفضّل بعض الحيوانات صيد فريستها عن طريق ملاحقتها وهو ما يُعرف بالصيد بالمطاردة (بالإنجليزية: Pursuit Hunting)، في حين تُفضّل حيوانات أخرى تمويه نفسها والبقاء ساكنةً بانتظار اقتراب الفريسة لمباغتتها وهو ما يُعرف بالصيد بالمباغتة (بالإنجليزية: Ambush Hunting)، أمّا النوع الأخير من الصيد فهو الصيد باعتراض المسار (بالإنجليزية: Ballistic interception).[٢]

يُفترض بمفترِس المطاردة أن يكون قادراً على الركض بسرعة متزايدة، وأن يمتلك ردود فعل سريعة تُمكّنه من تقدير اتجاه حركة الفريسة في كلّ مرّة تُقرّر فيها الهروب منه عن طريق الالتفاف بسرعة عالية،[٢] كما أنّ الكثير من مفترِسي المطاردة يلجأون للتمويه البصري والسمعي قبل بدء المطاردة للاقتراب من الفريسة قدر الإمكان دون أن تُلاحظ ذلك،[٣] علماً أنّ الحيوانات المفترسة التي تصطاد بالمطاردة تختار عادةً حيواناً ضعيفاً ليكون فريستها، في حين تختار الحيوانات التي تصطاد بالمباغتة حيوانات تتمتّع بالصحة، ومن الأمثلة على الحيوانات التي تصطاد بالمطاردة الكلب البري الأفريقي، والقيّوط،[٤] والفهد، والخفاش، وطير الباز.[٣]

استراتيجيات الصيد بالمطاردة

يعتمد كلّ من المفترِس والفريسة على استراتيجيات مختلفة لتحقيق هدفه، حيث يكون هدف المفترِس الإمساك بالفريسة في حين يكون هدف الفريسة تجنّب ذلك، وتتمثّل استراتيجيات الصيد بالمطاردة فيما يأتي:[٣]

  • استراتيجيّة التنقّل المتوازي: (بالإنجليزية: Parallel Navigation Principle)؛ وهي استراتيجيّة تتبنّاها الحيوانات المفترسة التي تصطاد فريستها في مستوى ثنائي الأبعاد، ومن الأمثلة عليها ملاحقة الخفاش للسرعوف بسرعة عالية مع المحافظة على زاوية ثابتة بينه وبين اتجاه السرعوف بحيث تقل المسافة بينهما مع مرور الوقت، أمّا إذا قرّر السرعوف تغيير اتجاهه فيُعوّض الخفاش ذلك عن طريق إنشاء مسار اعتراض جديد مرّةً أخرى مع إبقاء السرعوف بزاوية ثابتة، وتعتمد هذه الاستراجيّة طيور الباز أيضاً.
  • استراتيجيّة مناورة الالتفاف: (بالإنجليزية: Turning Gambit)، وهي استراتيجيّة تعتمدها الفرائس للهروب من المفترس حتّى وإن كانت أقل سرعةً منه وذلك عن طريق الالتفاف بسرعة وحدّة وبشكلٍ مفاجئ، ولأنّ الحيوانات المفترسة تكون عادةً أكبر حجماً من فريستها فلا يُمكنها مجاراتها والالتفاف بسرعة مماثلة لسرعتها، ولذلك تضطر الفهود على سبيل المثال للركض بسرعة أقل من سرعتها القصوى لتحسين قدرتها على الدوران والإمساك بالفريسة بنجاح.

نظرية الهروب

تُشير نظرية الهروب (بالإنجليزيّة: Escape theory) إلى أنّ بعض الفرائس تُحاول منع المفترِس بالمطاردة من الهجوم عليها من خلال إرسال إشارة تُفيد بأنّها اكتشفت وجود المفترِس وأنّها قادرة على الهرب منه، وهو ما تفعله السحليّة المعروفة علمياً باسم (Callisaurus draconoides) عن طريق التلويح بذيلها وذلك عندما يكون الخطر الذي تتعرّض له متوسطاً، أمّا عندما يكون الخطر كبيراً فإنّها تُسارع للهرب، وتعتمد مسافة بدء الهروب أيّ المسافة التي تفصل بين الفريسة والمفترِس عندما تقرّر الفريسة الهرب على عدّة عوامل من أهمّها؛ المسافة التي تفصلها عن مكان الاختباء أو الملجأ، وسرعة المفترس، ومدى إصراره.[٥]

المراجع

  1. “Predation”، www.britannica.com, 26-11-2019, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Oswald Schmitz (27-9-2017), “Predator and prey functional traits: understanding the adaptive machinery driving predator–prey interaction”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 1-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Outrun or Outmaneuver”, www.dash.harvard.edu, Retrieved 1-9-2020,(page: 11-13) Edited.
  4. Norman Owen-Smith, Adaptive Herbivore Ecology:, Page 224. Edited.
  5. “Pursuit deterrence varies with predation risks affecting escape behaviour in the lizard Callisaurus draconoides”, www.sciencedirect.com, Retrieved 1-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى