مواضيع دينية متفرقة

الدعاء المستجاب

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الدعاء عبادة عظيمة

إن الدعاء حبلٌ يصل العبد بربّه، فيلجأ العباد إلى الله سبحانه في السرّاء والضرّاء، ويسألونه حاجاتهم ويتضرّعون إليه، فهو عبادةٌ عظيمة،[١] قال صلى الله عليه وسلم: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ)،[٢] فالدعاء أساس العبادة؛ وذلك لأن العبد عندما يدعو خالقه، فهو يدرك في قرارة نفسه ويوقن أن الله سبحانه قادر على كل شيء، وهو وحده الذي ييسّر له الخير ويدفع عنه الشر، ولا شك أن هذا اليقين يدل على الإخلاص وصدق الإيمان بالله تعالى.[٣]

تعريف الدعاء لغةً

الدعاء في اللغة مصدر دعوت الله، وأدعوه دُعاءً ودعوى: أي ابتهلت إليه بالسؤال، ورجوت فيما عنده من الخير، وتأتي بمعنى النداء، فيُقال: دعا الرجل دعواً ودعاءً أي ناداه، ودعوت شخصاً أي ناديته وطلبت منه الحُضور، ودعا المُؤذّن الناس إلى المسجد فهو داعي، وجمعها دعاةٌ وداعون، ودعاه يدعوه دعاءً ودعوى: أي رغّب إليه، ودعا إلى أمرٍ: ساقه إليه.[٤]

تعريف الدعاء شرعاً

هو الكلام الذي يتكلّم به العبد للطلب من الله، مع إظهار الخضوع والافتقار له سبحانه، وطلب المعونة منه، والبراءة من حول الإنسان وقوّته والتوجه إلى حول الله وقوّته، وهو المعنى الحقيقي والصفة الظاهرة للعبودية، ويشمل الدعاء الثناء على الله،[٤] وقد ورد الدُعاء بمعانٍ عدةٍ في اللغة وبمعانِ في الاصطلاح، وهذه المعاني هي:[٥]

  • العبادة: لقوله تعالى: (وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ).[٦]
  • الاستغاثة: لقوله تعالى: (وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).[٧]
  • التوحيد: لقوله تعالى: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا).[٨]
  • النداء: لقوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ).[٩]
  • القول: لقوله تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ).[١٠]
  • السؤال والطلب: لقوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).[١١]
  • الثناء: لقوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى).[١٢]

أسباب وشروط إجابة الدعاء

بيّن الله -سُبحانه وتعالى- أنّه يستجيب دُعاء الداعي، ولكن وضع للدُعاء شروطاً يجب على الداعي أن يلتزم بها ليكون دُعاؤه مقبولاً، ومن تلك الشروط:[١٣][١٤]

  • الإخلاص في الدُعاء، لقوله تعالى: (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).[١٥]
  • الابتعاد عن الشرك وسؤال غير الله، فلا يدعو المسلم إلّا الله، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس -رضي الله عنهما- عندما كان راكباً خلفه على الدابة: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)،[١٦] ويُعد هذا الشرط من أعظم الشروط في إجابة الدُعاء، وبدونه لا يُقبل عملٌ ولا دُعاءٌ، فمن جعل بينه وبين الله واسطةً فقد حرم نفسه من الإجابة.
  • حُسن الظن بالله، واليقين بأنّه سيستجيب الدُعاء، فهو مالك كُلّ شيءٍ، فمن أحسن الظن به أعطاه أكثر ممّا يتمنّى ويطلب، لقول الله في الحديث القُدسي: (أنا عندَ ظَنِّ عبدي بي، إنْ ظَنَّ بي خَيْراً فلَه، وإنْ ظَنَّ شَرّاً فلَه)،[١٧] والحرص على عدم استعجاله الإجابة.
  • حُضور القلب واستشعاره لعظمة الله، راغباً وراجياً فيما عنده، لقوله تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).[١٨]
  • إطابة المأكل والمشرب والملبس، والابتعاد عن أكل الحرام بكافة أشكاله، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ* أشْعَثَ* أغْبَرَ*، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟).[١٩]
  • الابتعاد عن الاعتداء في الدُعاء؛ فلا يكون الدُعاء بالإثم أو قطيعة الرحم، فلا يدعو إلّا بخيرٍ، وقد بيّن النبي أنّ الله لا يستجيب للمرء إذا دعا بشيءٍ من ذلك.
  • عدم الانشغال بالدعاء عن أمرٍ أعظم منه، كعدم أداء أمرٍ واجبٍ أو فرضٍ، أو عدم إجابة الوالدين بِحُجة الدُعاء.

