جديد الصناعة في ماليزيا

'); }

الصناعة في ماليزيا

تحظى دولة ماليزيا (بالإنجليزية: Malaysia) بقطاع صناعيّ حيويّ ومتطوّر، حيث تشتمل البلاد على العديد من المجالات الصناعيّة، والمصانع التي تُنتج مختلف البضائع، والمنتجات، والمعدّات؛ فالدولة منفتحة على مختلف أنواع القطاعات التي من شأنها تطوير وتنمية الاقتصاد،[١] وقد بلغت مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي لماليزيا نحو 38.3%، إذ يحتل بذلك المرتبة الثانيّة في قائمة أكبر القطاعات المساهمة في اقتصاد البلاد بعد قطاع الخدمات.[٢]

أهميّة الصناعة في ماليزيا

يُساهم قطاع الصناعة التحويليّة في ماليزيا في نمو وتطوير اقتصاد البلاد بشكل كبير؛ حيث يدعم هذا القطاع الناتج المحليّ الإجماليّ بنسبة كبيرة، وله تأثير بارز في جذب الاستثمارات الخارجيّة، وتحفيز الوظائف، بالإضافة إلى خلق عددٍ كبيرٍ من فرص العمل والوظائف للسكان المحلييين من مُختلف الأعمال والقطاعات الصناعيّة، كما مكّن قطاع الصناعة في إظهار ماليزيا على المستوى العالمي كمركز قويّ وتنافسيّ في مجال التصنيع، فمن المتوقع أن تحتل ماليزيا المرتبة الثالثة عشر في عام 2020م من حيث مؤشر القدرة التنافسيّة العالميّة للصناعة على مستوى دول العالم.[٣]

'); }

تاريخ الصناعة في ماليزيا

مرّ القطاع الصناعيّ في ماليزيا بالعديد من مراحل التطوّر والتحوّل عبر تاريخ البلاد؛ فقد كان الاقتصاد الماليزي قبل الاستقلال قائماً بشكل رئيسيّ على اثنين من منتجات التصدير الأولية ألا وهما؛ المطاط والقصدير، ومع استقلال البلاد في عام 1957م بدأ التوجه نحو التصنيع كهدف رئيسيّ للتنمية الاقتصاديّة، والعمل على معالجة المشاكل الاقتصادية السابقة، كما تم في عام 1958م اعتماد قانون الصناعات الرائدة،[٤] واستمر النمو في التصنيع بشكل أكبر بعد منتصف الستينيات تزامناً مع تشكيل هيئة التنمية الصناعية الماليزيّة وإصدار قانون حوافز الاستثمار، حيث تم تحفيز الصناعات المهمة والموجهة للتصدير.[٥]

أصبح الاقتصاد الماليزي بحلول منتصف الثمانينيات قائماً بشكل أساسي على التصنيع بعد أن كان معتمداً على السلع الأساسيّة،[٥] فقد تمّ إدراج قطاع التصنيع في ماليزيا كقطاع استراتيجيّ له أهميته في السياسة الاقتصاديّة الجديدة وتعزيز الصادرات في عام 1971م،[٤] وتطوّر هذا القطاع بشكل أكبر مع دخول القرن الحادي والعشرين، حيث بلغ مساهمة قطاع الصناعات التحويليّة بنحو 40% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2001م.[٥]

الصناعات الرئيسيّة في ماليزيا

تشتمل ماليزيا على العديد من الصناعات الرئيسيّة، وهي كما يأتي:

صناعة الكهرباء والإلكترونيات في ماليزيا

تُعتبر صناعة الكهرباء والالكترونيّات إحدى أهم قطاعات الصناعة التحويلية في البلاد؛ فهي تُساهم بشكل كبير في نمو الصناعة الماليزيّة، إذ يندرج تحت هذا القطاع الرئيسيّ العديد من القطاعات الفرعيّة الصغيرة، مثل قطاع إنتاج المكونات الكهربائية، والذي يتمثّل بصناعات أدوات مثل أشباه الموصلات، ولوحات الدائرة أو الدوائر المطبوعة، والمكونات الخاملة ببعض الدارات وغيرها من المواد التي تشغل جزءاً كبيراً من صادرات البلاد،[٦] ومن القطاعات الفرعيّة الأخرى هو قطاع تصنيع معدات الطاقة الشمسية أو الخلايا الكهروضوئيّة، حيث تحتل ماليزيا مكانة متقدمة عالمياً في هذا المجال، وتشتمل على العديد من المصانع والشركات المتخصصة في ذلك، مثل شركة الأولى للطاقة الشمسية، وشركة باناسونيك.[٧]

صناعة السيارات في ماليزيا

يُعتبر قطاع صناعة السيارات واحداً من القطاعات الصناعيّة المهمة في ماليزيا، حيث تحتل البلاد المرتبة الثالثة في جنوب شرق آسيا، والمرتبة الثالثة والعشرين عالمياً كأكبر قطاع لصناعة السيارات، إذ يُساهم هذا القطاع بإنتاج نحو 500 مليون سيارة سنوياً، كما يدعم الناتج المحلي الماليزي بما نسبته 4%، وتشتمل البلاد على العديد من الشركات المحلية لإنتاج السيارات، مثل شركة بيرودو (Perodua)، وشركة بروتون (Proton) التي تعمل على تصنيع السيارات بشكل كامل بدءًا بتصميم السيارة وهندستها وصولاً إلى التصنيع والإنتاج، بالإضافة إلى شركات مشتركة بين السكان المحليين والمستثمرين الأجانب، والمئات من المصانع التي تُنتج مكونات وقطع غيار السيارات.[٧]

