محتويات
الشهر الشمسي والشهر القمري
يخلط العديد من الأشخاص بين التقويم القمري والشمسي، بسبب ارتباطهم بالتقويم الشمسي في الشعائر الدينية، وبالتقويم القمري في عيد ميلاد المسيح، إلا أنّ كلا التقويمين يعدّ أقدم من الهجرة النبوية، ومن مولد المسيح، وفي هذا المقال سنعرفكم على الشهر الشمسي، والشهر القمري، وكيفية حساب كلّ منهما.
الشهر القمري
يبدأ الشهر القمري في اليوم الذي يظهر فيه الهلال، وينتهي في اليوم الذي يسبق الهلال الذي يليه، ويصل طول الشهر القمري إلى 29 أو 30 يوماً، ويتم تحديد عدد أيامه من خلال الحسابات الفلكية، ويحدث الشهر القمري بنظام دقيق كل شهر بعد الاقتران ثم الإهلال تبعاً لسنة كونية ثابتة لا تدخل للبشر في حصولها، ولا بدّ من الإشارة إلى أن السنة القمرية تقسم لاثني عشر شهراً.
تعتمد وجهة القمر على موقع الأرض في مداره حول الشمس، وعلى موقعه في مداره حول الأرض، فالقمر يدور حول الأرض في فترة زمنية مدتها 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة و11 ثانية، وتعرف هذه الفترة باسم الشهر القمري النجمي، ولا بدّ من الإشارة إلى أن القمر الوليد لا يعود للاقتران مرة أخرى بعد انقضاء هذه المدة، وذلك لأن الأرض تكون قد سبقت القمر بحوالي 27 درجة، وبالتالي يحتاج القمر أكثر من يومين حتي يصبح في وضع الاقتران؛ لأنه يقطع مقدار 13 درجة في اليوم الواحد، لذلك تصبح المدة الزمنية للشهر القمري الوسطي 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوانٍ، ولا تعد هذه المدة الدائمة للاقتران، بل تعد معدل مدة الشهر القمري الاقتراني، وتتغير هذه المدة من شهر إلى آخر نتيجة عدة عوامل، منها: تغير سرعة دوران الأرض حول الشمس، وتغير سرعة دوران القمر حول الأرض، وتراجع عقدتي القمر، وتغير العرض السماوي للقمر.
مكان بدء الشهر
يتم تحديد مكان بدء الشهر تبعاً للأمور الأتية:
- إن الاقتران بين القمر والشمس والأرض حدث عام لا علاقة له بمكان محدد من الأرض، فقد يكون في شهر ما موازياً لنقطة في إحدى البلدان العربية، وفي شهر آخر موازياً لنقطة ما في إحدى البلدان الأوربية، وغيره.
- يتبع الاقتران بالإهلال، ولا يكون مرتبطاً بمكانٍ محدد على سطح الأرض، بل يتنقل من مكان إلى آخر كل شهر.
اكتمال الشهر القمري
يدور القمر حول الأرض، وحول نفسه بنفس السرعة المتوسطة، والبالغة كيلومتر في الثانية، فيواجه الأرض بوجهٍ واحد، وبذلك يصبح يوم القمر شهراً قمرياً كاملاً نصفه نهار، ونصفه ليل، ويفصل بين هذين النصفين دائرة قريبة من الدائرة العظمى، وتعرف باسم دائرة النور، كما ويفصل بين ما لا يري وما يري من سطح القمر دائرة أخرى تعرف باسم دائرة الرؤية، وتنطبق هاتان الدائرتان في مرحلتي البدر الكامل، والمحاق، وتتقاطعان في زوايا مختلفة في المراحل المتوسطة، وينشأ عن تقاطعهما أشكال مختلفة لوجه القمر المواجه للأرض، من المحاق إلى البدر الكامل، ومنه إلى المحاق الذي يليه، وعند تطابق دائرتي الرؤية والنور في وضع الاقتران يكون القمر في المحاق، وفي وضع الاستقبال يكون القمر في البدر الكامل، وعند تقاطع هاتين الدائرتين نرى جزءاً من نصف القمر المعتم، وجزءاً من نصفه المنير، ثم يبقى القمر في مرحلة الهلال المتنامي، حيث يزداد حجمه بالتدريج حتى يصل إلى مرحلة التربيع الأول في اليوم السابع من الشهر القمري، ثم إلى مرحلة الأحدب المتنامي بعد مرور أحد عشر يوماً من بدء الشهر القمري، ثم يصل إلى البدر الكامل بعد مرور أربعة عشر يوماً من بداية الشهر القمري، ويصل إلى مرحلة الأحدب المتناقص بعد مرور أربعة أيام على مرحلة البدر، ويصل إلى مرحلة التربيع الثاني بعد مضي 22 يوماً من الشهر القمري، ثم يصل إلى مرحلة الهلال المتناقص بعد مرور ثلاثة أيام من التربيع الثاني، ثم يصبح القمر بين الأرض والشمس على استقامة واحدة في آخر يوم من الشهر القمري، فيدخل في مرحلة المحاق.