للمزيد من التفاصيل عن كيفية استجابة الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((كيف يستجاب الدعاء بسرعة)).

آداب الدعاء

إن للدُعاء جُملةً من الآداب حريٌ بالمُسلم أن يؤديها ليكون دُعاؤه أقرب للإجابة، ومن تلك الآداب:[٢٠]

  • ذكر الشيء المُترتب على الدُعاء، والشيء المُترتب على الإجابة، بدليل ما جاء في دُعاء نبي الله موسى حين قال: (وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري*كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا*وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)،[٢١] ثُمّ بيان النتيجة من عدم إجابة الدُعاء، لقوله تعالى: (وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ).[٢٢]
  • يكره من الداعي استبطاء الإجابة من الله والمُطالبة باستعجالها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي)،[٢٣] فحرّيٌ بالمسلم أن ينظر إلى الوسائل التي تُريحه وتُطمئن قلبه، فيدعو بِكلّ راحةٍ وطمأنينةٍ، كعلمه بأنّ الدُعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها إلى خالقه، وأنّ الله يُعطيه مُقابلها الكثير من الأُجور، وأنّه وحده أعلم بمصلحة العبد فقد يكون في استجابته لهذا الدُعاء شيئاً من الضرر عليه، فيكون الله قد اختار له ما ينفعه ويُصلحه.
  • ترك السجع المُتكلّف والمُبالغ فيه وترك التَكلُف في الدُعاء، لحديث النبي: (فَانْظُرِ السَّجْعَ مِنَ الدُّعَاءِ فَاجْتَنِبْهُ).[٢٤]
  • ترك الاعتداء في الدُعاء، لقوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)،[٢٥] وهو أن يتعدّى المرء الحدّ المشروع في الدُعاء؛ كرفع الصوت، وسؤال الله بما هو مُحال، كسؤاله بلوغ درجة الأنبياء، وسؤال الله شيئاً من أمور الدُنيا بتفصيلٍ، أو دعاء الله بتيسير المعاصي، أو الدعاء على الأهل أو النفس بسوءٍ.
  • الدُعاء بجوامع الكلم؛ وهي الكلمات المُختصرة التي تحتوي معانٍ كبيرةٍ، وقد ورد الكثير من الأحاديث والآيات التي تحتوي على أدعية جامعةٍ، منها قول الله تعالى: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٢٦]
  • تكرار الدُعاء ثلاث مراتٍ؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام، إذ رُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُعجِبُه أنْ يدْعوَ ثلاثاً، ويَستغفِرَ ثلاثاً)،[٢٧] وذلك ليس مُلزماً في كُلّ دُعاءٍ.
  • العزم في الدُعاء؛ وذلك بعدم إنهاء الدُعاء بكلمة إن شئت، لحديث النبي: (إذا دَعا أحَدُكُمْ فلا يَقُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي إنْ شِئْتَ، ولَكِنْ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ).[٢٨]
  • دُعاء الإنسان لنفسه في بداية الدُعاء، ثُمّ الدعاء لمن شاء، وذلك ممّا أرشد إليه الله في القُرآن بذكر دُعاء الأنبياء لأنفسهم قبل غيرهم، قال تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).[٢٩]
  • الإسرار في الدُعاء؛ لأنّ ذلك أعظم في الإيمان.
  • الوضوء واستقبال القبلة ورفع اليدين.
  • البدء بالثناء على الله والصلاة على رسول الله.

للمزيد من التفاصيل عن آداب الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما هي آداب الدعاء)).

أوقات استحباب الدعاء

حثّ الإسلام على الدعاء في أوقاتٍ محددةٍ، وهي:

  • قبل البدء والشروع بالعمل؛ وذلك طلباً للعون من الله، وأثناء العمل طلباً للثبات والاستمرار عليه، والإخلاص فيه، وبعد العمل للاستغفار عن التقصير الذي حصل أثناء أداء العمل.[٣٠]
  • في السجود؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣١][٣٢]
  • عند الأذان، وعند نزول المطر، وعند ختم القُرآن، وفي أوقات الخشوع.[٣٣]
  • الثُلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ويوم الجُمعة وليلته.[٣٢]
  • البدء بالدعاء باسم الله الأعظم الذي لا يُردّ به سائلاً، ويكون بقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٣٤][٣٥]
  • ليلة القدر، ويوم عرفة، وعند رؤية الكعبة، وعند شُرب ماء زمزم، وفي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفي مجالس الذكر.[٣٦]
  • الأماكن التي يُستحب فيها الدُعاء: عند جبل عرفات في يوم عرفة، وعند الصفا والمروة، وعند المشعر الحرام، وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الصغرى والوسطى في الحج.[٣٧]

