كلمة “خُرافة” هي مصدر لفعل – خَ،ر،ف- أي هو كل حديث مكذوب، كأن نقول هذا رجلٌ خَرِف وهذا يعني أنه رجل يختلق الأحاديث والقصص من نسج خياله.
الخرافة هي الإعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم والمعرفة. وترتبط الخرافات بلفلكلور الشعوب، حيث أن الخرافة عادة ما تمثل إرثًا تاريخيًا تتناقله الأجيال، أي هي تعني أي معتقد غير عقلاني أو ممارسة لا عقلانية يقوم بها الأشخاص.
وتنقسم أنواع الخرافة إلى:
- دينية
- ثقافية
- إجتماعية
بحسب منظور واعتقادات الناس الواهية التي كانت منتشرة قديماً والتي تتنوع حسب خيالهم وحسب الأحداث التي كانت تقع في زمنهم.
وفي الأصّل اللغوي لكلمة خرافة حسب لسان العرب لابن منظور:
“والخُرافةُ الحديثُ الـمُسْتَمْلَحُ من الكذِبِ.”
((وقالوا: حديث خُرافةَ، ذكر ابن الكلبي في قولهم حديثُ خُرافة أَنَّ خُرافةَ من بني عُذْرَةَ أَو من جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مـما رأي يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على أَلْسُنِ الناس.)) لسان العرب
وفي معجم آخر قيل أن الخرافة هي:
خرافة : رجل من بني عذرة ، غاب عن قبيلته زمناً ثم عاد فزعم أن الجن إستهوته وأنه رأى أعاجيب جعل يقصها عليهم، فأكثر، فقالوا في الحديث المكذوب (حديث خرافة) وقالوا فيه (أكذب من خرافة) حتى سمى الحريري الكذب خرافة، فقال في المقامة الرابعة: (فأعجبوا بخرافته وتعوذوا من آفته).
فالخرافة قد تكون حكاية رمزية أو حكايات شعبية بين النّاس أو قصص يرويها كبار السّن لأحفادهم وتوجد هذه الخرافات في مختلف الدول والحضارات.
الخرافات لدى الشعوب والحضارات: الخرافات لم يكن لها زمن تاريخيّ محدد فهي عُرِفت على مدى العصور والقرون ومن جيلٍ إلى جيل وتداولها الناس فيما بينهم حتى وصلت إلينا، لذلك هي ليست محددة بزمنٍ معيّن فقد كان لكل زمن خرافات تداولها الناس بين بعضهم البعض أي أنّها منذ آلاف السنين وما تزال منها ما هو حيّ إلى الآن لم يمت عبر السنين. آمن الشعوب على مدى العصور بخرافات مختلفة وحكايات عجيبة كانوا يفسرونها إلى الظواهر الطبيعية والخوارق بمفهومهم مما وّلد عدد غير محدود من الخرافات، وتطورت عبر الأجيال مع تطور الزن والبيئة والمجتمع والظروف.
الخرافات في الوطن العربي: تتعدد الخرافات التي آمن بها العرب على مدى العصور، وأعتقد أهلها بأنها صواب وتناقلتها الألسن. وتختلف هذه الخرافات من بلد عربي إلى آخر لكنها تبقى تحمل ذلك المضمون الغريب للخرافات.
ومن أهم الخرافات عند العرب: 1.تقوم العروس بلصق قطعة من الطين على مدخل بيت الزوجية، فإن التصقت كان فألًا حسنا، وإلا فهو سيئ.
2.الغول: غول كلمة رائجة في المجتمع العربي لوصف وحش خيالي أو فوبيا أسطورية لشيء مفترس، وعادة ما يستخدم هذا المصطلح في قصص الجهال الشعبية أو لوصف كائن مجهول مخيف، وفي العادة اعتادت الأمهات أن يخفن به الأطفال ليخلدوا للنوم مبكراً قائلين الآن سيظهر الغول إذا لم تنام.
