السيدة مارية القبطية

'); }

السيدة مارية القبطية

من النساء التي كانت لها مكانةً خاصةً في سيرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- السيدة مارية القبطيّة، وسيأتي في هذا المقال التعريف بها على النحو التالي:

اسمها ونسبها

هي أمّ إبراهيم ابن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، مارية بنت شمعون القبطيّة، جاءت من مصر، وأصلّها مصريّة من قرية حفن، وكانت قد وصلت إلى مدينة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هي وأختها سيرين كهدية من المقوقس كبير الأقباط إلى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم-.[١]

دخولها إلى بيت النبوة

دخلت مارية القبطيّة بيت النبوة كجارية عند رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث كانت مهداة إليه من المقوقس حاكم مصر، ثمّ جعلت لنفسها مكاناً بين زوجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعدما أنجبت ابن رسول الله إبراهيم.[٢]

'); }

ولادتها لإبراهيم

وضعت ماريا -رضيَ الله عنها- ابراهيم ابن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة، فأصبحت بمنزلة الزوجة للنبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد فرح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقدومه فرحاً شديداً.[٣]

وأسماه إبراهيم نسبة إلى الخليل إبراهيم -عليه السلام-، وخرج إلى أصحابه يبشرّهم بقدومه من شدّة سروره به، وكانت مارية قد ولدت إبراهيم في العالية؛ وهو المكان الذي جعلها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تقيم فيه، ويُعرف اليوم بمشربة إبراهيم.[٣]

وكانت القابلة التي حضرت ولادة مارية مولاةً لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي أم رافع، التي أخبرت زوجها بقدوم إبراهيم، وخرج مسرعاً ليبشّر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بذلك، فوهبه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عبداً من فرحته بهذه البشرى.[٤]

وحين بلغ عمره سبعة أيام عقّ عنه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بكبشٍ، وتصدّق بوزن شعره فضةً، وكانت النساء المرضعات في المدينة يتهافتنّ على إرضاعه، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يبلغ من العمر ستين عاماً عندما رُزق بابنه إبراهيم.[٣]

وقد أعتق رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مارية القبطيّة بعدما ولدت له إبراهيم، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يرى فيها هاجر زوجة إبراهيم -عليه السلام- التي أُهديت إليه من ملك مصر وأنجبت له إسماعيل -عليه السلام-.[٤]

وفاتها

بعدما توفي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، أنفق أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- على مارية طيلة فترة خلافته، حتى توفاه الله، ثمّ استمر الفاروق عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- يالإنفاق عليها حتى حضرتها الوفاة في خلافته.[٤]

وقد توفيت في السنة 16 من هجرة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد شهد جنازتها حشودٌ كبيرةٌ من النّاس، وصلّى عليها عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- ودفنت في البقيع في مدينة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، رحمها الله -تعالى- ورضي عنها.[٤]

المراجع

  1. السيد الجميلي ، نساء النبي، صفحة 135. بتصرّف.
  2. محمد الطيب النجار ، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 412. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 490-491. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 986. بتصرّف.
Exit mobile version