للمزيد من التفاصيل عن أوقات استجابة الدعاء الاطّلاع على المقالات الآتية:

فضائل الدعاء

إن للدُعاء الكثير من الفضائل العظيمة والثمرات الكثيرة، يُذكر منها أنّ الدعاء:[٣٨]

  • طاعةٌ لله واستجابةٌ لأوامره التي أمر فيها عباده أن يتوجّهوا له به، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٣٩]
  • فيه السلامة من الكِبر، وذلك أنّ الله بيّن أنّ الدُعاء جُزءاً من العبادة وتركه استكبارٌ، بدليل قوله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ).[٣٩]
  • عبادةٌ لله؛ لما في الدعاء من إظهار الضعف والعجز لله، وأنّه الوحيد القادر على الإجابة، فيتعلّق القلب بالله وحده.
  • من أكرم الأشياء على الله، ممّا يدلّ على قُدرة الله وعجز ما سواه.
  • سببٌ في دفع غضب الله عن العبد الداعي، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ).[٤٠]
  • تظهر فيه حقيقة التوكل على الله، واعتماد العبد عليه وحده، فتعلو نفس المؤمن وهمّته بالله؛ لأنّه يأوي إلى الله القادر، ويسلم بذلك من العجز.
  • ثمرته مضمونةٌ من الله، ولكن تكون الإجابة من الله للعبد بإحدى ثلاث أحوالٍ كما بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (ما من رجُلٍ يَدعُو بِدعاءٍ إلَّا اسْتُجِيبَ لهُ، فإِمّا أنْ يُعَجَّلَ لهُ في الدنيا، وإمَا أنْ يُدَّخَرَ لهُ في الآخِرَةِ).[٤١]
  • سببٌ في دفع البلاء قبل وقوعه، وسبب لرفعه بعد وقوعه، لقول النبي: (لا يُغني حذرٌ من قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزل وما لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ فيلقاه الدُّعاءُ فيعتلِجان* إلى يومِ القيامةِ).[٤٢]
  • يفتح باب المُناجاة بين العبد وخالقه، فيفتح الله على عبده من محبته ومعرفته ولذة الوقوف بين يديه، فيكون ذلك أعظم وأفضل له من حاجته.
  • حصول المودة بين المسلمين بدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب.
  • يعدّ من صفات الأنبياء والمُتقين والصالحين، قال تعالى: (إِنّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ).[٤٣]
  • من أعظم أسباب الثبات والنصر على الأعداء، لقوله تعالى: (وَلَمّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)،[٤٤] فكانت النتيجة بأن نصرهم الله على أعدائهم.
  • ملجأ الضُعفاء والمظلومين الذين لا يجدون من يرفع عنهم ظُلمهم وانكسارهم؛ فيلجأون لخالقهم.
  • من أصدق الأدلة على الإيمان بالله، والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
  • من موانع وقوع العذاب، كما أنّه سلاحٌ للمؤمن ونورٌ له، لقول النبي: (الدُّعاءُ سلاحُ المؤمنِ وعمادُ الدِّينِ ونورُ السَّماواتِ والأرضِ).[٤٥]

للمزيد من التفاصيل عن أهمية وفضل الدعاء الاطّلاع على مقالة: ((ما أهمية الدعاء)).

محظورات الدعاء وموانع استجابته

هناك بعض الأمور التي قد تحول دون استجابة الدُعاء، يُذكر منها:[٤٦]

  • الدُعاء على النفس أو الأولاد أو أي شخصٍ بالسوء أو الشر، إذ ورد النهي عن ذلك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم).[٤٧]
  • الدُعاء بالموت أو تمني حلوله، إذ نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ذلك بقوله: (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به).[٤٨]
  • ترك الواجبات والأوامر الإلهية، وارتكاب المُحرمات والمعاصي، قال النبي: (والَّذي نَفسي بيدِهِ لتأمُرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عنِ المنكرِ أو ليوشِكَنَّ اللَّهُ أن يبعثَ عليكُم عقاباً منهُ ثمَّ تَدعونَهُ فلا يَستجيبُ لَكُم).[٤٩][١٤]

أدعية من القرآن والسنة

أدعية من القرآن الكريم

وردت في القرآن الكثير من الأمثلة على الدُعاء، يُذكر منها:[٥٠]

  • قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).[٥١]
  • قوله تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).[٥٢]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٥٣]
  • قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).[٥٤]

للمزيد من التفصيل عن الأدعية الواردة في القرآن الاطّلاع على المقالات الآتية:

أدعية من السنة النبوية

من الأدعية الواردة في السنة النبوية:[٥٠]