3.البعبع : مخلوق غريب تخيف به بعض الأمهات أطفالهن . ويقال إن هذا الإسم مشتق من كلمة مصرية قديمة وأنها كانت تطلق على كائن خرافي عند المصريين القدماء.
4.رمي الملح تم قدف الملح, أو رشقه, فوق الكتف الأيسر, للتخلص من الحظ السيئ وذلك راجع إلى الأسطورة التي تؤمن, بأن الشيطان يقف دائماً مباشرة خلف الأشخاص ورمي الملح في عينه, يلهيه عن التسبب في مشاكل، أو إيقاع الشخص في الخطيئة ويقوم البعض أيضاً برميه في هذه الأيام, إعتقاداً منهم في التخلص من الحظ أو سلوك سيئ.
5.قرص العروس ليلة زفافها: يقوم الفتيات في الوطن العربي بقرص العروس في ليلة زفافها كي يحالفهن الحظ ويلاقين مصير العروس بالزواج.
6.تعليق حدوة الحصان ، أو نجمة بحر ، أو حذاء طفل، ونجد الأخير كثيراً في السيارات .. ولا نعلم لماذا ؟! أما حدوة الحصان فترجع إلى الرومان حيث كانوا يقدسون الخيل، وبالتالي اتخذوا الحدوة رمزاً للتفاؤل، أما نجمة البحر .. فهي تدخل على الرقم خمسة.
طائر البوم: يلعب اختلاف الحضارة عاملاً هاماً في تشكيل الأفكار والرؤية عند الأشخاص ولذلك تجد هذه الرؤية تختلف من بلد إلى آخر. فتجد أنّ طائر البوم نظير شؤم وخراب عند العرّب وهذا على عكس ما تؤمن به الحضارات الأخرى، فهم لديهم رمزهم الخاص عن طائر البوم.
العرب وطائر البوم: يتشاءم العرب من طائر البوم والذي نسميه “البومة”، “الموكة” و”الموك” جمعاً. وهذا منتشر بين قبائل العرب في أصقاع الأرض، ونتيجته مثلاً أن العرب في المغرب إلى عهد قريب كانوا يخرجون خصيصاً لصيد الذئب والبوم. وإذا كان صيد الذئب، وهو حيوان ذو سمعة سيئة لدى العرب إذ يقرن بالغدر، يمكن أن يفسر عمليا بخطره على قطعان الماشية، فإن قتل البوم لا يفسره إلا التشاؤم الذي لا يعرف له كثير من الناس أصلاً،و يحاول البعض إيجاد تفسير لذلك فيرجع التشاؤم من البوم إلى شكله الذي يميزه بين الطيور، وقبحه المفترض (و الحق أنه طائر جميل الهيئة)، أو صوته المختلف عن أصوات باقي الطيور، وربما حبه المفترض للأطلال والخراب … إلى آخر ذلك من محاولات التفسير التي لا تفسر شيئاً في واقع الحال، أما لمعرفة أصل هذا التشاؤم، فيجب الرجوع إلى العصر الجاهلي ومعتقدات العرب آنذاك وخرافاتهم، فقد كان منها التشاؤم بالمرئي أو المسموع من الأماكن أو الطيور، ومنه إن صاح طير البوم بالليل عند وقوعه على الدار تشاءم أهلها، وتوقعوا موت أحد منهم، ومنها أيضا أن القتيل تصير روحه بوماً وصياحها إنما هو لطلب الثأر من قاتله، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التطير في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة :”لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر” وزاد مسلم: “ولا نوء ولا غُول”. مرَّ طائر يصيح فقال رجل: خير خير، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: “لا خير ولا شر”، أنكر عليه لئلا يعتقد تأثيره.
البوم عند الحضارة الغربية: وفي أوروبا ثمة واقع مختلف، لان البوم يعامل كرمز للحكمة والمعرفة، ويعرف بـ “طائر الحكمة”، الذي كانت إلهة الحكمة الإغريقية “أثينا” تحمله دائما على كتفها.
ويعد طائر البوم في ألمانيا رمز الحكمة وجالب للحظ، ولهذا تجدّ الفنّ المعاصر الألماني الجديد يستخدم رسومات البومة ورموزه في جميع أنواع الفنون. وبدأ ينتشر هذا الفنّ بكثرة في جميع أنحاء أوروبا من أجل أن تتلاشى فكرة التشاؤم من طائر البوم لدى الجيل الجديد من الشباب.
ومن أهم الخرافات الأخرى المنتشرة في وطننا العربي وعند الغرب أيضاً هو “جنس المولود”، على أعوام مضت وإلى الآن ما يزال موضوع جنس المولود يشّكل الجدل الأكبر لدى عامة الناس ويبدأ من لحظة اعلان خبر حمل المرأة، فتصبح جميع النساء من حولها بتخمين ما هو جنس المولود ويبدأن بالفنّ الشعبي والأساطير والخرافات لمعرفة جنس المولود.
ومن هنا جئت بأهم تلك الخرافات التي آمنّ بها تلك السيدات، الأعراض التي تبدو على المرأة الحامل والتي من خلالها يحددن جنس المولود،إذا كان جنس المولود بنت فتبدو عليها الأعراض التالية:
إذا كانت تأكل الكثير من الشوكولاته فان المولود سيكون بنتا، إذا إنتفخ وجه الأم وتغيّر فإن المولود سيكون بنتاً، إذا كان البطن مرتفعاً وكبيراً فإن ذلك يعني أن الأم حامل بأنثى
وتختلف هذه الأعراض إذا كان جنس المولود ذكر:
إذا كانت الأم تأكل الكثير من اللحوم والمسليات المالحة فان المولود سيكون صبياً أما إذا كان البطن منخفضا وصغيرا فذلك يعني أن المولود ذكر.
خرافات يقمنّ النساء القدامى بها ليحددن جنس المولود:
التنبؤ بواسطة الملعقة: وهو أن تلقي الحامل بملعقة صغيرة كملعقة الشاي مثلاً من خلال فتحة ثوب الحامل عند صدرها، فاذا كان وجه الملعقة الى الاعلى فان الجنس انثى وإذا كانت الملعقة مقلوبة أي وجهها غلى الاسفل فإن الجنين سيكون ذكراً.
إحضار خاتم الزواج ورفعه فوق البطن بسلسلة ذهبية أو بشعر الأم, أو بشريط من الستان, فإذا تحرك الخاتم بحركة دائرية فإن ذلك يعني وجود مولود أنثى، أما إذا كانت الحركة بندولية، فهذا يشير إلى وجود ذكر,
التنبؤ بواسطة ملح الطعام: وهو ان تلقي صديقات الحامل دون سابق اتفاق معها على مثل هذا الحضور وتنشغل بالحديث معهن وهي جالسة بينهن تقوم احداهن من خلفها لترش على راسها بعض حبات من ملح الطعام في غفلة منها وتنسحب بهدوء دون ان تعلم الحامل بما جرى وتتم مراقبة حركات الحامل فإن مرت يدها فوق شفتيها فهذا يعني انها ستلد ذكراً وان مدت يدها على شعر رأسها محاولة تسريحه مثلاً فهذا يدل على انها ستلد بنتاً.
فالعمليات الحسابية تأتي ضمن القصص الشعبية أيضاً، تطالب إحداهنّ الحامل بإضافة عمرها في موعد الولادة إلى رقم الشهر الذي ستلد فيه، الرقم الفردي يعني بنتاً والمزدوج صبياً.
لكنّ الزمن والعصر قد تغير الآن وجاءت التكنولوجيا المتطورة والأجهزة الذكية لتمحو كل هذه المعتقدات التي عفا عليها الزمان وولت ورغم ذلك إلى أنّ بعض الناس ما زالوا يؤمنون بها وخصيصاً النساء لكنّ تقدم العلم يومياً وتطوره يثبت أن جميع هذه الخرافات أبعد ما تكون عن الحقيقة.