يمر القمر في دورته حول الأرض عبر برج من بروج السماء الاثني عشر في كل شهر، ثم يعود إلى البرج الذي بدأ منه مع فروق تقدر بـ 11 يومياً، وبذلك يتم تحديد سنة كاملة، حيث يمرّ القمر في كل ليلة في مكانٍ معين من البرج الشهري، وينسب هذا المكان إلى عدد من النجوم التي تبدو ظاهرة بشكلٍ قريب من القمر، وتعرف هذه المواقع باسم منازل القمر، أي مكان وجود القمر في كل ليلة من ليالي الشهر القمري بالنسبة إلى مجموعة نجمية معينة، أو إلى نجم معين، ويبلغ عدد هذه المنازل 28 منزلاً.
الشهور القمرية
تتشابه الشهور القمرية فيما بينها، وتقسم إلى قسمين:
- تشابه فلكي: نتيجة دوران القمر حول الأرض.
- تشابه شرعي: حيث تنطبق الأحكام الشرعية ذاتها على جميع الشهور من حيث ثبوت الدخول والخروج.
الشهر الشمسي
يعرف التقويم الهجري الشمسي باسم التقويم الجلالي، نسبةً إلى جلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة، وهو تقويم مداره الأبراج الفلكية التي تمر فيها الشمس، ولكل برج فلكي 30 درجة قوسية على مسار الشمس، حيث تمر الشمس ببرجٍ واحد من كل شهر شمسي، ويتكون التقويم الهجري الشمسي من 365 يوماً في السنة البسيطة، و366 يوماً في سنته الكبيسة، وقد وضع هذا التقويم العالم المسلم عمر الخيام بمساعدة سبع علماء من علماء الفلك، كما تستخدمه ثلاث دول جمهورية، وهي: أفغانستان، وإيران، والسعودية.
تقسيم السنة الشمسية
يقسم التقويم الشمسي إلى 12 شهراً، حيث تتكون الأشهر الستة الأولى منه من 31 يوماً، بينما تتكون الأشهر الخمسة التي تليها من 30 يوماً، ويتكوّن الشهر الأخير من 29 يوماً في السنة البسيطة، و30 يوماً في السنة الكبيسة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ السنة الشمسية تبدأ في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس، أو في 20 مارس حسب تطوّر الكبيسة، ويدعى ذلك اليوم بيوم النوروز.
حساب الشهور الشمسية
يتمّ حساب الشهور الشمسية بناءً على مراقبة بروج السماء الاثني عشر الرئيسية، وهي تجمعات من النجوم التي تمر بالأرض خلال دورتها السنوية حول الشمس، وتظهر هذه البروج فوق سطح الأرض بالعديد من الأشكال التي تميّزها عن بعضها البعض، وتعرف دائرة البروج بأنّها مسار الشمس السنوي بين النجوم، حيث تبدو لنا في حركتها الظاهرية كأنها تمر باثني عشر برجاً، وتعرف باسم منازل الشمس، حيث تبقى في كل واحد منها نحو الشهر، ثم تعود في نهاية السنة الشمسية إلى البرج الذي بدأت منه، وهذه البروج هي: الدلو، والحوت، والجدي، والثور، والحمل، والسرطان، والأسد، والجوزاء، والميزان، والقوس، والعقرب، والجدي.