  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، وفي روايةٍ : وَالْعِفَّةَ).[٥٥]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ والهَرَمِ، وأَعُوذُ بكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ المَحْيا والمَماتِ).[٥٦]
  • قول النبي: (يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ).[٥٧]
  • قول النبي: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).[٥٨]

للاطّلاع على المزيد من المقالات التي تحتوي على أدعية جميلة:

_____________________________________

الهامش

*يطيل السفر: أي في الطاعات؛ كصلة الرحم، والعمرة، وغير ذلك.[٥٩]
*أشعث: أي شعره غير مرتّب ولا مسرّح.[٥٩]
*أغبر: أي أن الغبار قد غيّر من لون شعره.[٥٩]
*فأنّى يُستجاب: عبارة عن سؤال استنكاري تعجّبي؛ أي فكيف يستجاب له وهذا حاله؟[٥٩]
*يعتلجان: أي يتصارعان.[٦٠]

المراجع

  1. أحمد غلوش (2002)، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: مؤسسة الرسالة، صفحة 251. بتصرّف.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  3. “منزلة الدعاء من العبادة”، www.islamweb.net، 8-3-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “الذكر والدعاء لغةً واصطلاحاً”، www.islamweb.net، 19/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  5. سعود العقيلي، الاعتداء في الدعاء صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح، صفحة 17-20. بتصرّف.
  6. سورة يونس، آية: 106.
  7. سورة البقرة، آية: 23.
  8. سورة الجن، آية: 19.
  9. سورة القمر، آية: 10.
  10. سورة يونس، آية: 10.
  11. سورة البقرة، آية: 186.
  12. سورة الإسراء، آية: 110.
  13. “ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019. بتصرّف.
  14. ^ أ ب خالد بن سليمان بن علي الربعي (2002)، من عجائب الدعاء – الجزء الأول (الطبعة الأولى)، الرياض: دار القاسم للنشر، صفحة 9-10. بتصرّف.
  15. سورة غافر، آية: 14.
  16. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الشرعية الكبرى، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/333، صحيح.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 9076، صحيح.
  18. سورة الأنبياء، آية: 90.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1015، صحيح.
  20. سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، دروس للشيخ سلمان العودة، صفحة 11-24، جزء 225. بتصرّف.
  21. سورة طه، آية: 29/34.
  22. سورة يونس، آية: 88.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  24. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6337، صحيح.
  25. سورة الأعراف، آية: 55.
  26. سورة البقرة، آية: 201.
  27. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبد الله ين مسعود، الصفحة أو الرقم: 1524، إسناده صحيح.
  28. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2679، صحيح.
  29. سورة الحشر، آية: 10.
  30. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2002)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 17، جزء 2. بتصرّف.
  31. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  32. ^ أ ب أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (1993)، غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب (الطبعة الثانية)، مصر: مؤسسة قرطبة، صفحة 513، جزء 2. بتصرّف.
  33. ابن الجوزي (1998)، تنوير الغبش في فضل السودان والحبش (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الشريف، صفحة 254. بتصرّف.
  34. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  35. ابن القيم (1997)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة، صفحة 12-13. بتصرّف.
  36. محمد علي محمد إمام (2007)، أحلي الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: ميت غمر، صفحة 14-15. بتصرّف.
  37. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: بيت الأفكار الدولية، صفحة 23، جزء 2. بتصرّف.
  38. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332-347، جزء 5. بتصرّف.
  39. ^ أ ب سورة غافر، آية: 60.
  40. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3373، حسن.
  41. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5714، صحيح.
  42. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/391، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  43. سورة الأنبياء، آية: 90.
  44. سورة البقرة، آية: 250.
  45. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2/390، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  46. “محظورات الدعاء”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/11/2019.
  47. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 7267، صحيح.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6351، صحيح.
  49. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم: 2169، حسن.
  50. ^ أ ب سعود بن محمد بن حمود العقيلي، الاعتداء في الدعاء (صور وضوابط ونماذج من الدعاء الصحيح)، الرياض: دار كنوز اشبيليا، صفحة 133-142. بتصرّف.
  51. سورة نوح، آية: 28.
  52. سورة إبراهيم، آية: 40.
  53. سورة آل عمران، آية: 147.
  54. سورة الحشر، آية: 10.
  55. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2721، صحيح.
  56. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6367، صحيح.
  57. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522، صحيح.
  58. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6369، صحيح.
  59. ^ أ ب ت ث عبد العال الرشيدي (26-12-2015)، “شرح حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  60. “صحة مقولة أن الدعاء يتصارع مع القدر”، www.islamweb.net، 5-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى