'); }
إن من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الصراع قائماً بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، وجعل للباطل مؤيدين، وعن الحق مخذلين من ضعفاء نفوس وغير ذلك، فتجد كثيراً من الناس يسمع الحق ثم يرده لأسباب نفسية أو دنيوية أو غير ذلك من الأسباب.
أسباب رفض الحق:
- التأثر بكلام المغرضين
- وضع اعتبارات وموازين باطلة يقيم بها الحق
- الظروف الاجتماعية
- غربة الحق
- أن الحق ثقيل ومخالف لهوى النفس
- سوء التربية التي يتلقاها الفرد
- تحكيم العواطف
- اعتقاد حيلولة الحق بينه وبين جاهه وعزه
- الجهل بالحق
- اعتناق الرافضين للحق أفكاراً ضده
'); }
- حصر الحق على طائفة معينة
- الحسد
- العصبية والخوف على الجاه
- الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله
- العرف والعادة
- تقليد القدماء الآباء والأجداد
- الكبر
- الغلو في الرجال
- الاقتداء بالعالم الفاسق أو العابد الجاهل
وكان لبعض العلماء والمفسرين راي في ( الحق احق ان يتبع):
تفسير بن كثير:وهذا إبطال لدعواهم فيما أشركوا باللّه غيره، وعبدوا من الأصنام والأنداد، { قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده} أي من بدأ خلق هذه السماوات والأرض، ثم ينشئ ما فيهما من الخلائق، ويفرّق أجرام السماوات والأرض ويبدلهما بفناء ما فيهما ثم يعيد الخلق خلقاً جديداً { قل اللّه} هو الذي يفعل هذا ويستقل به وحده لا شريك به، { فأنى تؤفكون} أي فكيف تصرفون عن طريق الرشد إلى الباطل { قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق؟ قل اللّه يهدي للحق} أي أنتم تعلمون أن شركاءكم لا تقدر على هداية ضال، وإنما يهدي الحيارى والضُلاّل، ويقلّب القلوب من الغيّ إلى الرشد اللّهُ رب العالمين، { أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى} أي أفيتبع العبد الذي يهدى إلى الحق ويبصر بعد العمى، أم الذي لا يهدي إلى شيء إلا أن يهدى لعماه وبكمه، كما قال تعالى إخباراً عن إبراهيم أنه قال: { يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} . وقوله تعالى: { فما لكم كيف تحكمون} أي فما بالكم يذهب بعقولكم، كيف سويتم بين اللّه وبين خلقه، وعدلتم هذا بهذا وعبدتم هذا وهذا؟ وهلا أفردتم الرب جلّ جلاله بالعبادة وحده، وأخلصتم إليه الدعوة والإنابة؟ ثم بين تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلاً ولا برهاناً، وإنما هو ظنٌ منهم أي توهم وتخيل، وذلك لا يغني عنهم شيئاً، { إن اللّه عليم بما يفعلون} تهديد لهم ووعيد شديد لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء.
تفسير الجلالين:{ قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق } بنصب الحجج وخلق الاهتداء { قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق } وهو الله { أحق أنْ يُتبع أمَّن لا يهدي } يهتدي { إلا أن يهدى } أحق أن يتبع استفهام تقرير وتوبيخ، أي الأول أحق { فما لكم كيف تحكمون } هذا الحكم الفاسد من اتَّباع ما لا يحق اتباعه .
فاعلم أنَّ التمسُّك بالحقِّ ونَبْذ الباطل، هو نَجاتُك في دُنياك وأُخراك، وسيفُك وسلاحك على أهل الباطل، وسفينتك في بَحر الكُفر والفتن والمعاصي والشهوات والشُّبهات، وحُجَّتُك في الآخرة في يومٍ لا يَنفعُ مال ولا بنون، ولا خُلَّة ولا شفاعة.