صناعة البناء والتشييد في ماليزيا

يُساهم قطاع صناعة البناء والتشييد في ماليزيا بنحو 32 مليار دولار؛ فهو يُعتبر واحداً من القطاعات الصناعية الرئيسية في البلاد، والذي يحظى في الآونة الأخيرة بتوسّع كبير؛ نتيجة وجود مشاريع الإنفاق الرأسمالي ذات المبالغ الماليّة الضخمة، وتعزيز الجهود الحكومية في القطاع، وزيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص، كما تندرج تحت هذا القطاع عدة قطاعات فرعيّة أصغر، مثل قطاع تشييد المباني غير السكنيّة، وقطاع الهندسة المدنية الفرعي، وقطاع المباني السكنية، وقطاع التداولات الخاصة، وتتركّز صناعة البناء والتشييد بشكل أساسي في ماليزيا بالولايات الخمس الكبرى؛ سيلانجور، وجوهور، وكوالالمبور، وساراواك، وبينانج.[٧]

صناعات أخرى في ماليزيا

تشتمل ماليزيا على العديد من الصناعات الأخرى بالإضافة إلى الصناعات الرئيسيّة السابقة، مثل:[١]
  • صناعة الأدويّة في ماليزيا: تشتمل ماليزيا على إحدى أفضل المرافق الطبيّة على مستوى العالم من مستشفيات ومراكز صحية، فقد تم إنشاء العديد من المصانع لتزويد هذه المرافق بالآلات والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى إنتاج مختلف أنواع الأغذية الطبية، والعقاقير والأدوية.
  • الجيولوجيا الاقتصاديّة في ماليزيا: تهتم ماليزيا بقطاع الجيولوجيا والتخصصات الجيوفيزيائية، والتي تُعتبر سبيلاً لتعزيز العلوم والمهنة والتعليم، وتقديم معلومات أكثر حول جيولوجيا البلد ومنطقة جنوب شرق آسيا، وتعزيز اقتصاد البلد من خلال نشر المجلات، وتنظيم الرحلات الميدانيّة، والندوات، والدورات القصيرة.
  • صناعة المنسوجات والمعادن في ماليزيا: يحظى هذا المجال بأهمية كبيرة في الصناعة الماليزية، إذ يحتل المرتبة الحادية عشر من بين أكبر الصادرات؛ نظراً لجودة المنسوجات الماليزية العالية، وتندرج تحت هذه الصناعة مجالات عدة، مثل الصباغة، وصناعة الحرف اليدوية، وتصميم وإنتاج الجواهر، والتطريز.
  • الخدمات المصرفيّة والماليّة في ماليزيا: حَظيّ قطاع الخدمات المصرفية والمالية في ماليزيا بتطوّر كبير في الآونة الأخيرة؛ ذلك بفضل دخول التكنولوجيا الرقمية إلى هذا المجال، وارتفاع الطلب المالي، والحاجة بشكل أكبر إلى الخدمات المصرفية.[٦]
  • صناعة توصيل الأغذيّة في ماليزيا: يُعتبر مجال توصيل الطعام من المجالات المربحة؛ فقد ازداد عدد الأشخاص الذين يُفضلون الطلب على توصيل الطعام إلى المنازل، بدلاً من الذهاب إلى مكان البيع والشراء بشكل مباشر.[٦]

السياسات الصناعيّة في ماليزيا

تسعى الحكومة الماليزية باستمرار إلى تطوير قطاع الصناعة والنهوض به، ذلك من خلال اتباع العديد من السياسات والإجراءات الفعّالة، مثل استراتيجية التوجه نحو التصدير بشكل مبكر، واتباع نماذج النمو لاقتصادات الدول الناجحة مثل اليابان وكوريا الجنوبية، واستبدال الواردات بالتحوّل نحو الصناعات الثقيلة، إذ ساهم هذا الأمر في نمو الصناعة التحويليّة عن طريق توسيع نطاق القاعدة الصناعيّة، وخلق روابط أوسع للنمو، كما استغلت الحكومة الموارد الطبيعية في إنتاج العديد من المواد مثل الخشب، والمطاط، وزيت النخيل.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب Mozahidul Islam (13-1-2020), “List of industries in Malaysia”، www.sfconsulting.com.my, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  2. H. Plecher (8-1-2020), ” Share of economic sectors in the GDP in Malaysia 2018 “، www.statista.com, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  3. -, impoRtance of tHeManufacturing Sector in Malaysia, Page 22. Edited.
  4. ^ أ ب ZAKARIAH ABDUL RASHID, AHMAD ELYAS ELAMEER، SOURCES OF INDUSTRIAL GROWTH USING THE FACTORDECOMPOSITION APPROACH: MALAYSIA, 1978–87, Page 162،163. Edited.
  5. ^ أ ب ت ” Malaysia – Industry “, www.nationsencyclopedia.com, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Major Industries Set to Boom in Malaysia in 2019”, www.businesssetup.com, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت Ferdinand Bada (6-8-2018), “The Biggest Industries In Malaysia”، www.worldatlas.com, Retrieved 3-5-2020. Edited.
  8. Firdaos Rosli, Redefining Malaysia’s Industrial Policy, Page 22. Edited.
Exit mobile version